الصحافة

ما تأثير حريق مطمر النفايات على صحّّة المواطن اللبناني؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اندلع حريق كبير في مطمر الجديدة (برج حمود) في بيروت وغطت السحب الدخانية السوداء مناطق عديدة في العاصمة. بعد ساعات طويلة من الجهود، تمكنت عناصر الدفاع المدني من إخماد الحريق ومنع توسعه. بعيداً عن علامات الاستفهام التي أحاطت بهذا الحريق الذي اعتُبر جريمة بيئية وعملاً مفتعلاً، لا يمكن إلا أن نسلط الضوء على تداعيات حريق مماثل على صحة المواطن، سواء كان مفتعلاً أم لا.

ما تأثير مثل هذا الحريق في مطمر النفايات على صحة المواطن؟

ثمة نواح عديدة لا بد من التصويب عليها في تحديد الآثار الصحية لحريق مماثل يحصل في النفايات، وفق ما توضحه دكتورة الكيمياء التحليلية ومديرة مركز حفظ البيئة في الجامعة الأميركية في بيروت النائب د. نجاة عون صليبا التي تشير إلى الخطر الكبير لحريق كهذا لاعتباره يجري في نفايات تضم مواد متنوعة بين تلك البلاستيكية والعضوية ومعدنية وغيرها. في الوقت نفسه، تشدد صليبا في حديث مع "النهار" على ضرورة التحقيق في أسباب هذا الحريق ومحاسبة المسؤولين عن عمل تكرر وله دوافع معروفة.

وحول الآثار الصحية على المواطن، توضح أن حريقاً مماثلاً يؤدي إلى انبعاث لمادة الـDioxine المؤذية للغاية، مع ما تسببه من انبعاث للمواد السامة التي تؤثر على الرئتين وقد تنتقل إلى الدم وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان للمدى البعيد. ينطبق ذلك أيضاً على المعادن الثقيلة الموجودة ضمن النفايات. فثمة مجموعة من العناصر التي لا بد من التفكير فيها لاعتبارها تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان للمدى البعيد.

أما للمدى القريب، فتبرز خطورة هذا الحريق على الجهاز التنفسي، بخاصة أن من يعانون مشكلات في الجهاز التنفسي والأطفال والمسنين أكثر عرضة للخطر، ومن الضروري أن تتخذ معهم كل الإجراءات الوقائية والمتابعة الطبية حرصاً على سلامتهم.

ما الإجراءات التي يمكن اتخاذها خلال اندلاع حريق مماثل وبعده؟

من الضروري الحرص على تنقية الهواء في المنازل، بحسب صليبا. ويمكن تحقيق ذلك بأجهزة تنقية الهواء وأيضاً بالتكييف لفلترة الهواء. كما تشدد على أهمية إقفال النوافذ طوال فترة انبعاث الدخان للحد من الأضرار.

أما في حال وجود رواسب سوداء من الحريق على الشرفات، فيجب الامتناع تماماً عن تنظيفها بالمكنسة أو مسحها، بل يجب تنظيفها بالماء وشطفها للتخلص منها تجنباً لتنشق المواد السامة.

لكن في حال زيادة الدخان في الداخل يجب عدم المكوث في المنزل ويجب عدم إقفال النوافذ عندها تجنباً لخطر الاختناق وزيادة الأضرار منها. ومن المهم عندها الحرص على تنقية الهواء.

أما من يشعر بضيق في التنفس في أي وقت من الأوقات، فيجب تأمين الأوكسيجين له وأن يخضع للمراقبة الطبية.

هل التعرض للدخان المتصاعد من حريق مماثل مضر ولو في حال حصول ذلك لفترة قصيرة؟

بطبيعة الحال، تزيد خطورة حريق مماثل في حال التعرض له لفترات أطول، فيما من المفترض أن يكون الأثر محدوداً عند التعرض له لفترة قصيرة. لكن ما تحذر منه صليبا أن التعرض لحريق كهذا تكثر فيه المواد السامة لا يأتي بمعزل عن كل ما يتعرض له المواطن اللبناني بوجود المولدات الكهربائية ومعدلات التلوث المرتفعة في البلاد. إذ يتعرض لذلك بشكل متواصل، ما يزيد من المخاطر عليه والتي يجب أن تؤخذ مجتمعة بعين الاعتبار. فكل ما يحترق من مولدات كهربائية ونفايات وغيرها يشكل مواد سرطانية تؤثر على الرئتين بمعدلات مرتفعة للمدى البعيد. كما أنها تسبب تشنجاً في الشرايين.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا