باسيل يرصد التسويات ولا يستسلم ومحاولات لتأمين النصاب
يستمر رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في تنفيذ أجندة مواعيده واستقبالاته وزياراته للمناطق، ليظهر أمام اللبنانيين والمسيحيين أولا في طليعة العاملين على إتمام استحقاق الانتخابات الرئاسية. ويبدو في تحركاته الأخيرة، من جزين إلى عكار، كأنه عشية الانتخابات النيابية، ولو قبل نحو سنتين من موعدها.
لم تأت جولات كتلتي "الاعتدال الوطني" و"اللقاء الديموقراطي" وتكتل "لبنان القوي" بأي ثمار، إذ لم تؤدّ إلى تلاقي الكتل على طاولة المشاورات ولا إلى تعبيد طريق جلسات انتخاب حقيقية رغم كل ما قام به أعضاء المجموعة "الخماسية"، ولا أثمر التحرك الأخير للموفد الفرنسي جان ايف - لودريان الذي يستعد في الأسبوع الجاري للقاء الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في باريس حيث سيغلب على اجتماعهما الملف الأمني في الجنوب أكثر من البحث في استحقاق الرئاسة المعطل في الأصل.
والواقع أن الدوحة لا تغيب عن الملفين بحكم حضورها في "الخماسية" وعلاقتها الخاصة مع الأميركيين. وسيحضر موفدها جاسم آل ثاني "أبو فهد" إلى بيروت في الأيام المقبلة وسط التركيز على جنوب لبنان ربطا بغزة وتهديدات إسرائيل أكثر من الغوص في ملف الرئاسة وما يجرّه من أزمات على البلد جراء غياب رئيس للجمهورية.
يتحرك باسيل في هذا الوقت رغم معرفته بالحواجز الرئاسية المرفوعة بين الكتل منذ نحو سنتين، محاولا أن يثبت أنه الفريق "الأقدر" على التحرك والتصدي في شكل مباشر لخيار "القوات اللبنانية" الرافضة لطاولة الحوار وتكريس أي أعراف جديدة
تقول للجميع: توجهوا إلى البرلمان، وليقم رئيس المجلس بواجباته عندئذ. وتدعو إلى جلسة لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، وليتحمل النواب مسؤولية من يختارون، سواء كان المرشح سليمان فرنجية أو غيره.
ويعوّل باسيل في حراكه الأخير على الصفحة الإيجابية التي فتحها مع بري. وهو لم يطلب موعدا منه لاجتماع تردد أنه سيعقد الإثنين، وجرى تأجيله، ولو ان جهات حاولت الإشارة الى مشكلة جديدة بين الرجلين، ليتبين أن لا أساس لكل هذا الحديث الذي يظهر على شكل فبركات سياسية لا أكثر.
ويقول بري إن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وعندما يطلب باسيل أو غيره موعدا فأهلا وسهلا.
يعمل رئيس "التيار" على طريقة "لا استسلام" أمام تعقيدات الملف الرئاسية، حيث بات نواب كثيرون مقتنعين بأنهم لا يستطيعون انتخاب رئيس في هذا التوقيت وهم يرفعون الشروط المتبادلة بين الأفرقاء.
وكان أعضاء في التكتل العوني قد توزعوا على أكثر من كتلة نيابية، إلى المستقلين، من باب العمل على ملاقاة بري في إتمام المشاورات المنتظرة مع ربطها بالحصول على تعهد بتأمين النصاب لجلسة الانتخاب وعدم الانسحاب منها.
وسيبحث هذا المسعى مع بري ولو ان "القوات" لا ترى في خطوة "التيار" باباً إلى انتخاب الرئيس العتيد، وتضعها في إطار "ألاعيب ثنائي حزب الله وحركة أمل واستمرارهما كل هذه الأشهر في تعطيل الاستحقاق ومنع الانتخابات".
وتشدد "القوات" على عدم حشرها من أي جهة "لأنها لن تخالف اقتناعاتها ولا الدستور أولا".
ويعمل نواب "لبنان القوي" في المقابل على خط كل هذه المساعي وينشطون في الاتصال بعدد من الكتل والنواب المستقلين لتأمين قاعدة للتشاور في البرلمان ربطا بإجراء الانتخابات.
ويرجع محور اتصالات باسيل إلى "استغلال اللحظة" حيال ما ينتظر مشكلات المنطقة وأزماتها، باعتبار أنه عند بزوغ الضوء الأخضر لإطلاق التسويات يجب أن يكون الأفرقاء في لبنان على الجهوز المطلوب الذي قد يساعد في انتخاب رئيس وإطلاق عجلة حكومة جديدة، ولا سيما ان ثمة جملة من الملفات على طاولة البحث بين الدول المعنية في الإقليم.
ويتداول ديبلوماسيون كلاما مؤداه أنه في حال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في أميركا قد يعمد إلى سحب وحداته العسكرية من سوريا والعراق على غرار ما فعلته واشنطن في أفغانستان. وما يهدف باسيل إلى تحقيقه بتعاون أكبر عدد من الكتل والقوى السياسية، هو أن يحجز لبنان مقعدا متقدما له في قطار التسوية في المنطقة.
لكل هذه الأسباب والمعطيات التي ستظهر تباعا، يعمل باسيل على أن يكون اللبنانيون من السباقين في استغلال أي فرصة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|