تطويب البطريرك الدويهي... رسالة ايمان وصمود وامل!

بعيدا عن احاديث الحرب والمشاحنات والسلبيات، يأتي حدث تطويب البطريرك اسطفان الدويهي ليشكل فسحة أمل في بلد غاص في كل هذه الوقائع ولا يزال من دون توقف.

الحدث ديني بأمتباز لبطريرك مستحق التكريم نظرا لصفاته المتعددة والتي جمعها في شخصه من الإيمان والعلم والفلسفة والتبصر والنضال وغير ذلك، وفي الوقت نفسه التطويب علامة مقاومة في زمن الإنهيارات والإبتعاد عن القيم وفي زمن التناحر الذي افقد المجتمع قيمه.

كنا ولا نزال بأمسّ الحاجة إلى الرجاء والأمل والى ما قد يقود أهل الوطن إلى هذا المبدأ من دون تخيل سيناريوهات سيئة أو حتى اعتبارها هاجسا.

في الثاني من آب، يكرم البطريرك الدويهي وتكرم معه صنائعه قبل تزخيم العمل لدرب القداسة، ويأمل كثيرون أن تكون هذه المحطة مفصلية في الانتقال إلى التفكير الجدي بعدم الاستسلام أو ترك المجال مفتوحا للخوف، على الرغم من أن كثيرين يعيشون توترا غير مسبوق .

فقد إعتاد اللبناني على ثقافة الصمود وحبّ الحياة ويأتي احياؤه لحدث التطويب ترجمة لإيمانه وحاجته إلى تكريس هذه الثقافة بشكل دائم.

وهنا تقول مصادر كنسية لوكالة "أخبار اليوم" أن اللبنانيين الذين يعيشون انقسامات السياسة والأحزاب والتوجهات، موحدون على هذا الرجاء وحبّ الوطن والإيمان بقديسيه وشفاعاتهم، وهم على إدراك تام ان ثمة جهدا يجب بذله كي تكون مصلحة البلد هي الأولوية وفق توجهات البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، معلنة أن للطوباوي مميزات عديدة وهي تحتم علينا التمثل بها في كل حين ولعل أهمها وقوفه بوجه الاحتلال التركي وأهمية الالتقاء مع الطوائف الأخرى على نبذ العنف فضلا عن التوحد لمواجهة الأعداء.

وتشير المصادر نفسها إلى أن المشاركة في مناسبة التطويب هي رسالة تقدير ووفاء وهي تبعث بالتفاؤل في هذا الظرف بالذات، لاسيما أن المكرم نال اعجوبة شفائه من السيدة العذراء بعدما أصيب بالعمى، كما أن هناك من نال اعجوبة منه، وهذه الأعحوبة بالذات ينشدها المواطنون في كل وقت وتحديدا في هذا الوقت، مشيرة إلى أن التطويب لا يعني منطقة واحدة إنما يعني الوطن بأكمله، والمسيحيون على وجه التحديد مطالبون بالبقاء متشبثين بجذورهم على قاعدة أنهم أبناء رجاء، كما أنهم مطالبون بالصلاة دائما من أجل بلدهم .

صاحب لقب النسر المحلق وأب المارونية وغيرها من الألقاب التي أضيفت إلى سجله يصبح طوباوبا. وهذا الأحتفال الذي تشهده الكنيسة المارونية اكبر دليل على أن التكريم حق وواجب على أرض القديسين .

كارول سلوم – "أخبار اليوم"