هذه هويته الحقيقية... من هو الأميركي الذي عُثِرَ عليه في ريف دمشق؟
رئيس "التيار" يلعبها "صولد" لإبعاد فرنجية... وفي الجعبة 3 أسماء جديدة
تبدو الابواب السياسية مفتوحة على مصراعيها بين رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، اذ يستمر التواصل حتى قبل مبادرة الاخير الرئاسية، والتي جال من خلالها على المعنيين بالملف منادياً بدعوة برّي الى الحوار، خصوصاً مع الفريق المعارض، لكن حراك رئيس التيار لم ينجح كما غيره ممَن طرح المبادرات الداخلية والخارجية، لكنه مستمر وفق المقرّبين منه في التحرّك لخرق معضلة الاستحقاق الرئاسي، على الرغم من معرفته بصعوبتها من ناحية المضي بطرحه، اي الخيار الثالث وإضافة ثلاثة أسماء رئاسية منذ أيام، وضعها في خانة الاسماء التوافقية وفي عهدة رئيس المجلس النيابي، من دون ان يسرّبها الى الاعلام، كما رفضت مصادر من " التيار الوطني الحر" إعلان تلك الأسماء منعاً لحرقها كما قالت.
الى ذلك، قرّر رئيس " التيار" الاندفاع أكثر نحو عين التينة، التي تصرّ مع حارة حريك على دعم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية رئاسياً، من دون اي تراجع ومهما كانت الاسباب، ومع ذلك يحاول باسيل دائماً جسّ نبض برّي، علّه يوافق على طرحه اي المرشح الثالث التوافقي والوسطي والمقبول من الثنائي، حتى ولو طالت المدة تحت عنوان المرحلة تتطلب رئيساً توافقياً مقبولاً من اغلبية الاطراف، وذلك منعاً لاستمرار الفراغ الرئاسي لسنوات، وبذلك يحّل باسيل خلافاته ويعود سالماً الى الخط الاخر، الذي لطالما سار على دربه ولم يستطع خرق الفريق المعارض والتقرّب منه.
وفي المقابل، لم يستطع الفريق المعارض ايضاً فعل المعجزة، اي وضع رئيس التيار العوني في خانته، لانّ الطرفين لا " يستهضمان" بعضهما، لذا من الصعب تحقيق ذلك التقارب مهما كانت المغريات، على الرغم من وجود قبول من الطرفين برفض دعم فرنجية، لكن الثقة تبقى غائبة بين باسيل والمعارضة ولا سبيل لتحقيقها، لانّ الماضي غير البعيد شاهد على هذه الصورة، وانطلاقاً من هنا لم يبق أمام رئيس "التيار" سوى عين التينة كحائط مبكى رئاسي، هدفه إيصال رئيس بعيد عن الاسماء المقترحة، وهو بدأ بطرح بعض هذه الاسماء في بكركي ويتردّد انه لاقى قبولاً لاسمين، لذا تبدو سياسته اليوم مغايرة فلا هجوم سياسي او ردود نارية، بل استكانة وهدوء تجاه برّي.
كما تبدو" زلاّت" لسان رئيس "التيار" غائبة منذ فترة طويلة عن عين التينة ولا عودة اليها، فالسياسة الجديدة المتبعة غيّرت اتجاهها بحسب التطورات والمستجدات على الساحة، فيما كانت " زلاّت" لسان باسيل قائمة بقوة، وضد اي سياسي يوّجه اليه مختلف تعابير الانتقاد حتى ولو كانت بسيطة، فيحاول على أثرها ضبط الوضع من خلال ردود عنيفة، تقضي على ما تبقى من علاقة، لذا بات يبحث اليوم عن حلفاء جدد او سابقين، وفي طليعتهم حزب الله حيث الفتور ما زال حاضراً، والوساطات لم تعد تنفع على أثر تصريحات اطلقها ضد الحزب منذ فترة، لكنه عاد قبل ايام ليخفّض سقف هجومه مع توجيه الغزل بالمباشر، من خلال إعادة التقرّب من حزب الله قائلاً:"عندما تريد "اسرائيل" الاعتداء علينا فحتما سنكون مع بعضنا، وللأسف بعض الناس يدافعون عن "إسرائيل"، ويحملّون مسؤولية ما يجري للمقاومة "، لذا يقف اليوم على رصيف الانتظار، علّ الحزب ينفتح عليه مجدّداً وتعود المياه الى مجاريها.
في السياق، ووفق المعلومات فرئيس "التيار الوطني الحر" محتاج الى من يسانده في هذه الظروف الصعبة التي أبعدته عن الجميع، لذا يقوم بتخطي رواسب الخلافات الماضية وترميم العلاقة مع حركة "امل"، وهذا ما برز منذ فترة اذ لم يعد باسيل ضيفاً ثقيلاً على نشرة اخبار الشاشة التابعة لرئيس المجلس والعكس صحيح، لانّ الشاشة البرتقالية خففت لهجتها العدائية ضد برّي.
في غضون ذلك، تشير الكواليس السياسية الى انّ الرجلين باتا متفقين اكثر من اي وقت مضى، خصوصاً بعد فشل زيارات الموفدين الدوليين والمبادرات الداخلية التي لم تصل الى مبتغاها، لذا يعملان على طرح رئاسي ثنائي، ينطلق من عين التينة ويسعى لفتح قنوات ديبلوماسية مع سفراء "اللجنة الخماسية"، مع مفاتيح لحلحلة مشكلة الحوار، ومن ثم فتح ابواب المجلس النيابي لانتخاب رئيس ضمن دورات متتالية.
وعلى خط الكواليس فالحديث قائم مع برّي لتأمين حضور 86 صوتاً نيابياً، من ضمنهم بعض النواب "التغييريين" والهدف إستمالتهم ، وعندها سيحصل حوار وتشاور مع نسبة حضور مطلوبة اي اكثرية الثلثين. وينطلق برّي وباسيل من اعتبار ما يقومان به تدبيرا فرضته الظروف الاستثنائية، وفي حال لم يتحقق ما يسعيان اليه سيدعو رئيس المجلس الى جلسات انتخاب متتالية بمعدّل 3 ايام في الاسبوع، على ان تعقد 4 جلسات في اليوم. انطلاقاً من هنا يبقى السؤال المطروح بقوة من قبل المراقبين: الى اي مدى وصلت الثقة التي لطالما كانت مغيّبة بين برّي وباسيل الى الجديّة اليوم؟ وهل سيفوز الاخير بما خطّط له؟
صونيا رزق - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|