وقائع الأرض تسبق الديبلوماسية بكثير والمجتمع الدولي يجهد للحفاظ على ضوابط...
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
بين محاولات تسابق الوقت للحفاظ على هدوء جنوب لبنان، وإنعاش القرار الدولي 1701، والتجديد لقوات "يونيفيل"، من جهة، وتصريحات توحي بما يخالف ذلك من جهة أخرى، يبدو لبنان والمنطقة معه أمام مساعٍ سياسية وديبلوماسية هي أقرب الى أن تكون "وجهات نظر" لمنع الانزلاق نحو تصعيد عسكري كبير، فيما تذهب الوقائع الميدانية الى ما هو أبْعَد، وتسبق الديبلوماسية بكثير.
خطوة سياسية لا أكثر؟
فما نفع التجديد لقوات "يونيفيل" إذا بقيَ التصعيد العسكري على حاله، أو إذا ازداد مع مرور الوقت أكثر فأكثر؟ وما نفع محاولات إنعاش القرار 1701 إذا استمرّ خرقه يومياً حتى العمق، مع الحفاظ على شكليات معيّنة توحي بأن ما يجري من ضربات ومواجهات عسكرية هو تحت السيطرة؟
وأمام هذا الواقع، وحتى لو تمّ التجديد لقوات "يونيفيل"، هل من مفعول فعلي لذلك أبْعَد من كونه خطوة سياسية ربما، أي شكلية تضبط الانفلات العسكري الشامل من حيث المبدأ، وبإجراء رسمي يوحي بأن لا مُبارَكَة لأي تصعيد، وذلك بموازاة عدم قدرة أحد على لَجْم المخاطر الفعلية، والتي تتزايد بعدد الساعات والدقائق؟
الحرب...
رأى مصدر مُتابِع أنه "يبدو أن الحرب تقترب انطلاقاً من أن كل التحضيرات التي تحصل على الأرض توحي بذلك. لا شكّ في أن المجتمع الدولي يضغط لعدم اندلاعها، وهو حريص على ذلك، بشكل برز خلال الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين، التي تناولت بشكل واضح مسألة الردود الإيرانية على إسرائيل، والحرص على أن لا تدفع المنطقة الى حرب شاملة".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مأزوم، ولا حلّ لديه سوى الهروب نحو الحرب والى نواياه العدوانية، وهو ما يجعل الوضع الملموس على الأرض وكأن الحرب قائمة عملياً، فيما احتمالات توسّعها أكثر هي مسألة وقت لا أكثر".
ضوابط...
ولفت المصدر الى أن "سحب القوات الدولية أو عدم التجديد لها هو إيحاء بترك ساحة الجنوب مفتوحة من دون ضوابط، وبشكل يمكنه أن يساهم بفقدان السيطرة أكثر على مستوى الشرق الأوسط، لا لبنان وحده. ولكن المجتمع الدولي ليس بوارد ذلك، رغم أنه بات متيقّناً الى أن الحرب واقعة مع إمكانية تمدّدها، وهو ما يظهر على مستوى قطاع غزة أيضاً، حيث لا شيء يوحي باتّفاق جدّي يلوح في الأُفُق، وحيث لا سقف معلوماً للتصعيد. ولكن هل يتمّ إبعاد قوات "يونيفيل" في لبنان عن المخاطر؟ هذا متروك للأيام القادمة".
وختم:"في أي حال، أي تجديد لقوات "يونيفيل" سيكون خطوة سياسية، وضرورة سياسية للمجتمع الدولي، حتى لا يسمح بفتح رسمي لساحة الجنوب على حرب من دون ضوابط. كما أن أي تجديد قد يكون إشارة للإبقاء على سقوف وضوابط دولية معيّنة، حتى ولو انزلقت الأمور الى حرب في النهاية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|