عربي ودولي

اضطرابات شديدة في الغرب على وقع إفراغ كييف من سكانها فهل "انتهت" الحرب؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تشهد أكبر الدول الأوروبية اضطرابات كبيرة، وخلافات شديدة، وذلك رغم حاجتها الماسّة الى رسم مستقبلها للعقود القادمة، بكثير من الهدوء.

فَشَل

فمن بريطانيا التي لا تعرف كيف ترسو على برّ أمان سياسي، مروراً بالخلافات الفرنسية - الألمانية الخارِجَة الى العَلَن، لأسباب اقتصادية، ولأخرى تعود الى ملف الطاقة، رغم مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس إظهار اللُّحمَة بين باريس وبرلين، كما بين المنظومة الأوروبية عموماً، وصولاً الى اتّهامات أوروبية لرئيسة المفوضية (الأوروبية) أورسولا فون دير لاين، بتمثيل المصالح الألمانية قبل الأوروبية، في تحرّكاتها الخارجية.

ويزداد الوضع الأوروبي صعوبة، مع الفَشَل في القدرة على ترجمة مُقتَرَح ماكرون، الذي خرج به قبل أشهر، والذي ينادي بإنشاء كيان أوروبي جديد، وتأسيس مجموعة أوروبية جديدة، تضمّ بريطانيا، وتعوّض خسائر انسحابها من الاتحاد الأوروبي، كما تسهّل آليات انضمام أوكرانيا، وبعض الدول الأوروبية الأخرى، الى الاتحاد (الأوروبي)، وتعمل على جعل أوروبا أكثر قوّة ووحدة.

"انتصار" روسي؟

أما في الضفّة الغربيّة الأخرى لأوروبا، فنجد أن الوضع في الولايات المتحدة الأميركية ليس أفضل حالاً بكثير، خصوصاً مع الاضطرابات السياسية المُنتَظَرَة هناك بعد الانتخابات "النّصفيّة"، والتي بدأت تلوح في الأُفُق أكثر فأكثر، مع تلويح بعض "الجمهوريين" بعَدَم توقيع "شيك على بياض" لأوكرانيا، إذا فازوا بالغالبية، في "النّصفيّة".

وهذا ما سيترك ظلالاً كثيرة، ليس فقط على نتائج الحرب الروسية على أوكرانيا، بل على التصارُع الأميركي - الروسي في أوروبا الشرقية، وفي أوروبا عموماً، كما حول العالم.

فهل اقترب الغرب من خسارة الحرب، ومن إلقاء سلاحه، ومن "الاستسلام" لروسيا؟ وهل ساهمت المشاكل الاقتصادية في أكبر الدول الغربية، وأسعار الطاقة، في تحقيق "الانتصار الروسي"؟

خلافات

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "الخلافات الفرنسية - الألمانية قويّة، لا سيّما في مجال الطاقة، إذ تعمد ألمانيا الى التخزين لديها من دون إعلام فرنسا بذلك. أما بريطانيا، فعَدَم الاستقرار السياسي فيها يعود الى الإدارة المتخبِّطَة، وعديمة الخبرة، لرئيسة الحكومة المستقيلة ليز تراس. وما زاد الوضع سوءاً هناك، هو أنهم أنفقوا الكثير من احتياطياتهم على مساعدة أوكرانيا، من دون قدرة الشعب البريطاني على تحمّل النتائج".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "في دول مثل لبنان، قد يتحمّل الشعب ارتفاع الأسعار بنسبة 300 أو 400 في المئة. بينما ارتفاعها بنسبة 10 في المئة، قد يدمّر المواطن الغربي، ويزعجه كثيراً".

مفاوضات

ولفت المصدر الى أن "الولايات المتحدة الأميركية لامست مرحلة صعبة جدّاً أيضاً، مع استمرار تدفّق مساعداتها الى أوكرانيا بمليارات الدولارات، وهو ما يؤثّر على أوضاعها الداخلية. ولكن الاحتمال الأبرز هو أن المساعدات الأميركية لأوكرانيا لن تتوقّف، حتى ولو فاز "الجمهوريون" في الانتخابات "النّصفيّة"، ولكنّها ستخفّ".

وأضاف:"تغيّرت المعطيات العسكرية الروسيّة في أوكرانيا بعد تكليف الجنرال سيرغي سوروفيكين، كقائد جديد للقوات الروسية هناك. فهو شخصية قيادية متوحّشة، يدمّر بلا شفقة أو رحمة، وذلك بعدما كانت روسيا تتجنّب التدمير الشديد، وقتل المدنيّين في أوكرانيا، خلال الأشهر السابقة. فمع سوروفيكين، بات القصف الروسي شاملاً للمدنيين أيضاً، ولكل محطات الطاقة بما يترك الناس من دون تدفئة، ومياه ساخنة في فصل الشتاء. والهدف الروسي من جراء زيادة الضّغوط الى هذا الحدّ، هو إجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن يقبل التفاوُض مع روسيا، وأن يسمح له الغرب بذلك، وأن يسلّم الغرب باستسلام أوكرانيا. وتركيا أحد أكثر الأطراف العاملة حالياً على مساعٍ لمفاوضات أوكرانيّة - روسيّة".

تسوية

وأكد المصدر أن "الغرب سيخسر الحرب. ولكن روسيا خسرتها هي بدورها، أيضاً. فموسكو تشدّد الضّغط العسكري بحثاً عن تسوية، وسط أوضاع مُعقَّدَة جدّاً. صحيح أن الروس لن يتراجعوا، ولكن لا قدرة لديهم على الاحتلال أيضاً، وهم يكتفون بضربات صاعقة، تسبّبت حتى الساعة بهرب الكثير من الأوكرانيّين من كييف، ومن مختلف المدن الأوكرانية، باتّجاه أوروبا".

وختم:"ما ليس جيّداً لروسيا، هو أن الولايات المتحدة الأميركية نجحت بتحطيم هيبتها، من خلال أوكرانيا. فموقع روسيا الدولي تهشّم بعد تلك الحرب، وسمعتها أيضاً، وهذا كان أحد أبرز الأهداف الأميركية منذ عام 2014. وهو دليل على أن كل محاولات كَسْر الآحادية الأميركية، من خلال إنشاء تعدّدية أقطاب في العالم، لا تنجح حتى الساعة في إزالة الهيمنة الأميركية على العالم".

انطون الفتى - أخبار اليوم

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا