محليات

ويل لأمّة "نائمة" عن أي إجراء احترازي لأي طارىء..

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ويلٌ لأمّة يناقش الإعلام العربي والعالمي المخاطر المحدقة بها، وتتوالى الأخبار العاجلة حول اجتماعات وتصريحات تنهال تهديداً ووعيداً لها، فيما هي غارقة بعالم آخر من أجواء حفلات وسهرات وسياحة وجمال...

 أوضح صورة

ويلٌ لأمّة تُحيط بها مخاطر التعرّض لهجوم، وهي بدلاً من أن تكون بمستوى الأحداث، نجد فيها من يُخفي ويعتّم لأسباب عدّة، ليس أقلّها الالتزامات السابقة والمُكلِفَة من "أفيونيات سعادة"، لا بدّ من الاستفادة منها ومن أرباحها، حتى ولو كان الثّمن ترك الشعب يتعرّض لأي طارىء مُباغِت.

هذه كانت حالة لبنان خلال اليومَيْن الماضيَيْن، وبأوضح صورة مع الأسف، إذ ظهر البلد وشعبه في "الخسّة"، في وقت كانت تتفاعل فيه الشاشات والمنصات الإقليمية والعالمية مع الاحتمالات والمخاطر العسكرية المُحيطة به، بالدقائق والثواني.

وأما الداخل اللبناني، فكان منشغلاً بحبّ الحياة، والسعادة، وأعراس الجمال، والتصفيق، والحفلات... وبغياب شبه تام عن الاحتمالات الأمنية المختلفة.

ليست أمّة

ويلٌ لأمّة هي على تلك الحالة. ويلٌ لأمّة يتأثّر مطارها باحتمالات أمنية، وتُعلن شركات طيران عالمية عن وقف رحلاتها الى البلد، فيما يغرق شعبها بمفرقعات نارية، وبمظاهر اجتماعية مختلفة، لفظت شعوب العالم الكثير منها منذ سنوات سابقة.

ويلٌ لأمّة هي على تلك الحالة، تحبّ الحياة حيث يجب أن تتحضّر للأسوأ، وبالجدية اللازمة.

ويلٌ لأمّة ليست أمّة، ولكنها تحافظ على الإسم والشكل والمنظر العام، وذلك طالما أن البديل لم يجهز بَعْد، ورغم الانعكاسات السلبية "فاحشة" السّوء لهذا الواقع على نسبة لا بأس بها من أهلها.

لملايين...

ويلٌ لأمّة تتجاوز كلفة سهرة "بلا طعمي" على شاشاتها ملايين الدولارات، والكثير الكثير من الكلام الفارغ، فيما هي عاجزة عن إجراء ولو إحصاء أولي لتكاليف إعادة إعمار ما يتهدّم يومياً من منازل ومناطق فيها.

ويلٌ لأمّة تتجاوز كلفة سهرة "بلا لزوم" على شاشاتها ملايين الدولارات، ويمكن توفير التمويل اللازم لها، بينما يعجز كل من فيها عن استعمال "قرش" واحد في مكانه الصحيح، أي في كل ما يساهم بتوفير الحاجات الأساسية لكل الناس فيها.

ويلٌ لأمّة على تلك الشاكِلَة. ويلٌ لأمّة تتفرّج على السفارات الأجنبية تدعو رعاياها الى مغادرة لبنان، وعلى المسؤولين الأجانب ينقلون رسائل التهديد والوعيد، وهي "نائمة" عن أي إجراء احترازي لأي طارىء.

ويلٌ لأمّة هي على تلك الحالة... والأمّة في الويل... الكبير...

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا