محليات

غطاء أميركي لعمليات إسرائيل في لبنان وخط أحمر وحيد!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا تبدو الدوائر الاميركية ممتعضة اطلاقا من الهجومات الاسرائيلية المتعددة الاشكال على حزب الله. هجومات تتم بالحد الادنى بغطاء اميركي وليس مستبعدا ان يكون بعضها يحصل بالتعاون والتنسيق المباشر الاسرائيلي- الاميركي.

فليس عابرا ان يخرج مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان في الساعات الماضية ليُحمّل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مسؤولية التصعيد الاسرائيلي بوجه لبنان، معتبرا أن "الطريقة التي قدَّم بها نصرالله خطابه هذا الأسبوع فتحت جبهة الشمال". مع العلم ان خطاب نصرالله هذا جاء دون التوقعات بحيث كانت التهديدات بحدودها الدنيا شكلا ومضمونا، وبدا قائد حزب الله، الذي ارتأى ان تكون كلمته مسجلة، منهكا ومضطربا.

سوليفان لم يتردد ايضا بحواره مع صحافيين في واشنطن باعتبار "قتل إسرائيل قياديًا كبيرًا في حزب الله يحقق العدالة بحق الجماعة المدعومة من إيران"، باعتبار ان قائد قوة "الرضوان" ابراهيم عقيل الذي اغتالته اسرائيل وقياديين آخرين من الحزب مطلوب اميركيا منذ سنوات طويلة وسبق لوزارة الخزانة الأميركيّة أن عرضت مكافأة تصل إلى سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه.

يأتي ذلك بالتوازي مع تصريحات لمستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك تصب في الخانة نفسها، بحيث اكد أن «إدارة الرئيس جو بايدن لن تذرف دمعة واحدة على مقتل عقيل»، كونه «كان مسؤولاً عن تفجير السفارة في بيروت قبل 40 عاماً".

اذا سواء كان ما تقوم به اسرائيل منسقا بتفاصيله مع واشنطن او حصرا بغطاء تنتهي صلاحيته يوم انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية، ففي الحالتين يبدو واضحا ان تل أبيب نجحت بجر الولايات المتحدة الاميركية الى حيث تريد، رغم ما حُكي عن جهود "مضنية" بذلتها وتبذلها ادارة بايدن لمنع توسع الحرب في المنطقة.

وتقول مصادر معنية بالملف ان اسرائيل "تلتزم بالخطوط العريضة الاميركية التي وُضعت لغزة وهي تعي انها تنسحب على لبنان، بحيث تركز على العمليات الامنية الدقيقة والمباشرة التي تطال عناصر وقياديي الحزب، وتحاول قدر الامكان تحييد المدنيين.. لكن حين يكون الهدف المطلوب موجودا فلا ضير بالنسبة لها بسقوط عشرات المدنيين تتعاطى معهم على انهم "أضرار جانبية".

وتعتبر المصادر ان "اسرائيل وبتركيزها على اغتيال مطلوبين لواشنطن انما تُحرج الاخيرة في حال كانت حقيقة غير معنية مباشرة في ما يحصل ولا تُقدم اقله معلومات استخباراتية في هذا المجال" لافتة الى ان "خطة عمل تل ابيب في لبنان من عدة مراحل ونحن على الارجح لا نزال في المرحلة الاولى بحيث يتم التركيز على عمليات الاغتيال والعمليات الخاصة ذات الطابع التكنولوجي كما على القصف المكثف المحصور جنوبا، سواء شمال او جنوب نهر الليطاني". وتضيف المصادر:"تعتبر اسرائيل انها اذا حققت هدفها بالضغط على حزب الله للتراجع الى شمالي الليطاني والعودة لتطبيق القرار 1701 وبالتالي فصل مصير غزة عن مصير لبنان ما يتيح عودة المستوطنين الى الشمال، فعندها لن تكون مضطرة للانتقال الى مراحل جديدة من الخطة التي تشمل تحويل البقاع بعد الجنوب منطقة عمليات وصولا للضاحية.. كما تنص على اجتياح بري في حال اقتضى الامر ذلك".

ولم يعد خافيا الا خطوط حمراء يلتزم بها راهنا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يبدو مستعدا للذهاب بعيدا حتى تحقيق هدفه بإعادة المستوطنين وضمان امنهم في المرحلة المقبلة. لكن خط احمر وحيد تضعه واشنطن بوجهه وهو مرتبط بمنع تطور الامور لحرب شاملة اي دفع ايران للانخراط المباشر بالصراع. اذ يبدو واضحا ان التفاهم الايراني الاميركي على تجنيب المنطقة الحرب الشاملة لا يزال ساري المفعول وبالتالي لا يتوقعنّ احد من طهران في هذه المرحلة ان تتدخل لاسناد حزب الله، خاصة في حال صح ما يتم تداوله عن تفاهم دولي من تحت الطاولة مع ايران على تقليم اظافر حزب الله وكبح جماحه مقابل مكاسب كبرى مباشرة لها ستتضح في المرحلة المقبلة. وفي حال لم يصح ذلك، فان الانخراط الايراني في الحرب لن يحصل الا اذا استشعرت ايران ان ذراعها الاساسية في المنطقة، اي حزب الله، بخطر جدي يهدد وجوده وكيانه..فهي لن تسمح بعد سقوط "حماس" وما يحصل مع الحوثيين ان يتم القضاء على حزب الله.. وبالتالي عندها يكون جحيم المنطقة.

بولا أسطيح-الكلمة أونلاين

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا