بعد الحرب... إيران ستمتلك قنبلة نووية والقدرة على تطوير الذكاء الاصطناعي العالمي؟...
هي مرحلة دقيقة وحسّاسة تمرّ بها إيران اليوم، وتجعلها شبيهة كثيراً بحالة الإتحاد السوفياتي في أواخر الثمانينيات، أي خلال السنوات الأخيرة التي سبقت تفكّكه، والتي زخرت بكثير من المساعي والمحاولات للإبقاء على "الأمبراطورية الشيوعية"، وذلك وسط بحر هائل من التناقض والغموض والقوة والضّعف، في وقت واحد.
ليست محصورة...
لا شكّ في أن إيران من أذكى بلدان الشرق الأوسط، وهي أمبراطورية قديمة. وهذا يؤكد أنها لا تنحصر بنظام بدأ في هذا العام أو ذاك، ولا (تنحصر) بطريقة حكم واحدة، ولا بإيديولوجيا بحدّ ذاتها.
يتوقّف مراقبون عند حجم التناقضات الإيرانية التي تبرز في الآونة الأخيرة، بين تأكيد الاستعداد لتنفيذ هجوم أو ضربة خارج الحدود (للردّ على مقتل اسماعيل هنية مثلاً)، وبين تأكيد عدم الانجرار للعبة الأعداء بالحرب. كما على مستوى تعبير طهران عن التحرّك نحو عالم أكثر استقراراً، والاستعداد للتفاوض النووي مع الأميركيين والغرب، مع إظهار ابتعاد جوهري عن الروس في أوكرانيا (لا سيما بتوصيف الرئيس الإيراني للحرب الروسية على أوكرانيا بـ "العدوان")، من جهة، وذلك بموازاة إجراء محادثات نووية وغير نووية مع روسيا، ومدّ موسكو بالصواريخ الباليستية ومشاركتها في تصنيع وتطوير الأسلحة والمسيّرات، من جهة أخرى.
روسيا السوفياتية
وما سبق ذكره، هو مجموعة معطيات تذكّر كثيراً بحالة الإتحاد السوفياتي في أواخر سنوات حكم رئيسه الراحل ميخائيل غورباتشوف، الذي كان لا يزال يعمل بالطريقة السوفياتية التقليدية، وذلك بموازاة استقبال وفود غربية وأميركية سعت لمساعدة موسكو على الاندماج بمنظومة الاقتصاد العالمي آنذاك، وعلى إجراء إصلاحات في عدد من القطاعات، وعلى مستويات عدّة، وذلك الى أن أُعلِنَ عن تفكّكه (الإتحاد السوفياتي).
ورغم التغيير السياسي الكبير، إلا أن ذلك لم يمسّ بروسيا التي لم تبدأ مع الإتحاد السوفياتي أصلاً، والتي لا يتوقّف مصيرها على نظام أو نهج حكم بحدّ ذاته.
دولة كبرى؟
فهل تنتهي الحرب الدائرة في الشرق الأوسط حالياً بإيران جديدة، تمتلك القنبلة النووية، وأحدث أنواع الأسلحة، وبإيران الدولة الشرق أوسطية الرائدة في مجال المساهمة بتطوير وتصنيع تكنولوجيات المستقبل فائقة التطور، فتُصبح مركزاً إقليمياً مثلاً لتصنيع وتطوير الرقائق، وكل ما يرتبط بمجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقات المتجددة، وكل ما له علاقة باقتصادات الأجيال الجديدة، بالتعاون مع أميركا والغرب والشرق معاً، وهو ما سيجعلها بمستوى دولة كبرى، لا دولة تستثمر أو تستقطب استثمارات بتلك المجالات فقط؟
وهل يمكن لتلك الصفقة أن تكون طُبِخَت منذ ما قبل سنوات ربما، وذلك الى أن بدأ حفر الطريق لتنفيذها في 7 أكتوبر 2023؟؟؟
وقت إضافي
أشارت مصادر واسعة الاطلاع الى أن "هناك تناقضاً كبيراً في الكلام الإيراني منذ مدّة، بين الدفع نحو الحرب والتهدئة في وقت واحد، وعلى أكثر من صعيد. وهذا عدم وضوح مُرتبِك أقرب الى شعور إيراني بالحاجة الى إجراء تعديل أو تغيير سياسي بسبب كل ما يجري، وليس إرسال إشارات متناقضة مقصودة الى الخارج كما جرت عليه العادة سابقاً فقط".
وشدّدت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لا مجال لإبرام اتفاقات إيرانية من أجل امتلاك قنبلة نووية مثلاً، أو لأهداف تكنولوجية شديدة التطوّر، مع إدارة أميركية مُنتهية الصلاحيات، أي في مرحلة انتخابات كما هو حال إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن الآن. وبالتالي، أي صفقات من هذا النوع تحتاج الى إدارة أميركية جديدة، أو خارج فترات الحملات الانتخابية الرئاسية".
وعن توصيف بزشكيان الحرب في أوكرانيا بـ "عدوان روسي"، لفتت المصادر الى أن "إيران عدوّة لروسيا بالدم، على عكس ما يُظهرانه من تحالف استراتيجي. فروسيا في الحقيقة هي بلد مسيحي أرثوذكسي متعصّب، وإيران هي بلد نظام إسلامي متعصّب حتى تجاه المسيحيين. وهذا واقع يحكم العلاقة بين موسكو وطهران بشكل دائم".
وختمت:"الحقبة الحالية هي مرحلة عدم وضوح عام في إيران، مختلفة عن الماضي، وتجعلها شبيهة بحالة الإتحاد السوفياتي قبل تفكّكه. وهذا أمر غير طبيعي تماماً، ويحتاج الى مزيد من الوقت لتتوضّح نتائجه أكثر".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|