الصحافة

"حزب الله" ينسّق وميقاتي: نعم للمفاوضات ولا تنازلات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على أهمية المفاوضات والاتصالات الديبلوماسية المفتوحة في نيويورك وما يقوم به الرئيس نجيب ميقاتي، يبقى "حزب الله" المعني الأساسي في لبنان بأيّ من مندرجات قرار وفق النار الذي تعمل عليه أكثر من جهة، ولاسيما من طرف واشنطن وباريس، في انتظار طريقة تعامل بنيامين نتنياهو وحكومته مع المعطيات الجديدة.

فإسرائيل التي درجت على ممارسة سياسة الخداع والالتفاف في غزة، وتنصلها السريع من أي هدنة لا تناسب أجندتها، يُتوقع اعتمادها المقاربة نفسها في لبنان ضد "حزب الله"، من حيث استهدافه قواعد بيئته الحاضنة والضغط عليه في بيئة النازحين، وخصوصا بعد تدمير مساحات كبيرة من أحياء في أكثر من بلدة في البقاعين الغربي والشمالي، فضلا عن عمليات الاغتيال في الجنوب والضاحية الجنوبية.

أما بالنسبة إلى قيادة الحزب فهي على تواصل مفتوح مع ميقاتي، علما أن قناة الأخير مفتوحة مع الرئيس نبيه بري الذي يرى أن ثمة "فرصة كبيرة وجدية يمكن البناء عليها" شرط أن تفرض واشنطن ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية.
ورغم التنسيق المفتوح بين بري وميقاتي، لم تتوقف الاتصالات بين حلقة رئيس المجلس والموفد الأميركي آموس هوكشتاين، نظرا إلى تعمق الأخير في ملف الأزمة بين لبنان وإسرائيل وإحاطته بكل تفاصيله بعد تجربة له في هذا الميدان.

وإذا كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مكلفا من إدارة البيت الأبيض متابعة حركة كل المفاوضات، فإن هوكشتاين يبقى في مقدم الملمّين بتشعبات ما يدور على الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، ولاسيما بعد إدارته ترسيم الحدود البحرية بين الجهتين وقبل أن يتولى نتنياهو رئاسة حكومته الحالية.

لا يعارض الحزب من حيث المبدأ التوصل إلى وقف للنار في غزة أولا، وانسحابه علىِ الجنوب والمناطق اللبنانية ودخول الأطراف في هدنة تمتد ثلاثة أسابيع، وخصوصا أن وقف الأعمال الحربية يبقى مطلب الحزب الأول منذ دخوله هذه المواجهة ومساندته الفلسطينيين في غزة.

وبعد استيعاب الحزب الضربات الإسرائيلية، قد تتجه الأمور نحو مزيد من السخونة وممارسة الضغوط على قيادته كلما جرى التقدم في المفاوضات في الأمم المتحدة، إذا كتب لها النجاح بعد فشل أكثر من محطة أوصلت الوسطاء الأميركي والقطري والمصري إلى طريق مسدود في غزة.

ولسان حال الحزب لدى كل من يهمه الأمر من دوائر القرار أنه لن يقدم أي تنازلات، ولا يزال مصمما على الثوابت التي حددها منذ اليوم الأول لمشاركة وحداته العسكرية في ميدان المعارك المفتوحة التي تعاظمت أخطارها في الأسبوعين الأخيرين، وهو يتحضّر لكل الخيارات لمنع تحقيق الأهداف ال#اسرائيلية على أرض لبنان.

ولكن أين نتنياهو من المفاوضات؟
أكثر ما يخشاه "حزب الله"، أو بالأحرى ما تتوقف عنده جهات لبنانية أخرى، هو عدم الثقة بكل ما يقوله نتنياهو الذي سيعمل في نيويورك على شراء الوقت وتضييق آلته العسكرية أكثر على الحزب وتكرار ما قاله أخيرا في الكونغرس، ليظهر أمام الجميع أن إسرائيل تدافع عن العالم الحر. ولم يعد نتنياهو يكترث لكل ما يتلقاه من إدارة الرئيس جو بايدن، وسيستمر في سياسته هذه كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، مع توقع أن يلتقي الرئيس السابق دونالد ترامب الذي لا يقصر في توفير عناصر الدعم له في وجه منافسته كمالا هاريس المدعومة من طهران من دون ضجيج. وقد حملت إحدى الصحف الأميركية عنوان "إيران تنتظر كمالا" في إشارة معبرة إلى دعمها لها. ولا تخفي تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان في سطورها دعم بلاده الديموقراطيين بطريقة مدروسة.

ولم يعد خافيا بناء على اتصالات ديبلوماسية غربية أن يكون نتنياهو في مقدم المسؤولين من أصدقاء أميركا الداعمين لترامب، ولن يكون مرتاحا بالطبع إذا استمر الحزب الديموقراطي في البيت الأبيض ونجحت هاريس التي قد تفرض على تل أبيب بعض الشروط من دون أن تتخلى عنها لجملة من الأسباب المعروفة، علما أن هذا التطور قد يحد من جنون نتنياهو في منطقة يعمل على ترويضها بالعسكر أو بالسياسة، ولو أن أركان محور مناوئيه وفي مقدمهم "حزب الله" يرفضون أي تنازلات لإسرائيل وجيشها بعد كل هذه التضحيات.

"النهار"- رضوان عقيل

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا