بين المعارضة والممانعة... قصة خلاف لا تنتهي!
قليلة لا بل معدومة هي المرات التي تشاركت فيها قوى المعارضة والممانعة المقاربات نفسها للملفات المطروحة، ربما كانت هناك فترات ساد فيها التفاهم على مناقشة مشاريع قوانين في مجلس النواب، لكن بالنسبة كانت ضئيلة . اما في القضايا الكبرى، فلا اتفاق ولا غيره، ولن تكون هناك فرصة لذلك اقله في الفترة الراهنة. الرئاسة والحرب هما الملفان اللذان يشكلان محور تباين واسع لن يقفل بسهولة.
قررت المعارضة الحالية إلا تعيد تجربة الحوار بعدما اعتبرت أنه تم نقض "إعلان بعبدا " وقول حزب الله وقتها : "نقعوا وشربوا ميته" . حتى وإن كان الحوار للرئاسة، فإن المعارضة لن تقدم على ما تصفه بالخطيئة المميتة تحت أي ظرف.
وبات واضحا أن الاشتباك السياسي بين الفريقين سيتواصل ولا تسوية مرتقبة بينهما، وإي طرح تسووي لن يبصر النور بما في ذلك المقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة.
وتقول أوساط سياسية مطلعة لوكالة "أخبار اليوم" أن ملف الحوار المطروح لن يصل إلى أي مكان، فلا المعارضة على استعداد للقبول بالمبدأ ولو على مضض ولا الممانعة راغبة في كسر مبدأ التمسك بحوار وإن كانت مدته محددة، وتعرب عن اعتقادها أن الحوار المنشود لن يعمد الرئيس بري الى فرضه فهو يسعى إلى تأمين أكبر غطاء نيابي خصوصا إذا كان الهدف منه بحث رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، معلنة ان المعارضة سبق لها أن رفضت المقايضة السابقة أي رئيس من الممانعة مقابل رئيس حكومة من المعارضة أو من داعميها.
وتلفت هذه الأوساط إلى أن هذا الملف ليس موضع مبارزة بمقدار اعتباره معركة تكريس حق، وهذا أمر أساسي بالنسبة إلى المعارضة، في حين أن قوى الممانعة تريد اختصار المسافات الطويلة التي لا تخرج بنتيجة، وهنا تعتبر قوى المعارضة أن الثنائي الشيعي لا يفكر إلا بالتسلط ، ويلجأ إلى أساليب متعددة وكذبة الحوار بالنسبة إلى المعارضة صارت مكشوفة، معتبرة أن ملف الحرب من جهته جعل هذا الاشتباك يتخذ منحى تصاعديا، والايام المقبلة قد تظهر حدة هذا الاشتباك مع إصرار المعارضة على مناقشة القضية في المجلس النيابي، ومعلوم أن جلسة كهذه لن تعقد.
وتعتبر أن القوى المعروفة بالوسطية في البلد لا تلعب دور الوسيط لأنها قد تتحول في بعض المرات إلى قوى داعمة لهذا لفريق أو ذاك ، وهذا الأمر ينذر بأن الفريقين المتخاصمين لن يتمكنا من معالجة الشوائب بينهما ولا التوصل إلى أية نقطة مشتركة لأن الوسطاء اما مغلوب على أمرهم أو أن دورهم تراجع إلى حد كبير ان لم نقل انه يتلاشى.
قد يكون التعويل على الحل الخارجي مسألة مطلوبة بالنسبة إلى البعص إلا أن القوى المحلية ستكون مضطرة إلى اجتراح الحل إذا بقي الخارج منشغلا بأموره.
كارول سلوم - "اخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|