محليات

إلى مثواه الأخير... درسٌ لكلّ من يصفّق لحزب أو زعيم...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كوري كومبيراتوري... درسٌ لكل من يتبع زعيماً أو حزباً أو شخصية سياسية.

فهو الشخص الذي قُتل خلال محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي وُصِفَ بأنه "بطل".

 درع

كوري هو رجل إطفاء، وكان مُؤيّداً لترامب، وسعيداً بأن يكون موجوداً في التجمّعات الجماهيرية التابعة له. فيما تُفيد بعض المعطيات بأنه استخدم جسده كدرع لحماية زوجته وابنته من الرصاص الذي أُطلِق خلال مهاجمة ترامب وتحييد الهجوم عنه، وبأنه ألقى بنفسه على أسرته لحمايتها.

وأما زوجة كوري، فتريد للجميع أن يعلموا بأن زوجها مات بطلاً، إذ عمل على تغطية أفراد عائلته من أجل حمايتهم عندما سمع صوت إطلاق النار، فأصابته إحدى الرصاصات.

في المحصّلة، كوري كومبيراتوري يمثّل أي شخصية تتحمّس لشخص أو لحزب أو لخطّ سياسي، أو "تتعصّب" لأجله في أي بلد كان، ولأي سبب كان. وهو يمثّل أي شخصية تموت مجاناً، لأجل من لا يستحقّون شيئاً.

فكل الشخصيات والأحزاب السياسية تُشبع من يتبعونها من كل أنواع الكلام، وتُكثر من مديحهم عندما يموتون خصوصاً إذا ماتوا في مهام يقومون بها لأجلها، وتُتخم آذان عائلاتهم وأولادهم بكل أنواع الصّفات البطولية. ولكن ماذا ينفعهم ذلك؟ وما هو الشيء القادر أن يعوّض غيابهم عن أولادهم وعائلاتهم؟ ومن يمكنه أن يعوّض لهم هم أنفسهم على أي مستوى، بعدما باتوا في الحقيقة، واكتشفوا أن كل ما كانوا "يتعصّبون" لأجلهم ومن أجلهم، لا يستحقون.

الى مثواه الأخير...

لم يمرّ ساعة واحدة على محاولة اغتيال ترامب، وعلى وفاة كوري، حتى احتلّت صورة الرئيس السابق رافعاً قبضته بعد إطلاق النار عليه، عناوين الأخبار في كل أنحاء العالم، وانتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو ما سيجعل منه شخصية مميّزة تحظى باهتمام عالمي أكبر من السابق، من الآن والى ما بعد إتمام الاستحقاق الرئاسي الأميركي في تشرين الثاني القادم.

وأما كوري، فالى مثواه الأخير يمضي، تاركاً خلفه عائلته، والكثير من الذكريات والحنين. وهذا يذكّرنا بكثير من اللبنانيين الذين ماتوا لأسباب سياسية وحزبية عبثية، وتركوا عشرات الأرامل واليتامى والآباء المقهورين والأمهات الحزانى... خلفهم، من دون أي عزاء.

بأي ثمن؟

وأما النتيجة، فهي لا شيء سوى مصافحة الخصم السياسي لخصمه بعد سنوات ربما، أو تحالف هذا الحزب مع ذاك بعد سنوات. وأما الأموات، فهم ماتوا من أجل القضية. أي قضية؟ لا أحد يعلم تماماً، ولكن لا بدّ من أن يكون هناك قضية.

فمتى تصحو شعوب بلادنا والعالم؟ وبأي ثمن أكبر؟؟؟

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا