محليات

"تلاعب أمني" مصدره سفارات... مرجع أمني: العين على المخيّمات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

توسّع إسرائيل نشاطها العسكري تجاه لبنان، وفي التوقيت ذاته تحضر سفارات أوروبية في بيروت من بوابة بثّ الرعب والتهويل عبر ضخّ معلومات أو مشاركة أخرى "مضخّمة" مع وزراء ونواب حاليين وسابقين وشخصيات سياسية ومحلّلين وصحافيين مقربين منها، حول بلوغنا مرحلة التصعيد "خلال ساعات" ليتولى هؤلاء بدورهم توزيعها أو بثها عبر وسائل الإعلام.

يأتي اللجوء إلى هذا الاسلوب بنية دفع "حزب الله" نحو العبور فوق ردّه الموعود على اغتيال أحد قادته الكبار الحاج فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، خصوصاً وأن بعض السفارات سبق أن توفرت معطيات لديها تجزم بأن الحزب ينتظر جلاء الصورة حول مسار المفاوضات في جولتها الجديدة الجارية في المنطقة كي ينفّذ رده. وحين مالت المفاوضات إلى وضع سلبي ومعقّد كنتيجة طبيعية لـ"اختراعات" بنيامين نتنياهو، ساد تقدير، إسرائيلي ومن جانب السفارات نفسها، أن المقاومة سوف تقبل، خلال ساعات أو أيام على أبعد تقدير، على تنفيذ الردّ متى أصبحت متحررة.

بناء عليه، تصرّف العدو ضمن منطق ردعي واضح، وعمل على محاولة احتواء أي محاولة من جانب الحزب للرد ومواكبتها برسائل نارية معينة، علّه يحد من قوة الرد أو مساحته.
إندرجت في هذا الإطار تصريحات وزير الدفاع يواف غالانت حول نقل "الثقل العسكري من الجنوب (قطاع غزة) نحو الشمال (جنوب لبنان)"، وفي الإطار نفسه، جاء إعلان العدو توسيع "خطوطه الدفاعية" داخل المستوطنات الشمالية واستدعاء قوات نخبة، رغم أن المؤشرات الحالية أبقت حضور القوات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان ضمن المستويات الدفاعية. وكذلك، يأتي القرار الإسرائيلي بتوسيع نطاق القصف الجوي إستثنائياً ليشمل، خلال الساعات الماضية، قرى لم تكن مدرجة على قائمة الإستهدافات من قبل.

يحضر في هذا السياق، كلام لـ"حزب الله" حول عدم التعويل كثيراً على المسار التفاوضي، لسبب أساسي ومنطقي يعود إلى عدم بروز رغبة واضحة لدى نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق، كما أنه ليس جاداً في الكلام عن عدم وجود نية لديه باحتلال غزة، بدليل رغبته في الإستمرار بتوفير حضور عسكري عند معبر نتساريم ومحور فيلادلفيا ومعبر رفح، ما يبقي النقاش في الحرب مفتوحاً.

خلال الأيام والساعات الماضية أجرى العدو الإسرائيلي إختباراً بالنار شمل مناطق عدة في الجنوب، تخلّلته عمليات قصف واسعة شملت حوالي 10 قرى دفعة واحدة أو في وقت متزامن، لكن التجاوز بقيَ مضبوطاً تحت سقف عدم الذهاب إلى تصعيد عال الوتيرة، إنما حمل رسالة واضحة، من أن تل أبيب على جهوزية لتوسيع نطاق قصفها إلى ما هو أبعد. حضر منسوب القصف في وقتٍ لاحظت إسرائيل "تسييلاً" في الضربات وعمليات الإستنزاف التي تقوم فيها المقاومة تحت سقف التحضير للرد. ولأجل ذلك، رفعت المقاومة من جودة عمليات القصف نحو مناطق أكثر عمقاً بمستوى إيذاء أعلى وأكبر، عبّر عن قدرة المقاومة على تحديد برنامج أهدافها وتنويعه وتحقيق نتائج.

وقبل ساعات من ذهاب العدو إلى وتيرة القصف الواسعة والمحددة عملياً، كانت المقاومة تقصف قاعدتين أساسيتين يستخدمهما العدو كمنطلقات دعم لوجستية أو مراكز قيادة وتحكم لقواته المنتشرة على الجبهة الشمالية، في ثكنة يعرا وقاعدة سنط جين اللتان تقعان شمال مدينة عكا وتبعدان عن لبنان حوالي 17 كلم بالإضافة إلى قصف المقر الإحتياطي للفيلق الشمالي، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل في عميعاد. وباعتراف تل أبيب، أدى نجاح الحزب بتنفيذ عملية كبيرة على القواعد شمالي عكا إلى سقوط قتيل وهو ضابط برتبة رفيعة، وإلى سقوط مجموعة من الجرحى بينهم 3 في حال الخطر. وفيما كان العدو يعتقد أن القصف قد يكون جاء رداً على استهداف الضاحية واغتيال شكر، أعلنت المقاومة أن العملية تأتي رداً على الإعتداءات التي تعرضت لها قرى جنوبية. بناءً عليه، كانت تل أبيب محكومة برد على وتيرة القصف من جانب المقاومة، ما استدعى عقد اجتماع للقيادة العسكرية الشمالية لمناقشته، لتخلص إلى شنّ ضربات جوية متزامنة وفي وقتٍ واحد.

وفق معنيين، إندرجت الغارات ضمن مسارين. الأول إبلاغ رسائل للحزب إستباقاً لأي رد، والثاني من ضمن الهندسة الدائمة لقواعد الإشتباك، بعدما لاحظ العدو أن المقاومة تذهب إلى وتيرة تصاعدية من القصف، وتحقق نتائج تحت سقف التحضير للرد.

وفق مرجع أمني، "أراد العدو الإسرائيلي إبلاغ بيروت رسائل نارية حول المدى الذي سوف تبلغه أي مواجهة. وقد استعان بمجموعة سفارات للعب هذا الدور، من بينها من ينشط عادة في لعب أدوار "مشبوهة" من ضمن التشكيلات التي يمثلها ضمن قوات "اليونيفيل".

وجدّد المرجع القول إن "المؤشرات الحالية توحي بأن التصعيد سوف يستمر أقلّه خلال الأربعة أشهر المقبلة، ربطاً بانعدام الوزن الناتج عن الإنتخابات الأميركية وانصراف الإدارة في البيت الأبيض إلى دعم المرشحة كامالا هاريس، وأيضاً دخول الكنيست الإسرائيلي في فترة العطلة، مما جعل بنيامين نتنياهو طليق اليدين".
وأكد أن "الدولة اللبنانية تتعامل بجدية مع أي تطور".

وعلى المستوى الأمني أوضح أن الوضع الداخلي "ممسوك" ويتم التنسيق بين الأجهزة على أعلى المستويات. وقال إن الوضع داخل المخيمات "تحت المراقبة"، مشيراً إلى خشية من "تحركات ما" لإرباك الساحة الداخلية أو فصائل المقاومة. وأضاف إن "تحذيرات أمنية وردت إلى قيادات المقاومة داخل المخيمات بضرورة أخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم، وتفضيل عدم الخروج من المخيمات". يشمل ذلك تلك المنتشرة في جوار الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي السياق الإستعلامي، تؤكد المعطيات أن النشاط الإستعلامي الإسرائيلي الجوي أظهر نشاطاً واضحاً في محيط مطار بيروت والضاحية الجنوبية خلال الفترة الماضية.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا