خذوني إلى لبنان
كتب عقل العويط:
وبلا تردّد. وبلا حساب. وبلا هوادة. وأيضًا بلا خوف. وخصوصًا بلا ندم. وأيًّا تكن الظروف والأوضاع والاحتمالات. وبكلّ شغف. وبكلّ ما في الشغف من شهواتٍ مطيّبة. وبكلّ ما في الشهوات من شهواتٍ ونشواتٍ ومن رغباتٍ غير متحقّقة. ومتحقّقة. وعلى الرغم من كلّ شيء، وبسببٍ من كلّ شيء، خذوني إلى لبنان. والآن.
وخذوني إليه لأنّي يجب أنْ أردّ عنه بما ملكت يدايَ.
ويدايَ، ما يدايَ، وما تملكان؟! وهما العقل والحبّ والحلم والحبر والحرّيّة.
ويجب أن أحيّده. ويجب أنْ أنزّهه. ويجب أنْ لن أحمّله أيّ وزرٍ. وأيّ خطأٍ. وأيّ خطيئةٍ. وأيّ عدوان. ويجب أنْ يُستَحَقّ. ونحن لا نستحقّه. ولا نستحقّ.
فنحن – وعلى كلّ حالٍ وبلا تعميم – نحن قطّاع طرقه. ونحن لعنته. ونحن الخطأ. ونحن الخطيئة. ونحن العدوان.
وهو لا. وتأكيدًا هو لا.
وأنا شخصيًّا وبكامل مَلَكاتي وقوايَ، وبمولاتي الحكمة، وبتابعها القلب، لن أغسل يدي منه. ولن ألعنه. ولن أسبّه. ولن أكفر به. ولن أدعو إلى هجرانه. ولن إلى الاستقالة منه. ولن إلى نكرانه. ولن إلى المقايضة به. ولن إلى رهنه. ولن إلى التبرّؤ منه. ولن إلى ابتزازه. ولن إلى عرضه للبيع. ولن إلى المتاجرة به. ولن إلى بيعه.
وعبثًا أخرج عليه. وعبثًا أكون طروادته وحصان غيره. وعبثًا أبحث عن أعذارٍ وتبريراتٍ لتعريضه. وعبثًا أختبئ أو أتفاحش وراء إصبع، أيًّا تكن الإصبع.
ولن.
وإذا لم أفعل هذا الآن، وكلّه ومعًا وهنا وفي آنٍ واحد، فمتى أفعل؟! متى أفعل؟!
والآن. أكرّر: يجب. والآن.
وخذوني إليه. وعلى الفور. وعاجل جدًّا جدًا. وخذوني لأكونه جسمًا وروحًا. ولأكونه بالجسم والروح. وخذوني لأحبّه بملئه. وعن كثب. ولأعيشه عن كثب وبملئه. ولأحياه عن كثب وبملئه. ولأموته عن كثب وبملئه. فإذا كان لا بدّ من موتٍ فلأمته بكامل الموت. وبملئه. ولأكن ترابه. ما أطيب أنْ أكون ترابه.
ولأنّي أحبّ أنْ أحياه، ولأنّي أفضّل أنْ أحياه، يجب أنْ لا أعرّضه إلى تهلكةٍ أو إلى موت. لا خوفًا من تهلكةٍ وموت. بل خوفًا على الحياة. يجب أنْ هو يحيا حياته. وأنْ يكون. وأنْ يظلّ يكون وينوجد.
وها إنّي أصرخ مِن أنايَ إلى أنايَ. ومن أبعدَني إلى أدنايَ. إلى آخري. ومن على رؤوس الجبال. وفي المنافي. ومن تحت الأودية. ومن حيث كلّ حلمٍ وافتراضٍ وخيال. وأصرخ من لاوعيي، ومن رأسي، وبفمي، وبالحواسّ والمشاعر جميعها وكلّها: خذوني إليه لأنّه يحتاج. ويجب أنْ لا يظلّ يحتاج.
حاجته إلى الحاجة ذلٌّ. ويجب ألّا يحتاج ويُذَلّ.
وخذوني إليه لأنّ وحوشه كثرٌ. وبلا أصلٍ. وجوعى. وحُمقٌ. ومتربّصون. وينهشون. داخلًا. وخارجًا. وفي كلّ مكانٍ. وزمان.
ويجب أنْ يرتدّ عنه وحوشه. وعلى الفور. وهم هؤلاء وأولئك. وإنّهم من شمالٍ ومن جنوبٍ ومن شرقٍ ومن غرب. ومن خارجٍ. ومن داخلٍ. ومن تحت. ومن فوق. ومن الجهات والنواحي. ومن حيث لا مكان ولا زمان.
ووحوشه هم هم ودائمًا. أولئك وهؤلاء وأولئك. ومرارًا وتكرارًا. ومن خارجٍ ومن داخل. ومن قريبٍ ومن بعيد.
ويجب. يجب الحؤول دون الوحوش هؤلاء وأولئك.
وخذوني إليه. خذوني إليه. والآن.
نداء نداء نداء.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|