متفرقات

أسرار الفيزياء وراء أقوى الأسلحة المدمرة.. كيف تعمل القنابل الخارقة للتحصينات؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا


القنابل الخارقة للتحصينات تُعرف بأنها القنابل المصممة لاختراق الهياكل المحصنة والمخابئ تحت الأرض، مثل قنبلة "جي بي يو-28" التي تستطيع اختراق أكثر من 30 مترًا من الأرض أو 6 أمتار من الخرسانة.

تعتمد هذه القنابل على مبادئ الفيزياء البسيطة، حيث تحتاج لتحقيق اختراق كبير إلى طاقة حركية هائلة، وهي ناتج سرعة الجسم وكتلته. فكلما زادت سرعة القنبلة وكتلتها، زادت الطاقة الحركية، مما يسمح لها باختراق الأرض أو الهياكل الخرسانية قبل أن تنفجر. بعض هذه القنابل تكون مجهزة بمعززات صاروخية تنشط أثناء الهبوط لزيادة السرعة والطاقة الحركية إلى أقصى حد.

تتميز القنابل الخارقة للتحصينات بتصميم طويل ونحيف مع غلاف خارجي مقوى، مصنوع من مواد مثل الفولاذ عالي القوة أو التنغستن أو حتى اليورانيوم المنضب. هذه المواد عالية الكثافة تُركز الطاقة الحركية في مساحة صغيرة، مما يزيد من قدرة القنبلة على اختراق الخرسانة والصخور بعمق.


بحسب قوانين الفيزياء، تركيز القوة في مساحة أقل يزيد الضغط على نقطة التأثير، مما يسمح للقنبلة باختراق طبقات متعددة من المواد الصلبة. ولهذا السبب، فإن قنابل اختراق التحصينات تُصمم لتكون ذات أنف مدبب وشكل انسيابي لتحقيق أقصى اختراق.

تُصمم القنابل الخارقة للتحصينات بحيث تكون مستقرة ديناميكيًا هوائيًا، بفضل أنفها المدبب وزعانف الذيل الكبيرة التي تحافظ على مسار الطيران المستقيم وتمنع الدوران غير المرغوب فيه. هذه الزعانف تولد قوى هوائية تساعد في تصحيح أي انحراف عن المسار المستهدف، كما تضمن استقرار القنبلة وتوجيهها نحو الهدف بدقة عالية.

تُستخدم في القنابل الحديثة أنظمة توجيه بالقصور الذاتي، ونظام الملاحة العالمي (GPS)، وتوجيه بالليزر، لضمان تصحيح المسار والحفاظ على الاستقرار والاتجاه الصحيح خلال رحلتها إلى الهدف.

واحدة من السمات الأساسية لهذه القنابل هي الفتيل الذي يعمل بتأخير زمني. عوضًا عن الانفجار عند التلامس، تُبرمج القنبلة لتنفجر بعد أن تخترق الهدف بعمق، مما يزيد من الضرر داخل الهيكل المحصن. هذا التفجير المتأخر يمنع الطاقة من التبدد على السطح، ويركز الانفجار والشظايا الناتجة داخل المخبأ، مما يتسبب في أضرار كارثية للهياكل والأفراد.

بمجرد اختراق القنبلة الهدف، يُحدث الرأس الحربي انفجارًا قويًا يولد موجة صدمة وضغطًا شديدين داخل المساحة الضيقة، كما تتحطم القنبلة إلى شظايا معدنية عالية السرعة تفتت الهياكل الداخلية وتلحق أضرارًا إضافية. حتى إذا لم يدمر الانفجار المخبأ بالكامل، فإن الشظايا وموجة الضغط الزائد تسببان أضرارًا كبيرة.

القنابل الخارقة للتحصينات تُعد من الأسلحة الأكثر تدميرًا في الترسانة العسكرية الحديثة، ويستند تصميمها على مبادئ فيزيائية دقيقة تضمن تحقيق أقصى ضرر للأهداف المحصنة.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا