محليات

مصالح عميقة تمنع تغيير "المُنتَج" بـ 100 نائب أو بنائب 1 فماذا عن "إعادة التقييم"؟؟؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أتضجّ الحياة السياسية المحلية منذ مدة بـ "إعادة الهيكلة" التي تشهدها بعض التنظيمات السياسية في البلد، بين خروج شخصيات من هنا من دون دخولها في أخرى هناك، وبين حديث عن مستقبل بعض الكتل داخل المجلس النيابي، أو عن خلق جبهات سياسية جديدة، وغيرها من الأمور.

دينامية

وبمعزل عمّا يمكنه أن يكون صحيحاً ومنطقياً أو لا، وعمّا يمكن تحويله من عالم الأفكار والخطط الى حيّز الواقع، يبقى الثابت أن بلادنا لا تحتاج الى جبهات سياسية جديدة، ولا الى خلط أوراق جديد داخل المجلس النيابي، بقدر ما هي بحاجة الى دينامية سياسية جديدة تُحدث خرقاً في المشهد المعيشي والحياتي المُقلِق.

وتلك الدينامية قد لا تحتاج إلا لشخص واحد عملياً. فالقضية ليست قضية أعداد، بل مسألة نوايا ذاتية، ورغبة بنقل الأوضاع من حالة الى أخرى. وتأتي الحاضنة السياسية، والخبرة والحنكة بالتعامل مع المشاكل والأمور، لتساعد على تحقيق ما في داخل النوايا الطيّبة من حسنات.

الانتخابات... بعيدة

في أي حال، لا تزال انتخابات 2026 النيابية بعيدة. ولا أحد يعلم ما يمكنه أن يحدث من مصالحات من الآن وحتى ذلك الوقت. كما أن لا أحد يدري ما يمكن اكتشافه من خلافات شكلية ربما، ولأهداف معيّنة، قد تطفو على السطح داخل هذه الجبهة السياسية أو تلك، أو ضمن هذا التنظيم السياسي، أو هذا التحالف السياسي أو ذاك، من الآن وحتى 2026.

فهناك تنظيمات قادرة على أن تكون "متعدّدة المكونات" و"متعدّدة الهويات" السياسية والإيديولوجية، بأكثر من 25 نائباً، وبـ 5 نواب. وهناك تنظيمات قادرة على أن تستنسخ ذواتها بأشكال مختلفة، وعلى أن تتوالد بطُرُق كثيرة، سواء حافظت على إطارها الخارجي الكلاسيكي أو لا، وبمعزل عمّا يمكن إظهاره في الإعلام.

وهذا الواقع يذكّرنا بالنّظام الإيراني مثلاً، القائم على محافظين وإصلاحيين، فيما الفئة الأولى قادرة على أن تُصبح الثانية والعكس صحيح أيضاً، داخل الحكم وخارجه، وذلك بحسب الحقبات وحاجة الدولة الإيرانية.

"إعادة تقييم"

كما تذكّرنا "إعادة الهيكلة" داخل بعض التنظيمات السياسية المحلية بالمناظرات الرئاسية الإيرانية مثلاً، التي تزخر بأفكار إسقاط الخطوط الحمراء في التعاطي مع الأميركيين لأسباب اقتصادية، وذلك قبل بَدْء استهداف القواعد أو المصالح الأميركية في المنطقة، بعد الانتهاء من الانتخابات، ورغم فتح خطوط التحاور مع واشنطن بأشكال متعدّدة.

فالمُلاحَظ أن أيّاً من "مُعيدي هيكلة" ذواتهم سياسياً في لبنان وفي مختلف الحقبات، يفتقرون الى القدرة على، أو الى الرغبة لإجراء "إعادة تقييم" أو "إعادة قراءة" لمسار سياسي سابق لديهم، وللاعتذار عن أخطاء ارتكبوها بإسم "الجماعة" التي كانوا ضمنها سابقاً، ولانتهاج "نَفَس" جديد من العمل السياسي مختلف عن الماضي بشكل جذري وتام. وهذا لافت للانتباه جداً، يمنع التفاؤل بشيء جديد ومختلف.

تصحيح اقتصادي

ففي النهاية، للسياسة ما لها من حاجات وأشكال وأُطُر مختلفة، ومن مصالح مشتركة عميقة لا يمكن التخلّي عنها بين هذا وذاك، بمعزل عن أي إطار سياسي قد يجمعهما أو يفرّقهما.

ولكن ما يعنينا نحن في لبنان، هو أن تُسخَّر أي حركة سياسية، وأي "إعادة هيكلة" داخل هذا التنظيم أو الفريق، أو ذاك، لصالح تحريك وتصحيح المسار الاقتصادي، ونتائجه المعيشية والحياتية، من داخل مجلس النواب ومن خارجه، وبتكتّلات محلية كبيرة أو صغيرة. وهذا ما ننتظره بالفعل، أكثر من "نيابية 2026"، ومن التوازنات الجديدة التي قد تبرز أو لا تبرز، بعدها.

نطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 


 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا