محليات

يدخل السلطة بـ 50 دولاراً في جيبه قبل أن يخرج منها بـ 50 ملياراً... في لبنان والعالم...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من أُسَر متواضعة الى رؤساء بلدان وحكومات ومجالس تشريعية، ومدراء أكبر أو في أكبر الشركات والمصانع والمؤسّسات التجارية والمالية المحلية والإقليمية والدولية... وأما النتيجة، فهي أن الفقر ومختلف أشكال وأنواع المشاكل الحياتية والمعيشية تزداد حول العالم، فيما تتعاظم صعوبات الحياة أكثر فأكثر على أضعف الناس أولاً.

فهل فعلاً أن لا شيء مُخيفاً في هذه الدّنيا أكثر من فقير يغتني؟ وهل هذه حالة طبيعية؟

 قساوة...

فإذا دقّقنا في خلفية أكبر وأهمّ الشركات والمؤسّسات العالمية، وأكبر وأهمّ المناصب في مؤسّسات دولية، نجد أنها مُدارَة من أشخاص دخلوا مُعترَك الحياة بفقر، أو بفقر مُدقع، وتعذّبوا ليُكملوا تحصيلهم العلمي، وعاشوا العَوَز، والرفض... الى درجة أن بعضهم يتحدّثون عن ماضٍ حالك الظّلمة بقساوته عاشوه، وذلك قبل أن يُصبحوا على رأس أعلى الشركات والمؤسّسات والمناصب.

ورغم ذلك، نجد أن هؤلاء أنفسهم يحزمون أحمالاً ثقيلة على الفقراء، وعلى الطبقات الاجتماعية العادية، بالأفكار التي يقدّمونها حيث يكونون، والتي تؤذي الناس مالياً ومعيشياً وحياتياً.

كما نجدهم يتحلّون بنسبة لا بأس بها من القساوة المستترة، والتي يحاولون أن يخدعوا الناس بعكسها، وذلك في كل مرّة يتحدثون فيها عن ضرورة أن يكون الإنسان قوياً في الحياة، لكونها تحب الأقوياء لا الضّعفاء.

ناقمون

فمن كلامهم وتصرّفاتهم وأفكارهم... تفوح روائح قساوة، وروائح "غير نظيفة" بشكل عام، بدلاً من أن يُصلحوا العالم، ويعملوا على إنهاء الفقر، والجوع، والمرض، ومختلف أنواع المشاكل.

فالى أي مدى يمكن القول إن الناقمين على ماضيهم هم الذين يحكمون العالم عملياً، ويتحكمون به بهذا الماضي "المنقوم عليه"، وذلك بدلاً من أن يغيّروه (العالم) نحو الأفضل؟

سلوكيات مُعاكِسَة

في هذا الإطار، ترى مصادر مُراقِبَة في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "تلك الحالة تتمظهر بأكثر من طريقة، أبرزها أن بعض هؤلاء الأشخاص يدخلون المناصب التي يُصبحون فيها وهم يمتلكون 50 دولاراً في جيبهم، بالأكثر، وذلك قبل أن يمتلكوا ثروات بمليارات الدولارات. وهذا هو الواقع الذي يتحكم بالعالم".

وعن الطلاق الواضح بين ما يتوجّب أن يكونوا تعلّموه من خبرة الفقر، وبين ما يُظهرونه من سلوكيات مُعاكِسَة، تؤكد المصادر أن "هذه مسألة عاطفة في النهاية. فليس ضرورياً أن تميل عواطف هؤلاء الناس الى مساعدة الشعوب وتغيير العالم نحو الأفضل عندما يُصبحون أغنياء وأقوياء. وحتى إنهم قد يحقدون على الناس، بدلاً من أن يفهموا قيمة ما أصبحوا عليه، وقدرته على تحسين العالم".

الحياة الصعبة

إنه الخطر بذاته، والغرابة بذاتها، أن يرزح العالم تحت سطوة قساوة وحقد من يُفتَرَض أنهم يفهمون ما هي الحياة الصعبة.

والأخطر هو أن نسبة لا بأس بها ممّن يتولّون مناصب مالية عالمية، ومناصب قيادية في مؤسّسات وصناديق مالية عالمية، هم على تلك الحالة. ومن هنا، يمكننا أن نتخيّل مصير ومستقبل هذا العالم، والشعوب التي تعيش في ظلّ القروض والبرامج والحديث الكبير عن إصلاحات، يحتاج الى إصلاح رؤساء هذا العالم أولاً، وقبل أي شيء آخر.

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا