محليات

إما منطقة عازلة أو العودة الى ما قبل العام 2000

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ينتظر البريطانيون الازمات ويترصدون تقاطعاتها ليدخلوا من الباب الواسع كوسطاء أو شركاء في ايجاد الحلول لدول العالم الثالث ويسعون الى فرض نفوذهم فيما بعد حين يتمكنون من اصطياد هدفهم.

لبنان كنموذج لدول العالم الثالث ويعيش صراعات كبيرة على مستوى نظامه السياسي وتعصف به الازمات يتطابق مع الرؤية البريطانية لفرض النفوذ، ويعتبر ملاذا آمنا لتطبيق سياساتها التي تسعى الى قضم سلطة الدولة وادارتها في الكواليس وفق الاستراتيجيات التاريخية للمملكة المتحدة التي تنظر اليوم الى الشرق الاوسط بصفته أرضا خصبة قابلة للاستثمار خصوصا لبنان الذي تربطه ببريطانيا اتفاقيات عسكرية وأمنية قدمت من خلالها لندن الاستشارات والمعدات وعلى رأسها أبراج المراقبة المنتشرة على طول الحدود الشمالية والشمالية الشرقية مع سورية.

في عز الازمة وعلى مسافة قرار رد محور ايران على الضربات الكبيرة التي تلقاها من قبل اسرائيل، تعمل بريطانيا على حجز مقعدها على طاولة المفاوضات التي ستخرج بعد عاصفة غزة، وهي التي دأبت في الاشهر الثمانية الماضية ولا زالت على التواصل بشكل دائم مع الحكومة اللبنانية للدخول في وساطات مع الثنائي حزب الله وحركة أمل من اجل تأمين منطقة الـ 1701 عبر الطرق السلمية وتجنيب المنطقة الحرب المفتوحة. وتعرض بريطانيا بالاتفاق مع شركائها الغربيين أكثر من مسودة اتفاق مع الحكومة اللبنانية لعرضها على حزب الله في اطار تخفيض مستوى الصراع والبحث جديا عن منافذ حل تخرج الجميع فائزا. ومع زيارة وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين بيروت ولقائهما المسؤولين في لبنان، عادت معهما فكرة المنطقة العازلة تجنيبا لصراع مفتوح لا تُعرف نتائجه. وفي السياق تردد أن لبنان سمع كلاما واضحا من المسؤولين الغربيين ومن بينهم البريطانيين مفاده أن اي تطور عسكري لن يكون لصالحه والقبول بحل المنطقة العازلة تتواجد فيها قوات المانية وفرنسية وابراج مراقبة بريطانية تساعد الجيش اللبناني في مهمته، أفضل من دخول اسرائيل الى تلك الاراضي وفرض أمر واقع جديد يعيدنا الى ما قبل العام 2000 وهذا الامر بات بالنسبة للاسرائيليين محسوما. وفي الرسائل الغربية أيضا تحذيرات من الآتي في ضوء عمليات الاغتيال الكبيرة التي نفذتها تل أبيب أخيرا، وهي بالنسبة للدول الاوروبية بروفا لتصعيد غير مسبوق في حال رفض لبنان العروض المقدمة له.


تعتقد أنك لن تكون قادرا على الإقلاع عن التدخين ، جربه!
Kozalak Macunu
البريطانيون كما الدول الاوروبية الاخرى يُدركون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حصل على الضوء الاخضر الاميركي، وهو بصدد الانتقال الى المرحلة الثالثة من حربه الوجودية كما اسماها وهي مرحلة الارض المحروقة على الجبهات التي تشكل برأيه خطرا على اسرائيل. وبعد الانتهاء من غزة باتت الانظار نحو الشمال والحدود مع لبنان حيث وضعت حكومته مدة زمنية لحل هذا الملف وهي نهاية العام كأبعد تقدير بهدف تأمين المنطقة العازلة التي تطلبها الحكومة الاسرائيلية.

هذا الواقع الذي ينتظر ماهية رد محور ايران على الضربات المتتالية التي تلقاها وحجمه ونوعيته، لن يتغير في المفهوم الاسرائيلي لو كلف الامر حربا على ايران، وقد أبلغ نتنياهو الادارة الاميركية هذا القرار بعد ارجائه لسنوات، وبالتالي فإن لبنان برأي البريطانيين أمام فرصة ذهبية اليوم للذهاب نحو التسوية الدبلوماسية والا فإن الامور ستخرج عن السيطرة وسنكون امام حرب استنزاف طويلة وبخسائر كبيرة.

علاء الخوري

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا