الناس جاعوا وهم لا يريدون اليمين ولا اليسار... بل الطعام...
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انتخابات عدّة جرت وتجري بدول عدّة حول العالم، فيما تأخذ النتائج النهائية بعضها يميناً أو يساراً، وبعضها الآخر باتّجاه الإيحاء ببدء تشييد الأسوار، وذلك بموازاة إظهار صورة أكثر تقبّلاً للآخر في أخرى.
جاعوا...
ومحصِّلَة ما سبق ذكره يُظهر أن الشعوب في معظم بلدان العالم ما عادت مهتمّة تماماً بإيديولوجيات وثقافة ومدارس سياسية بحدّ ذاتها... كما تكون عليه الأحوال في أوان الهدوء المعيشي والحياتي.
فالناس جاعوا في كل مكان، وهم يريدون أن يأكلوا ويشربوا وأن يؤمّنوا حاجاتهم الصحية والحياتية اليومية. وبعد سنوات من منح أصواتهم للأطراف الحاكمة في بلدانهم، ها هم يغيّرون وجهة اقتراعهم اليوم، ليجرّبوا أطرافاً سياسية جديدة بمعزل عن ماهيتها، علّها تساعدهم على تخفيف الآثار السلبية للتضخم العالمي على حياتهم.
تحوُّل...
أوضح عضو تكتل "الجمهورية القوية" والخبير الاقتصادي النائب رازي الحاج أن "الإيديولوجيات التي تأسّست عليها بعض المفاهيم الاقتصادية والسوسيولوجية، والتي تحوّلت الى إيديولوجيات سياسية، لم تَعُد تحافظ على نفسها بالمعنى التقليدي الجامد، بفعل التحوّل الذي حصل في العالم لا سيّما بموضوع العولمة والإنترنت، وبموازاة التفاعل العالمي وصراع القوى العالمية العسكري والسياسي والاقتصادي".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا ما يُظهر أحياناً أن بعض الإيديولوجيات فقدت تصلّبها، وأصبحت أكثر مرونة في التعاطي مع مختلف أنواع الملفات"
استدامة الاستقرار
وذكّر الحاج بأنه "على سبيل المثال، رأينا ما حصل في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية على مستوى الجمع بين الأفكار الاجتماعية اليسارية من جهة، وبين الليبرالية الاقتصادية وحرية السوق، من جهة أخرى. وهذا دليل على أن هناك تغييراً كبيراً قد يطال الكثير من الأمور خلال ظروف معيّنة".
وأضاف:"الناس تتعطش الى حلول اليوم، في زمن باتت فيه المنافسة مرتفعة جداً، ومتطلبات الحياة كبيرة جدّاً، وفي زمن تزداد فيه الأعداد الديموغرافية في أكثر من مكان. وبالتالي، بات الإنسان يبحث عن استدامة الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي له ولعائلته، أكثر ممّا يبحث عن تثبيت موقف كلاسيكي مبدئي من طروحات سياسية أو اقتصادية".
وختم:"يبقى للطروحات والأفكار السياسية مكانها طبعاً. ففشل معسكر معيّن يجعل الآخر يستفيد، ويقدّم نفسه على أنه أفضل. وظهور بعض الظواهر أحياناً، كالتطرّف الإيديولوجي أو الديني في مكان معيّن، يخلق بوجهه ردة فعل مُعاكِسَة. هذا فضلاً عن أن قضية اللاجئين وتأثيرها على مستوى إحداث بعض التغيير في هوية الدول التي سكنوا فيها، تخلق ردة فعل لدى الشعوب الأصلية أيضاً. وهذه مساحات تحظى باهتمام كبير الى جانب الأمور الحياتية. ولكن محصِّلَة كل ذلك، هي في أن تلك التحديات تكسر نمطية العمل الكلاسيكي للإيديولوجيات السياسية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|