دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
مروحة الاغتيالات تتسع وإسرائيل تستفيد من برامج تتّبع متطوّرة
منذ سنوات تواظب تل أبيب على سياسة اللجوء إلى الاغتيالات.
لكن وتيرة تلك الاستهدافات ارتفعت في الأشهر الأخيرة، ولا سيما بعد معركة "طوفان الأقصى" حيث نفذت الكثير من العمليات. فما البرامج التي تتبعها؟ وكيف يفسرها الخبراء؟
أظهرت الأشهر العشرة من المواجهة المستمرة بين المقاومة وجيش الاحتلال أن الأخير بات يعتمد في شكل أساسي على عمليات الاغتيال بعدما أخفق في منع عمليات "حزب الله" على طول جبهة المواجهة.
بعد مرور 300 يوم على معركة "طوفان الأقصى" لم تسجل أي مواجهة مباشرة بين المقاومة في لبنان والجيش الإسرائيلي، على الرغم من إحباط المقاومة أكثر من عملية تسلل في اتجاه الأراضي اللبنانية، ولا سيما في القطاع الغربي.
ومنذ عدوان تموز 2006 لم يحصل اشتباك مباشر على الحدود أو في الأراضي اللبنانية بين "حزب الله" والإسرائيليين، وإن كان الإعلام الاسرائيلي يستخدم تعبير "تبادل لإطلاق النار"، في إشارة إلى القصف الصاروخي لمواقعه ومن ثم اعتداءاته على لبنان من خلال القصف المدفعي أو الغارات الحربية.
إلا أن اللافت كان ارتفاع وتيرة الاغتيالات سواء من خلال استهداف السيارات والمركبات أو حتى الدراجات النارية والأماكن السكنية.
لكن كيف تنجح إسرائيل في ذلك؟
يجمع الخبراء أن لدى تل أبيب داتا كاملة عن لبنان سواء لجهة الأشخاص أو الأماكن وحتى السيارات، وأن وحدة الاستخبارات التي تتخذ الرمز 8200 ، تعد الجهة الأساسية المسؤولة عن الاغتيالات سواء من خلال جمع المعلومات أو الرصد عبر وسائل عدة.
وفي السياق، يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني لـ"النهار" أن "الجيش الإسرائيلي لا يزال متفوقاً في الكثير من المسائل من ضمنها القضايا التقنية والاستخباراتية".
ذلك التفوق يظهر من خلال بنك المعلومات الكبير الذي يجمعه بواسطة الأقمار الاصطناعية، وكذلك عبر الاستطلاع الجوي سواء عبر الطائرات الحربية المتخصصة بالاستطلاع الجوي أو في استخدام المسيرات.
ويلفت معربوني إلى أن تلك الطلعات الجوية متواصلة فوق الأراضي اللبنانية وتكثفت منذ عام 2006 حتى تجاوز عددها الـ 30 الفاً. ويوضح أنه "إضافة إلى جمع المعلومات من خلال المراقبة الجوية، هناك مجموعة من المسائل الداخلية تؤدي دوراً أساسياً في تأمين المعلومات للعدو الإسرائيلي، منها ال#تجسس عبر عميل بشري. وقد استطاعت القوى الأمنية اللبنانية وجهاز أمن المقاومة عبر السنوات إحباط الكثير من أعمال التجسس، لكن بالتأكيد لا يزال الكيان والجيش الإسرائيلي لديه عدد لا أحد يعرفه من ال#جواسيس يؤمن له ما نسميه الاستعلام البشري".
لكن التجسس من خلال العملاء لا يقدم المعلومات سريعا وعلى نطاق واسع لأن بعض عمليات الاغتيالات تحدث في أماكن بعيدة من وجود العملاء، وأحياناً قريبة جداً من جبهة المواجهة.
ويجزم الخبير العسكري بأن "هناك منظومة ذكاء اصطناعي هائلة لدى الإسرائيلي تمكنه من تحليل المعلومات والمساعدة في اتخاذ القرار والمتابعة، إضافة إلى التنصت على الهواتف ومسائل أخرى تفصيلية في المجال التقني".
برامج متطورة وبصمات
تتعدد أساليب تنفيذ الاغتيالات. وإذا كانت تل أبيب أكثر من لجأ ولا يزال إلى تلك السياسة، فإن تنفيذ الاغتيالات بدأ يأخذ أشكالاً مختلفة جذرياً عن السابق.
التحول في تنفيذ الاغتيال يكمن في الاستغناء تدريجاً عن تنفيذ عمليات إنزال في مناطق خلف حدود جبهة المواجهة التقليدية، وعدم الاعتماد على العملاء لتنفيذ الاغتيال، وذلك لسبب بسيط يكمن في أن تنفيذ الاغتيال من خلال عميل سواء باستخدام السلاح المباشر او وضع عبوة ناسفة في السيارة والمنزل، يتطلب وقتاً غير قليل للإعداد والمراقبة ثم تنفيذ.
ويشرح الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم لـ"النهار" أن أحدث الأساليب في الاغتيال باتت من خلال توظيف التكنولوجيا لأهداف أمنية وعسكرية. ويلفت إلى أن التقارير تفيد أن لدى الجيش الإسرائيلي "برنامج lavender، وهو برنامج ذكاء اصطناعي عماده الأساسي الداتا والبيانات. ولديهم مليارات المصادر التي يحصلون عليها من مخبرين على الأرض، وبيانات من الأقمار الاصطناعية، ومن طائرات التجسس، وكذلك من خلال اختراق الهواتف وكاميرات المراقبة".
يستدل من ذلك أن الانترنت هو الأساس في التتبع والتجسس، إضافة إلى بصمة الصوت أو الوجه.
ويشير أبي نجم الى أنه "بهدف تنفيذ العملية بدقة بما يضمن نجاحها فإن استخدام التقنيات بات الأمر الأساسي ولا سيما داتا الاتصالات، واستنتاج الهدف بناءً على الوجه (Face Recognition)،و التعرف إلى الصوت (Voice Recognition)، تقنية تحديد الموقع (GPS-based Targeting)".. وباختصار فإن كل ما هو موصول على الإنترنت يكون هدفا سهلا للتتبع ".
لكن هناك اغتيالات حصلت ولم يكن لدى المستهدف هاتف ذكي. يوضح أبي نجم أنه "في هذه الحالة يمكن أن يكتشف وجهه من خلال كاميرات المراقبة المخترقة في الشوارع وغيرها، أو من خلال بصمة وجهه أو صوته إن كان بالقرب من شخص آخر. وهذه كلها وسائل لتحديد الأهداف، وبمجرد تحديدها يمكن تتبعها أينما ذهبت، وهناك احتمال كبير أن المخبرين على الأرض يتركون أجهزة تجسس في سياراتهم أو ملابسهم (...)".
هو نمط جديد بات يتحكم في مسار المواجهات، سواء في لبنان أو غزة، وصولاً إلى دول ليست منخرطة مباشرة في معركة "طوفان الأقصى"، ويبدو أن موجة الاغتيالات التي تصاعدت وتيرتها في الفترة الأخيرة هي السلاح الأقوى المتوافر راهناً لدى تل أبيب بعد عجزها عن التصدي لهجمات المقاومة.
"النهار"- عباس صباغ
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|