مفتاح العهد القوي والرئيس القوي... هو أن تشعروا بالحاجة الى دولة أولاً

متى ستشعر الدولة في لبنان بالحاجة الى أن تُصبح دولة؟ وأين ستقف في النهاية ومع من؟ هل مع شعبها الذي يحتاج يومياً الى وجود دولة تسند ظهره، وتدبّر أموره؟ أم مع اعتيادها على حالة أنها ليست دولة، وأنها عاجزة، تماماً مثل من يتلذّذ بتلك الحالة حتى لا يفعل شيئاً، وحتى لا يُطالَب بشيء؟

متى تقرّر الدولة؟

هي أجوبة يتوجّب أن نحصل عليها منذ ما قبل انتخاب رئيس للجمهورية هذه المرّة. فانتخاب رئيس للادولة، لن ينفعنا بشيء. بينما اتّخاذ قرار بأن يُصبح للبلد دولة هو مفتاح الحكم السليم، والعهد القوي، والرئيس القوي، والقرار الحرّ، والسيادة الحقيقية، والديبلوماسية الفعّالة، والأمن الممسوك، والقرار العسكري الموافق لمصلحة لبنان وشعبه واقتصاده.

فمتى ستقرّر الدولة في لبنان أن تُصبح دولة؟ وكيف؟ وبأي ثمن؟ كلّها أجوبة مهمّة قبل الحديث عن انتخاب رئيس، وعن تشكيل حكومة أصيلة، وعن القيام بأي استحقاق.

حالة صعبة جدّاً

تعليقاً على ما سبق، أشارت مصادر مُتابِعَة الى أن "الأحداث التي حصلت خلال السنوات الأخيرة عوّدت الجميع على ما يُشبه التّسليم بأن لبنان هو بلد الأمر الواقع المفروض من الخارج، وهذا صحيح وملموس. ولكن لو كانت هناك نيّة لبناء الدولة، لكان يمكن على الأقلّ ممارسة ضغوط محليّة موحّدة على جهات خارجية، تخفّف من الأمر الواقع الخارجي المفروض على البلد في كل مرحلة".

وشدّدت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "وجود الدولة هو وحده كفيل بإبقاء زمام الأمور مضبوطة على مختلف المستويات. فقرار على مستوى الدولة يمكنه أن ينشر الجيش على كل الحدود مثلاً، وأن يسهّل تطبيق القوانين، والبتّ بمصير الناس على كل الأراضي اللبنانية، ومختلف الأطراف والمكونات المحليّة".

وختمت:"دخل لبنان في نفق مُظلِم منذ نحو سنة. ويتمنى الجميع إيجاد المخرج منه، ويبحثون عن ذلك إما عبر مستجدات خارجية، أو من خلال متغيّرات دولية. ولكننا أصبحنا نحن بمكان آخر في لبنان، بعدما أدخلتنا أحداث المنطقة في مشاكل جوهرية كبرى، ووسط أجواء تُفيد بتوسيع الحرب الدائرة في الشرق الأوسط الآن أكثر بعد. وها نحن في حالة صعبة جدّاً، يتعذّر علينا الخروج منها، فيما لا قدرة لدينا على الاستمرار فيها أيضاً".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"