الصحافة

الصين سبقت نتنياهو الى واشنطن بـ "إعلان بكين" فماذا لو مدّدت زمن الحرب أكثر؟؟؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يرى مراقبون أن خطوة توقيع الفصائل الفلسطينية على "إعلان بكين" لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية برعاية صينية، تتجاوز حصر الاهتمام بالدور الصيني في تحقيق تلك الوحدة، وفي توسيع الصين دورها ونفوذها في الشرق الأوسط، وفي دخولها بطريقة قوية على خط ملف القضية الفلسطينية.

"إعلان" و"تسوية"

فـ "إعلان بكين" الفلسطيني ليس أهمّ من "تسوية بكين" بين إيران والسعودية. وهي تسوية لم تنجح سوى في ضمان أمن الأراضي السعودية والخليجية من الهجمات الحوثية، ومن دون أن تتمكن من "استخراج" الفوائد الاقتصادية الخليجية والإقليمية والعالمية منه، ولا من وقف أو احتواء الهجمات الحوثية في البحر الأحمر بطريقة فعّالة.

وأما ما يُنتَظَر من "إعلان بكين" بين الفصائل الفلسطينية ليكون ناجحاً يتجاوز الصين والخليج، وهو يحتاج الى النّظر للأراضي الفلسطينية، ولمدى قدرة هذا الإعلان على تسريع وقف الحرب فيها أو تسخينها أكثر ربما، خصوصاً أنه اتّفاق يشرّع الأبواب لمشاركة "حماس" بالسلطة في الدولة الفلسطينية مستقبلاً، أي بعد انتهاء الحرب، من باب الوحدة الوطنية.

إنهاء الحرب؟

فهل ينجح التزاوج الصيني بين مشروع الحرب الفلسطيني، ومشروع التهدئة الفلسطينية، في مدى بعيد؟ أو هل يُصبح حجة لزيادة الضّغط العسكري في قطاع غزة، ولتعقيد شروط الحلّ السياسي المرتبط بوقف الحرب، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن "إعلان بكين" الفلسطيني سبق زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأميركية؟

فمن جهتها، عبّرت وزارة الخارجية الأميركية عن أن واشنطن لا تدعم أي دور لـ "حماس" في حكم غزة بعد الحرب. وأما إسرائيل، فقد رفضت الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه برعاية الصين، وأشارت الى أنه لن يكون هناك أي حكم مشترك لـ "فتح" و"حماس" في غزة.

فماذا عن احتمالات المستقبل؟ وهل يشكل "إعلان بكين" الفلسطيني حجة لإطالة المدة الزمنية للمواجهة العسكرية، ولتصعيب الشروط السياسية على السلطة الفلسطينية على مستوى الحلّ النهائي، وحلول اليوم الأول لما بعد الحرب؟

الضمير الفلسطيني

شدّد الوزير السابق رشيد درباس على أن "المصالحة الفلسطينية هي أمر لا بدّ منه. ولم تَكُن هناك حاجة لكل تلك الخسائر الفادحة قبل إتمامها. ففي الأساس، كان يتوجّب على الأطراف الفلسطينية أن تنتبه منذ البداية الى أن الرهان الإسرائيلي كان يقوم على الفصل بين غزة والضفة الغربية، وذلك بهدف منع فكرة الدولة الفلسطينية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الرأي السائد هو أن "حماس" هي تنظيم عسكري مرتبط بالخارج الفلسطيني، بينما منظمة التحرير الفلسطينية هي منظمة الشعب الفلسطيني منذ الستينيات. والرهان الإسرائيلي على الفصل بين غزة والضفة الغربية كان ضرباً لفكرة منظمة التحرير الفلسطينية أيضاً، وذلك على وقع ذهاب الأخيرة بعيداً، وارتكابها الكثير من الأخطاء، وانتشار الفساد في صفوفها، الى درجة خرجت معها من الضمير الفلسطيني العام".

رعاية صينية جيّدة...

وأكد درباس "أنهم ما كانوا بحاجة الى كل تلك الخسائر في غزة حتى يقتنعوا بأن تحرير فلسطين من البحر الى النهر ليس وارداً الآن، وبضرورة الحفاظ على ما كان موجوداً على الأقلّ. فهذا هو الفكر الاستراتيجي الذي كان غائباً".

وأضاف:"المصالحة لا بدّ منها، ورعاية الصين لها جيّدة جداً لكونها آخر من تبقّى للفلسطينيين من دول العالم الفعّالة التي تؤيّدهم. فهم يعوّلون الآن على دولة كبرى بوزنها، لها نفوذها الاقتصادي، لدعم قضيّتهم. فإذا وسّعوا علاقتهم بها والتزموا بما اتفقوا عليه في بكين، وفق خطة منهجية وزمنية تحدّد كيفية تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وكيفية إدارة الأمور في غزة بعد وقف إطلاق النار، فإن ذلك سيكون مُفيداً".

وختم:"إذا أرادت "حماس" الإمساك بغزة بعد وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل ستُعلن رفضها الانسحاب منها. وأما إذا اتُّفِقَ على قوة تابعة للسلطة الفلسطينية، مدعومة من قوة دولية كالصين، فسيُصبح هناك مشروعية لا يمكن لإسرائيل أن تخترقها. ويبقى الأهم هو أن لا يكرّر الفلسطينيون ما كانوا يفعلونه في السابق، أي أن لا يُطيحوا باتّفاقهم الجديد على غرار ما فعلوه باتّفاقات سابقة بينهم".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 


 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا