الدور اللبناني لفرنسا انتهى ولهوكشتاين أسئلة لا "مشروع"!
ماذا عن شمال إسرائيل وإعادة أبنائه إليه بعد تهجير "حزب الله" عشرات الألوف منهم إلى وسطها وجنوبها جرّاء حرب إسناد غزة و"حماسها" التي شنّها على إسرائيل في الثامن من أكتوبر الماضي بعدما بدأت حرباً تدميرية وقاسية عليها رداً على "طوفان حماس" الذي أذلّها قبل نحو 24 ساعة؟
المعلومات المتوافرة لدى "حزب الله" استناداً إلى متابعي حركته من قرب، داخلاً وخارجاً، تفيد أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لا يريد أن يتخذ قراراً في شأن شمال بلاده، أو لا يستطيع ذلك إلا بعد التشاور مع وزير الدفاع في حكومته يوآف غالانت، وخصوصاً بعد زيارته الأخيرة لواشنطن ومحادثاته المعمّقة مع مسؤولين كبار فيها إثر احتدام الخلاف بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن. وتفيد أيضاً أن الكلام على حرب لبنانية - إسرائيلية بعد انتهاء حرب غزة بوقف إطلاق النار فيها أو بهدنة ينطوي على كثير من المبالغة.
إذ هناك تساؤل لا يمتلك بعد أحدٌ جواباً عنه، هو: هل تقبل "حماس" الوضع الذي يريده نتنياهو لغزة (هدنة واستعادة أسرى بلاده في مقابل إطلاق فلسطينيين من سجونها، والاستعاضة عن الانسحاب من غزة بإعادة تموضعه فيها وبمتابعة حربه عليها وعلى "حماس" ولكن بتقطّع)، أو هل ترفضه؟ وهو سؤال مهم لأن القبول يفتح ربما باب إرجاء العملية العسكرية على جنوب لبنان وعودة البحث بواسطة الموفد الرئاسي الأميركي الخاص آموس هوكشتاين مع حكومته وإسرائيل للاتفاق على قواعد تهدئة مستدامة على الحدود بين الدولتين قابلة لتعيد لاحقاً العمل باتفاق الهدنة بين البلدين بعد تنفيذ كامل للقرار الدولي 1701.
الجواب عن السؤال المطروح أعلاه هو حتى الآن أن "حماس" لا تزال متمسّكة بشروطها التي صارت معروفة. وفي مسألة لبنان، يتساءل "حزب الله" إذا كان عليه أن يوقف النار فور إعلان "حماس" قبولها خطة وقف النار في غزة أو التهدئة فيها فقط أم لا. حتى الآن لا يمتلك المتابعون أنفسهم جواباً عن ذلك، وربما لم يتوافر بعد جواب عن هذا السؤال عند "حزب الله" وقيادته.
ولكن لا بد من التشاور في هذا الموضوع مع "حماس" قبل قبول أي اتفاق، كذلك لا بد من تشاور "حماس" مع حلفائها الذين "وحّدوا الساحات" دعماً لها، وفي مقدمهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لولاها لما حصل ما حصل في 7 أكتوبر الماضي وتوابعه، وأهمها على الإطلاق إجبار إسرائيل على خوض حرب طويلة للمرة الأولى في تاريخها (تسعة أشهر حتى الآن) وهي لم تنتهِ بعد. هذا فضلاً عن شعور الإحباط الذي سيطر على مواطنيها والتعب والإرهاب اللذين ظهرا على جيشها وبدء الشكوك لدى البعض في مستقبل إسرائيل.
والحال أن من دواعي تشاور "حزب الله" مع "حماس" في موضوع وقف النار في غزة أو الهدنة، أنها ذات جمهور إسلامي واسع عربي وغير عربي. فهي جزء من "جماعة الإخوان المسلمين" المنتشرة في العالم الإسلامي من زمن بعيد، كما في الجاليات الإسلامية السُنية في العالم غير الإسلامي بدوله العظمى والكبرى والصغرى الموزّعة على قارات العالم كلها.
ماذا عن التحركات الأخيرة لآموس هوكشتاين في إسرائيل ولبنان وفي فرنسا، والتي كان هدفها الأساسي ولا يزال ترتيب أوضاع الجبهة الحدودية المفتوحة بين لبنان وإسرائيل، وإقناع طرفيها بطروحات تُنهي الحرب الدائرة بينهما منذ تسعة أشهر، وتُرسي أسس هدنة جديدة مستندة إلى الهدنة الأساسية بين الدولتين منذ عام 1949 إلى التطورات الأخيرة؟
عن ذلك يقول متابعون حركة "حزب الله" داخلاً وخارجاً أن ما يتردّد ويُشاع في الإعلام اللبناني والعربي والأجنبي عن وضع هوكشتاين اقتراحات نهائية لحل المشكلة المذكورة، وعن تعاون له مع فرنسا لأخذ ورقتها "الثالثة" التي قدّمتها لـ"حزب الله" بواسطة الرئيس نبيه بري لوقف الحرب على الحدود مع إسرائيل ودمجها بالإقتراحات الأميركية واستخلاص ورقة موحّدة منها، يقولون إن ذلك كله غير وارد، فـ"حزب الله" رفض ورقة فرنسا الأخيرة وهي لم تعد ذات وزن كبير، ولا سيما بعد التطورات الداخلية هناك أخيراً. إذ صار رئيسها ماكرون أقلية و"طحش" عليه اليمين المتطرّف والمتشدّد واليسار وأُجريت مرحلة أولى من انتخابات تشريعية جديدة جاء تمثيل حزبه جرّاء نتائجها في المرتبة الأدنى.
يعود هؤلاء المتابعون إلى هوكشتاين فيقولون إنه لم يحمل في آخر زيارة لبيروت اقتراحات أو ورقة رسمية مثلما فعلت فرنسا سابقاً. قال: "ما هو رأيكم في اليونيفيل ودورها؟ ما رأيكم في مزارع شبعا؟ نحن نعتقد أنها مشكلة صعبة بسبب سوريا وإسرائيل". وتحدث عن إبعاد "حزب الله" عن الحدود اللبنانية مع إسرائيل وتنفيذ القرار 1701. ولم يقل إن حرباً بين لبنان وإسرائيل ستقع حتماً كما لم يقل إنها لن تقع. وتحدث عن إجراءات مراقبة لا بد من اتخاذها داخل لبنان وإسرائيل. في هذا المجال ربما تجاوز القرار 1701 الزمن والتطورات والظروف، ولذلك هناك تساؤل عن استمرار صلاحيته في أكثر من دولة في المنطقة والعالم.
"النهار"- سركيس نعوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|