الصحافة

دول مجلس التعاون الخليجي... أين؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يفتقد لبنان في هذه المرحلة، الديبلوماسية الخليجية التي لها تاريخ مشهود على الساحة اللبنانية في خضم الحروب والأزمات التي مرت عليه، ولا سيما وزير خارجية المملكة العربية السعودية الراحل الأمير سعود الفيصل، إلى وزير خارجية الكويت الشيخ جابر صباح الأحمد الصباح، الذي أصبح لاحقاً أميراً لدولة الكويت. وثمة تساؤلات كثيرة حول هذا الغياب المدوي في المرحلة الراهنة، وإن كان هناك حراك لافت، قد يكون الأبرز لوزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، الذي يجول على عواصم غربية وعربية، ويلتقي كبار المسؤولين، وله مواقف صارمة حيال ما يجري في غزة، مندداً بالغطرسة الإسرائيلية، وكذلك بالنسبة للبنان يدعو دائماً إلى توافق اللبنانيين، وانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة إصلاحية في أقرب وقت ممكن.

توازياً، ثمّة تساؤلات أخرى تتمثل في حراك البعض من السفراء الخليجيين في لبنان أو العرب عموماً في هذه المرحلة، بعد فرملة دور وعمل وحضور اللجنة الخماسية، التي كانت تحركت على خط بيروت-الرياض، وباريس والدوحة، إلا أن الحرب في غزة والجنوب حدّت من دورها، نظراً للظروف ولمقتضيات المرحلة، لكن دور وعمل اللجنة بحسب معظم سفرائها لم ينته، بل ما زال قائماً، وثمّة ترقب لحصول هدنة في غزة تنسحب تلقائياً على لبنان، في ظل انتظار ما ستسفر عنه لقاءات القاهرة.

في السياق، تشير مصادر ديبلوماسية في بيروت إلى عودة حراك السفير السعودي وليد بخاري، الذي كانت له سلسلة لقاءات مع السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور، وزيارات لمرجعيات روحية من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، إلى العلامة السيد علي الأمين، بالتالي، السفير بخاري لم يغادر بيروت، بل بقي يواكب ويتابع التطورات الأمنية، والتشاور مع كبار المسؤولين اللبنانيين.

أما عن زيارته للسفير الفلسطيني فتشير المصادر الى أنها تأتي ربطاً بما يجري في المنطقة، وتحديداً في غزة والجنوب، من خلال إعادة تأكيد بخاري الموقف السعودي، الذي يدين العدوان الإسرائيلي على غزة والجنوب، وما تقوم به إسرائيل من غطرسة وارتكاب مجازر، وحرص المملكة على تطبيق القرارات الدولية بحذافيرها، وخصوصاً بالنسبة للموقف السياسي، فذلك يأتي في سياق حل الدولتين والسلام الشامل والعادل، وكذلك المبادرة العربية التي طرحت في قمة بيروت عام 2001، ما يعني أن الموقف السعودي ثابت ومتماسك، وليس هناك أي تطبيع مع إسرائيل، بل دعم كامل للقضية الفلسطينية، ما يتبدّى بوضوح من خلال مواقف قادة المملكة.

أما بصدد الموقف من الرئاسة والوضع الراهن في لبنان، ولماذا غياب المملكة أو الخليج عموماً عن بيروت؟ فتقول المصادر إن دول مجلس التعاون الخليجي برمتها أول من أقدم على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، وتحذير رعاياها من القدوم إلى لبنان، فذلك لا يصبّ في الخانة السياسية، فالعلاقات وطيدة بين سائر دول المجلس وهذا البلد، والقرارات تُتخذ في الأزمات والحروب، وبيروت اليوم تعاني من حرب وأزمات ونزاعات، ما يظهر جلياً من خلال ما يحصل في غزة والجنوب والاعتداءات الإسرائيلية التي تتخطى نطاق العمليات العسكرية، ولهذه الغاية أقدمت المملكة على اتخاذ هذا الموقف، لكن التواصل مستمر ودور طاقم السفارة السعودية لم يتبدل أو يتغير، بدليل لقاءات السفير بخاري ومتابعته لكل الملفات، وثمة سلسلة اتفاقات وُقعت في الأسابيع القليلة الماضية، تشمل مساعدات إنمائية واستشفائية وتربوية في معظم المناطق اللبنانية، إلا أن الوضع اليوم يتمحور لوقف الحرب، ما تسعى إليه السعودية عبر الدور الذي يضطلع به وزير خارجيتها، وديبلوماسية الرياض في هذا المجال فاعلة وناشطة على أعلى المستويات.

أخيراً، تخلص المصادر إلى أنه في هذه الظروف، ليس هناك من أي حراك على مستوى الرئاسة إلا إذا حصلت هدنة في غزة وتوصل المجتمعون في القاهرة إلى إيجابيات يمكن أن يُبنى عليها رئاسياً، لكن المحسوم أن دور اللجنة الخماسية مستمر، وثمة تشاور دائم بين أعضائها، وكذلك مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان.

في المحصلة دول مجلس التعاون الخليجي لن تتخلى عن لبنان، لكنّ ثمة ظروفاً حساسة تشهدها الساحة اللبنانية، ولاحقاً قد تكون هناك خطوات متنوعة، لكن بات واضحاً أن ثمة لاءات سبق أن أشارت إليها المملكة تجاه الرئاسة، والوضع القائم في لبنان، وفي هذه الظروف ليس من حديث إلا من خلال ضرورة وقف الحرب وإحلال السلام والاستقرار في هذا البلد.

وجدي العريضي - النهار

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا

فيديو إعلاني