محليات

تناقض شديد... تكنولوجيات جديدة تصعّب الغشّ وقد تساهم في زيادة الفساد؟؟؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تناقض شديد يتعزّز تدريجياً في عالم اليوم، بين بحث حثيث وكبير ومُتزايِد عن الشفافية والإصلاح ومكافحة الفساد، والتوغّل أكثر في وسائل التطور التكنولوجي التي تفضح وتكشف كل ما يتعلّق بالتزوير والتزييف... من جهة، وبين الاقتراب أكثر فأكثر الى كل ما يعزّز فرص السقوط في عمليات الاحتيال والغشّ، والأعمال المشبوهة من جهة أخرى، وذلك من خلال التطور التكنولوجي هذا نفسه، الذي يطرح تحديات سلبية ترافق إيجابياته جنباً الى جنب.

فهذه مشكلة عالمية تترافق مع تعميم أحدث وسائل التطور والتكنولوجيا على كل فئات الناس، في كل الميادين والقطاعات، وهو ما يُنذر بإمكانية استخدامها ليس للخير الأقصى والشفافية القصوى فقط، بل بحسب أهداف من يستعملها، ووسط احتمالات صعوبة اكتشاف بعض أساليب الغشّ، إذا كان المُستخدم "فائق الدقّة" بالمعرفة التكنولوجية.

وهنا نقول إنه يمكن الاستفادة من التقنيات الحديثة للتصحيح، والتقويم، ولخلق بيئة استثمارية آمنة مثلاً، كما يمكن استخدامها للتزوير، والخداع، والغشّ، وبشكل قد يصعب اكتشافه، وهو ما يُلقي الكثير من التحديات على القطاعات الاقتصادية، وعلى عوالم النّقد والمال في كل البلدان.

وفي تلك الحالة، يمكن لما يساهم بتفعيل الشفافية وكشف التزوير والتلاعب في مسألة أو نقطة معينة، أن يُصبح هو نفسه وسيلة تزوير وتزييف وتلاعُب، وتفعيل فساد، في نقاط ومسائل أخرى، ولا شيء يوفّر ضمانات أكيدة لعَدم مواجهة مثل تلك المشاكل مستقبلاً. وهو ما قد يهدّد بمستقبل اقتصادي ومالي عالمي متطوّر صحيح، ولكنه قابل للهشاشة والفوضى والفساد أيضاً أكثر، ومن خلال التكنولوجيا فائقة الدقة أيضاً.

أوضح الخبير الاقتصادي والمصرفي الدكتور نسيب غبريل أن "التطور التكنولوجي يزداد اليوم. وإذا ذكرنا الذكاء الاصطناعي مثلاً، أو "البلوك تشين" أو غيرهما، نقول إن لها تداعيات على عمل القطاع المالي. ولكن مصرف التسويات الدولية الذي يُعتَبَر مصرف المصارف المركزية حول العالم، وصندوق النقد الدولي وغيره، باتوا يركزون على تلك الجوانب أكثر، ويُصدرون تقارير عنها، ويتابعون التطور وتأثيره على القطاع المالي التقليدي، ويحذّرون من العمليات المشبوهة، خصوصاً تلك التي تطال العملات المشفّرة. وهذه تحديات جديدة أمام القطاع المالي عالمياً".

واستبعد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" حصول فوضى على مستوى الاقتصاد العالمي مستقبلاً، بسبب استخدام تكنولوجيات متطوّرة جداً بأعمال مشبوهة مثلاً، وقال:"برأيي أننا لن نصل الى تلك المراحل، نظراً للانتباه الكبير على هذا المستوى. فنسبة كبيرة من المصارف المركزية حول العالم، تقوم بتجارب وأبحاث على العملات المشفّرة التي تصدرها (المصارف المركزية) وذلك بدلاً من العملات المشفّرة الأخرى مثل "البتكوين" وغيرها، والتي هي ظاهرة غير شفافة، إذ لا أنظمة رقابية عليها، ولا قوانين ترعاها بشكل فعلي حتى الساعة".

ولفت غبريل الى أن "السلطات والمصارف المركزية في العالم اليوم تقوم بتجارب وأبحاث لإطلاق عملات مشفّرة رسمية تُسمّى central bank digital currencies، لتُصبح شيئاً رسمياً مقابل العملات المشفّرة غير الشفّافة، والتي من الممكن أن تُستَخدَم لأشياء غير قانونية، ولعمليات مشبوهة من كل الأنواع".

وختم:"انطلاقاً من هذا الواقع، لن نصل الى مرحلة من الفوضى في النظام المالي العالمي مستقبلاً، لأن السلطات مُدرِكَة لتحديات التطور التكنولوجي، وهي تعمل ليس فقط من أجل توعية القطاعات المصرفية حول العالم، بل لإيجاد إجراءات مقابِلَة من أجل الحماية أيضاً".

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا