محليات

حروب اليوم "تفلح" الحجر والبشر وهنا يبرز الدور الأهمّ للديبلوماسية اللبنانية...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من يظنّ أنه بأطنان من مساعدات خارجية تصل الى لبنان، أو بالتكتّم والتعتيم الرسمي على المخاطر المُحدِقَة بالبلد، خصوصاً إذا بقيَت الدولة بحُكم الغائبة، يمكنه أن يتعامل مع الأزمات، فهو في ضلال شديد.

حروب تغيّرت

ومن يعتقد أن أطناناً من مساعدات، أو بعض الاستقبالات والاتصالات، أو توزيع إرشادات التعامل مع خرق جدار الصوت... هي أساليب قادرة على التعامل مع الحرب المدمّرة التي يمكن للبنان أن ينزلق إليها، وعلى تمكين اللبنانيين من تحمّل سوء الأوضاع الى أن يتوقّف القتال، فهو في ضلال شديد أيضاً.

فالحروب وظروفها تغيّرت كثيراً اليوم، والى درجة تجعل أكبر دول العالم عاجزة عن التعامل معها، وعن مساعدة شعوبها خلالها. فكيف إذا تحدّثنا عن لبنان، أو عن بلدان تشبهه بالظروف السياسية والأمنية والاجتماعية نفسها؟

طُرُق الوصول

قد تساعد هذه الجهة أو تلك بلدنا بأطنان من مساعدات طبية. ولكن من يمكنه أن يساعد الناس على الوصول الى المستشفيات والصيدليات ومراكز الرعاية الصحية، في أوان العنف العسكري، ووسط احتمالات تدمير الطُّرُق والجسور؟

وقد تساعد بعض الدول والجمعيات الدولية... بلدنا بأطنان من مواد غذائية. ولكن من يضمن قدرة توزيعها على الناس في كل المناطق، وبالكميات اللازمة، وبحسب الحاجات الضرورية، في ما لو تمّ تدمير الطُّرُق والجسور؟

"أخضر ويابس"...

حروب اليوم "تفلح" الطُّرُق والمناطق والمدن "فلاحةً"، بفعل كثافة النيران، وقوّة الصواريخ والأسلحة المُستخدمة، والتي تدمّر "الأخضر واليابس"، وذلك بمعزل عن المواقع التي تُوَجَّه إليها لتستهدفها بحدّ ذاتها.

حروب اليوم تدمّر البشر والحجر وكل ما ومن يمرّ ضمن مسارها، وهذا لا يُحَلّ بمساعدات، ولا باتّصالات، ولا باستقبالات وزيارات... بانتظار الحلول السياسية والديبلوماسية.

حروب اليوم بحاجة الى من يمنع اندلاعها، والى دول تعمل على ذلك، وليس الى مساعدات، ولا الى وعود بالمزيد من شحنات الغذاء والدواء.

الدولة الحقيقية

فديبلوماسية الدواء والغذاء والمساعدات وإن كانت مهمّة، إلا أنها لن تنفع الناس بشيء عندما يكونون تحت القنابل والصواريخ وجولات القصف، ولا عندما يسقطون قتلى وجرحى بسببها.

كما أن الديبلوماسية عموماً وإن كانت مهمّة في أزمنة السّلم، إلا أنها لن تنفع الناس بشيء في أوان الحرب، والتدمير، واضطرار الانتظار في "طوابير" محطات المحروقات، وربما توزيع الطعام، والمياه، ومختلف أنواع الحاجات...

إخراج لبنان من دائرة الحرب والخطر والدمار والكوارث... هو كل ما يحتاجه البلد وشعبه. فهذا هو دور الديبلوماسية، وهذه هي الديبلوماسية الفعلية، والدولة الحقيقية في أي بلد.

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا