الصحافة

الفراغ "الممانع "... بالتوقيع الماروني!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تكتسب "هجمة" الرجل الثاني (وكثيرون يقولون الأول) في عهد الرئيس ميشال عون، النائب جبران باسيل، في الفترة "القاتلة" الأخيرة من العهد إعلامياً وسياسياً و"رئاسياً" أهمّية استثنائية، ليس من حكمة المعارضين والخصوم أن يتعاملوا معها بانفعالات "الكراهية" فقط ولو أن باسيل يتباهى برصيده في إثارة العداوات. فهذه الهجمة، سواء خطّط لها صاحبها عمداً في التوقيت أو تصاعدت بفعل مجموعة عوامل معروفة أو خفيّة، ستسجَّل مع بداية شهر تشرين الثاني على أنها كانت العنوان الأول والأساسي لتسبّب المعسكر الذي يضمّ التيار العوني وقوى 8 آذار قاطبة ب الفراغ الرئاسي الجديد الوافد على لبنان ولن يجدي نفعاً التغرغر باتهامات فارغة للآخرين بالفراغ وكل ما سينجم عنه على غرار مقولة التبرير لعهد الانهيار بفشله من خلال مقولة "ما خلونا". أرادها السيد باسيل علناً وجهراً وبمباهاة كاملة أن يثبت بقايا "مونته" على حليفه "حزب الله" لدوافع تتّصل بانتفاء كل الاحتمالات لوراثة الرئيس عون فكان له ما أراد، وهذا ليس قليلاً في معيار الحسابات الداخلية على الأقل التي جعلت "حزب الله" أمام عجزه عن إيصال سليمان فرنجية الى بعبدا يحجم عن الرمي بثقل دعمه لأي مرشح حتى لو تسبّب الأمر بالفراغ. طبعاً للحزب خلفياته الإقليمية والإيرانية في المقام الأول، فكيف وقد جاء حدث الترسيم البحري مع إسرائيل بكل ما يثار حول موقف الحزب منه ليجعل الأضواء المتوهّجة تتسلط عليه أكثر فأكثر في تحوّل "تاريخي" في مساره؟

ولكن أن يتسربل هذا الحزب أمام تصدّع "البنيان" المسيحي – الماروني الذي يضمّه محور "الممانعة" على أيدي جبران باسيل فهو أمر يستحق التمعن فيه كثيراً لأنه تطوّر سيترك الندوب العميقة تتفاعل بقوّة وعمق متماديين داخل منظومة القوى والأحزاب الموالية لإيران والنظام السوري في لبنان.

لم ولن تتمكن قوى المعارضة التقليدية أو الجديدة من فرض مرشّحيها للرئاسة بطبيعة الحال بعد سقوط احتمال توحّدها سقوطاً مثبتاً. ولكن في المسار المبدئي والعملي المقبل بعد نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، وداخلياً وخارجياً، سيغدو مثبتاً أن قوى المعسكر "الإقليمي" الإيراني – السوري نفسه هي التي أدخلت لبنان في متاهة الفراغ الجديد وسط أشد حقباته سواداً في تاريخ نشوئه. "الحرب المارونية" داخل معسكر "الممانعة" التي يعبّر عنها جبران باسيل في مواجهته لسليمان فرنجية والتي استتبعها أخيراً بالجهر بمواجهته لقائد الجيش، تشكل من الآن فصاعداً العنوان الصحيح غير المزيّف لأحد الأسباب الأساسية التي ستتسبّب بالفراغ. إنه تطوّر "إيجابي" خالص من زاوية الانكشاف السياسي لمعسكر لا يقوى في مسار انتظام الدولة إلا على الهروب الى التعطيل. هؤلاء النشامى، أركان المعسكر الممانع، لا يمكنهم التبجّح بعد الآن بأكذوبة التوافق المتعذّر المانع لانتخاب رئيس الجمهورية الرابع عشر فيما المانع الأول والأخير هو تجنّبهم سقوط كل هيكل هذه "الممانعة" المزعومة تحت وطأة التحوّلات الخطيرة المصيرية التي تحدق بها من جراء انفجار الصراع الرئاسي بين الحلفاء الموارنة والاستقطابات المتضاربة والمتصارعة بين الحلفاء الشيعة والمسلمين الآخرين في معسكر 8 آذار. أقله هو عامل لم يتأخر في الانكشاف قبل نهاية عهد هذا المعسكر بما قد يوفر إسقاط قناع كاذب يحاول من يحتجب وراءه التلطي دوماً خلف نقاط الضعف البنيوية للخصوم لدى قوى المعارضة. في مسار الفراغ الزاحف، التبعات "التاريخية" تتراكم أيضاً في لحظات الرحيل!

"النهار"- نبيل بومنصف

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا