محليات

بين الجولان ولبنان.. هكذا تحرّك جنبلاط!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

دورٌ قياديّ لعبه الرئيس السّابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط خلال اليومين الماضيين، وذلك من خلال وأد فتنة حاولت إسرائيل زرعها داخل لبنان بين الدروز و"حزب الله" بشكل خاص، وتحديداً عقب حادثة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، السبت الماضي.
 

في تلك الليلة، تأخر جنبلاط في إصدار بيانه، فقد كان موقفه مُنتظراً من غالبية الأطراف الداخلية وحتى من الجولان. عند الساعة الـ10 ليلاً، خرج جنبلاط بتصريحٍ تبنى فيه نفي "حزب الله" ضلوعه في حادثة مجدل شمس، ثم أكد أيضاً يوم الأحد بأن الإسرائيلي يكذب بشأن ما جرى في الجولان، ولا يمكنه القضاء على المقاومة.
موقف جنبلاط كان مرجعية للدروز في لبنان، فقد أرسى تفاهماً عميقاً مع "حزب الله" عبر حادثة تدفع إسرائيل لاستغلالها من أجل شنّ حرب ضد لبنان.
مصادر معنية بالشأن العسكرية قالت لـ"لبنان24" إنَّ كل القراءات التي تدور حول موقف جنبلاط تؤكد ثابتتين أساسيتين: الأولى وهي أنّ "زعيم المختارة" قطعَ الطريق أمام إسرائيل لإشعال حربٍ أهلية داخلية إذ سعت الأخيرة لزرع فتيل مواجهة بين الشيعة والدروز على اعتبار أن مجدل شمس درزية، لكن هذا الأمر فشل تماماً بخطوة جنبلاط.
الثابتة الثانية هي الأساس، ومفادها أنّ جنبلاط حصّن "حزب الله" أيضاً من خلال موقفه، وبالتالي منح الأخير هامشاً أكبر ضمن غطاءٍ داخلي "درزي" ووطني أيضاً، على اعتبار أنّ جنبلاط له تأثيره على التوازنات السياسية الداخلية.
ترى المصادر أنّ جنبلاط كان حكيماً جداً في حادثة مجدل شمس، فهو قرأها بشكل دقيق وصحيح، كما أنه لم يتبنّ خطاباً عشوائياً، بل كان كلامهُ مدروساً إلى حدّ أنه ثبّت موقف الدروز في لبنان والمُعادي لإسرائيل بشكلٍ أساسي.
بحسب المصادر، فإنّ الرئيس السابق لـ"الإشتراكي" كشف أيضاً عن رسالة غير مباشرة عنوانها أن ما حصل في مجدل شمس كان "فبركة إسرائيلية"، وبالتالي القول لتل أبيب أن لبنان فهِم اللعبة، ما يعني أن أي عدوانٍ سيحصل ضد الأخير ستكون إسرائيل هي البادئة به، في حين أن رد الحزب سيكون دفاعياً بالدرجة الأولى.
مصدرٌ آخر مقرب من "الإشتراكي" قال لـ"لبنان24" إنَّ جنبلاط استطاع أن يمنح "حزب الله" شرعية إضافية في التحرك، مشيراً إلى أن "بيك المختارة" أعطى الحزب بشكل أو بآخر، الضوء الأخضر لاعتبار طريق خلدة والشوف وإقليم الخروب بوابة عبور له مفتوحة، وبالتالي تأمين خط الساحل له بين بيروت وجنوب لبنان.
لعبة الدعاية فشلت
أمام ما فعله جنبلاط والدروز في لبنان، فشلت إسرائيل في لعبة الدعاية، كما أن خسارتها لورقتي الفتنة داخل لبنان وعدم قدرتها على إثارة الداخل اللبناني ضد "حزب الله"، جعلها في موقع ضياع كبير.
هنا، تقول المصادر المعنية بالشأن العسكري: "إنطلاقاً مما حصل، ساد الضياع الإسرائيليّ بشأن الرد، وبعدما خسرت أوراقها، راحت تفتش عن تأخير إضافي للرد على لبنان بهدف البحث عن سيناريو يحفظ ماء الوجه بعد الهجوم الذي حصلت، وإلا ستُثبت نظرية ضعفها وتهالكها التام".

 

وأضافت المصادر: "استناداً لكل ذلك، باتت إسرائيل تستفيض أكثر بالمشاورات التي تجري داخلها، فيما دأبت على تنفيذ بعض الضربات المتفرقة كرد أولي وذلك على غرار الأحداث التي حصلت في بلدتي ميس الجبل وشقرا صباح الإثنين، بالإضافة إلى استهداف دراجة نارية في كفررمان وسيارة في كونين".
تلفت المصادر أيضاً إلى أنّ ما نجحت فيه إسرائيل هو أمرٌ واحد يتمثل بإثارة القلق لدى اللبنانيين بشأن إمكانية حصول حرب، وتضيف: "إن حصلت ضربة، فإنه ستكون هناك قناعة في لبنان بأنّ إسرائيل فبركت حادثة لمهاجمة حزب الله عبر حربٍ شاملة، وبالتالي سيكون لبنان هنا في موقع المُعتدى عليه تماماً، في حين أنه سيكون هناك غطاء لحزب الله من الدروز أولاً ومن بيئات حاضنة له بمهاجمة إسرائيل".
وسط كل ذلك، فإنَّ ما حصل في مجدل شمس عبر طرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنّما يُمثل رسالة قاسية من تلك المنطقة ضدّ إسرائيل، كما أن هذا الأمر يعتبر ضرباً للإستغلال الذي سعت إليه تل أبيب بهدف وضع المنطقة في معادلة الحرب ضد لبنان.
عملياً، نسفت مجدل شمس أيضاً الفتنة الإسرائيلية، وبالتالي فإن التكامل الذي حصل بين الجولان ولبنان على خطّ طائفة الموحدين الدروز أسّس لـ"صلابة" كبيرة في وجه الحرب والتهديدات الإسرائيلية، وبالتالي فإن الأوراق ستتبدل وقد تفتش إسرائيل عن غيرها لتعويض خسائرها سواء في جنوب لبنان أو غزة.

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا