الصحافة

بيروت متروكة لقدرها لا مسؤولين ولا من يحزنون!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بإمكان أي زائر لبيروت، أكان مواطناً او مغترباً، او من السواح العرب او الأجانب، الذين أصبحوا قلة هذه الأيام، ان يتلمَّس حال الفوضى والاهمال وانعدام الحد الادنى من النظام، في الشوارع الرئيسة والمهمة، في العاصمة بيروت، والتي كانت مفخرة، يتباهى بها في المنطقة والعالم، ويتسابق الناس للتجول فيها والتبضع منها، او ارتياد مطاعمها ومقاهيها او دور التسلية فيها.

غياب فاضح للادرات والمؤسسات المعنية، لا مبالاة واهمال بضبط المخالفات الفاضحة، الفوضى تضرب اطنابها، لم يعد هناك حد ادنى من تنظيم السير، ووقوف السيارات في الاماكن الممنوعة، وعلى زوايا ومفترقات الطرق. المخالفات التي تعج بها الارصفة والزوايا والشوارع، وكلها اصبحت مستباحة، بلا حسيب او رقيب، وعربات الخضار وبيع الذرة تتجول وتستبيح الارصفة بسهولة، وتحتل النقاط الاساسية اينما كان، وحدهم عمال النظافة يكابدون الظروف الصعبة ويجمعون نفايات الفوضى من الشوارع والاماكن العامة.

الاخطر من كل ذلك، همجية الدراجات النارية، التي تستبيح كل شيء، لا تقف عند حد، ولم تعد تحتمل، وقد باتت تهدد امن المواطن، أكان في سيارة، او يسير على الارصفة، او يقطع الشارع، في حين تمثل شركات التوصيل، أسوأ نموذج بالفوضى، بتجمع الدراجات بالاماكن غير المرخصة، او تجاوزها للقوانين وكل الانظمة والتدابير، وكأنها فوق الملاحقة, ولا من يسأل أو يضع حدا لهذه الفوضى.

المخاطر تتزايد وتهدد ابناء العاصمة من كل حدب وصوب، اشتباكات بالرصاص بين ميليشيات مولدات الكهرباء في الاحياء والازقة، وامام أكبر مركز امني في العاصمة، والرصاص يهدد أرواح وممتلكات الناس، وعصابات سرقة السيارات وسلب المواطنين والمارة، تسرح وتمرح في شوارعها.

ذهبت وعود وزير الداخلية بسام مولوي الاهتمام بالعاصمة ادراج الرياح وكأنها لم تكن، والتدابير الظرفية والموسمية، لا تقدم ولا تؤخر، في حين انتهت تدابير محافظ العاصمة الاعلامية، لإزالة المخالفات واعادة الرونق للشوارع إلى العدم بحجج لا تقنع احدا. اما بلدية بيروت، التي زادت الرسوم والضرائب على ابناء المدينة خياليا وفوق طاقاتهم، فحدِّث ولا حرج وكأنها، لم تعد موجودة، منذ انتخاب مجلسها الحالي، وحتى بعد استقالة رئيسها السابق، السيىء السمعة والفاشل، ورئيسها الحالي العاجز عن القيام بالحد الادنى من مهماته واثبات وجود البلدية، للقيام بالدور المطلوب منها، وحتى حُفر ترقيع الشوارع، اصبحت مصيدة للسيارات، بعدما باتت تتطلب اسابيع لتسويتها، واعادة تاهيلها، فيما صيانة الارصفة والحدائق والوسطيات، ازيلت من قاموس البلدية ومهامها.

اما انتشار المتسولين الذين يتمركزون على المفارق والمنعطفات، ويفترش بعضهم مع عوائلهم الزوايا والمحلات المغلقة، ويلاحقون المارة والسياح، فحدِّث ولا حرج، واصبحوا من مشوهات لمدينة النافرة. يعتبر اهل العاصمة، ان ما يصيب بيروت هو بمثابة اهمال سياسي منظم، يدفع ثمنه سكانها، ويتساءلون عن أسباب هذا الاهمال وأين هم المسؤولون في السلطة، من الوزراء والنواب، ورؤساء الاحزاب والتيارات السياسية، ورؤساء الجمعيات والهيئات، وفاعليات المدينة، الذين يتبارزون بالمظاهر الفارغة وحب الظهور، والتسلط على مقدراتها، ويتجاهلون حرمانها المتعمد من ابسط مقومات العيش الضرورية، من قطع المياه عن معظم مناطقها، حتى في عزّ الشتاء، وتخفيض مدة تزويدها بالتيار الكهربائي، اسوة بالمناطق المحيطة والضواحي، ولا من يسأل او يواجه المسؤولين المعنيين، لاعطاء بيروت حقها الطبيعي، وبدلا من التحرك لعمل جماعي وفوري لانقاذ العاصمة والتخفيف من معاناتها قدر الامكان، ترك هؤلاء العاصمة لقدرها، وابناؤها يحملون هموم وتبعات هذا التردي المخيف على اكتافهم بلا معين، «وكل واحد يدبر حالو».

المصدر: اللواء - معروف الداعوق

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا