محليات

الحزب يُسقط معادلة "شعب جيش مقاومة"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هزليّ المشهد العام في لبنان. الملايين يتسمرون على الشاشات الاحد بانتظار كلمة امين عام حزب الله السيد حين نصرالله الذي بات هو حصرا من يحدد مصير البلد. هزليّ تربص رئيس الحكومة ووزير الدفاع وقائد الجيش مثلهم مثل اي مواطن عادي لترقب ما يقرره نصرالله. من يفترض انهم في اي بلد في موقع يحددون سياسات الدولة وخططها الدفاعية والهجومية، باتوا في لبنان مجرد متلقين لهذه السياسات والخطط عبر وسائل الاعلام.

تأقلم قسم كبير من اللبنانيين في السنوات الماضية مع الدور المتعاظم لحزب الله في البلد ومع قدرته التعطيلية سواء من خلال وجوده داخل المؤسسات او عبر "وهج" سلاحه. استوعبوا، وبعد معارك طويلة بالسياسة وعلى الارض، ان عليهم تقبل معادلة "شعب جيش مقاومة" برحابة صدر والتعايش معها. لكن ما هم غير قادرين على استيعابه اليوم هو ان حزب الله نفسه هو من ضرب هذه المعادلة التي لحظتها البيانات الوزارية المتتالية في السنوات الماضية بعرض الحائط، فارضا معادلة "المقاومة فالمقاومة والمقاومة".

فالشعب الذي يفترض انه مُمَثل في المجلس النيابي ومجلس الوزراء لا كلمة له بما يحصل. وكل الدعوات لعقد جلسة نيابية لمجرد النقاش بما يحصل جنوبا منذ تشرين الاول الماضي، لم تلق آذانا صاغية من قبل رئيس المجلس. اما الجيش، فهو الآخر حيّد نفسه قدر الامكان عما يحصل بانتظار دور مستقبلي له تحدده الصفقات والتسويات التي قد يطول انتظارها في المنطقة. ليبقى من هذا الثلاثي طرف واحد يقرر ويتحرك .. والانكى ان مجرد انتقاد هذا النهج يستدعي اتهامات بالعمالة وطعن المقاومة في الظهر.

وكان لافتا الثلاثاء تصويب رئيس "التيار الوطني الحر" على هذه المسألة متسائلا ما اذا كانت المعادلة التي أمنت الاستقرار للجنوب 17 عاما لا تزال قائمة. فبعد فترة من تراجع حدة مواقفه بما يتعلق بالحرب الدائرة جنوبا، ما ربطه البعض باحتمال عودة الحوار والنقاش مع حزب الله، تبين ان الامور لا تزال تراوح مكانها في هذا المجال وان الهوة بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك تتسع بدل ان تتقلص.

ويبدو ان حزب الله لا يجد نفسه معنيا على الاطلاق بردم هذه الهوة او اصلاح العلاقة مع حليفه المسيحي الاستراتيجي في هذه المرحلة. فهو لا يعير اهتمام لاي ملف طالما يخوض حربا في الجنوب يستعد لاحتمال توسعها. وقد ابلغ الحزب منذ فترة كل من كان يفاتحه بملف الرئاسة ان لا اولوية اليوم على القتال جنوبا وحتى النقاش معه بالملف كان يحاول احتواءه سريعا بالقول "لدينا مرشحنا ومتمسكون به اكثر من اي وقت مضى. فليتفضلوا للحوار من دون شروط لانتخاب رئيس".

بالمحصلة، بات البلد بكل ملفاته معلقا على حبال حرب غزة. حرب تبدو من دون أفق خاصة مع توسعها لتشمل الضفة الغربية. حرب اعتقد حزب الله انها ستسمر اسابيع او اشهر معدودة فاذا بها تقترب من اتمام عامها الاول، لتتحول حرب المساندة والدعم حرب استنزاف لبلد بأكمله. فلا حزب الله الذي ربط مصير الجبهتين (لبنان وغزة) قادر على التراجع كي لا يُقرأ اي قرار في هذا المجال تراجعا وهزيمة، ولا القوى المفترض انها مؤتمنة على البلد تمتلك كلمة او قرار!

بولا اسطيح- الكلمة أونلاين

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا