تكنولوجيا

تناقضات كبرى... عصر المعلومات الكثيرة والحقيقة القليلة... جدّاً...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كيف يمكننا أن نفهم إحدى أبرز التناقضات في عصرنا الحالي، والتي هي أنه عصر تخمة في أساليب وسهولة الحصول على معلومات ونشرها، بسبب التطور التكنولوجي الكبير، وذلك جنباً الى جنب اضمحلال الحقيقة، والقدرة على الوصول الى عدالة حقيقية في أي ملف أو قضية؟

 بحالة أفضل...

فنحن صرنا في عالم بات يمكن فيه لأيّ كان، وساعة يشاء، أن يلتقط الصورة التي يريدها، وأن يركّب الفيديو الذي يرغب به، وأن ينشر أي نوع من المعلومات، الصحيحة وغير الصحيحة، وغير الدقيقة. وأما النتيجة، فلن تكون أكثر من التداول بالصّور والفيديوهات والمعلومات، ومن دون أي مفعول على مستوى استعمالها (الحقيقية منها) في أي شيء نافع ومُفيد.

وبالتالي، ما هو هذا العصر، الذي يشكل زمن تخمة في الأفكار والآراء والمعلومات والمواد المنشورة، من أجل النّشر، وليس من أجل الحقيقة، وتحقيق العدالة، وجعل البلدان والعالم بحالة أفضل؟

نقص أساسي

أوضح الوزير السابق محمد المشنوق "أننا نعيش ضمن عالم من فيض كبير في المواد الإعلامية التي تصل الى كل الناس بوسائل مختلفة، أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن من أبرز مشاكل تلك المواقع، هي في أنها تقدم معلومات لا تكون مشغولة كما يجب قبل بثّها للناس. وبالتالي، فإن جزءاً كبيراً من المواد الواردة فيها تحتاج الى تحقُّق ممّا إذا كانت صحيحة، أو لا".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأمور وصلت الى درجة أنه لم يَعُد يوجد لكل لغة حروفها على مواقع التواصل تلك، إذ بات يمكن صياغة اللغة العربية مثلاً بالأحرف اللاتينية. وهذا نقص أساسي بوسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي ولبنان".

تذويب لقيمة التواصل...

وشدّد المشنوق على أنه "لا يمكن الاتّكال على مواقع التواصل الاجتماعي لتوفير المعلومات الدقيقة، سواء في القضايا السياسية أو الاجتماعية، وخصوصاً في الملفات الاقتصادية. وهنا، لا بدّ من الاهتمام بمصدر الخبر، وعدم الاتكال على من يقول المعلومة فقط. وهنا أيضاً، ندعو كل مواطن وإنسان الى أن لا يكون متلقّياً فقط، والى أن يتحقّق من مصدر المعلومات التي يحصل عليها، حتى لا يسهل تشويه الواقع والحقيقة في ذهنه".

وأضاف:"في الماضي، أي معلومة مغلوطة كانت تُبَثّ عن أحد، أو أي إهانة بحقّ رئيس محلي أو زعيم عربي، وإثارة النّعرات المذهبية والطائفية كانت تتسبّب بمقاضاة وتغريم صاحبها. وأما اليوم، فقد صارت مثل تلك الأنواع من المحاكمات أصعب، وتحتاج الى وقت أطول بكثير من السابق في بعض الأحيان والحالات، وهو ما يسهّل الهبوط والتداول بمعلومات مغلوطة. وهذا تذويب لقيمة التواصل الى درجة أن كثيرين صاروا يتحدثون عن أي شيء كما يريدون، وعلى أساس أنهم خبراء، فيما الواقع لا يكون كذلك تماماً".

في لبنان؟

ولفت المشنوق الى أن "هناك أموراً تُبَث في بلادنا وعن بلادنا كثيراً اليوم، فيما هي لا تعبّر عن حقيقة وواقع مجتمعنا وبلدنا".

وشرح:"في لبنان، هناك نسبة من الناس قد تصل الى 40 أو 50 ألفاً ربما، يسهرون ويأكلون في المطاعم بشكل دائم، الى درجة أنك تظنّ عندما تراهم أنك في لاس فيغاس مثلاً. ولكن هذه ليست صورة البلد على حقيقتها. فنحن بلد مُتعَب، شعبه مُتعَب، حيث أكثرية الناس تناضل فيه كل يوم لتتمكّن من العيش. ومن يناضل لا يريد أخباراً كاذبة، بل ما يخبره حقيقة أين أصبحت ودائعه مثلاً، وكيف يمكنه أن يعيش مستقبلاً. وبالتالي، من ينفق مئات الدولارات في مطاعم يومياً لا يعبّر عن حقيقة شعبنا الكاملة، وحتى إنه قد يقدّم نموذجاً معيّناً يُزعج باقي الناس".

وختم:"أكثرية شعبنا تغيّر نمط حياته، وأوضاع بلدنا تغيّرت اليوم. وأما ما يُبَثّ من صور ومعلومات تقدّم واقعاً مُغايراً أو صورة مُخالِفَة، فهو من عمل وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن أن نجد فيها كل شيء، وحتى لو لم يَكُن يمتّ للحقيقة بصِلَة".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا

فيديو إعلاني