الصحافة

الرّئاسة من خرم الحرب: صفر نتيجة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا تزال لغة الميدان تطغى على أيّ مسعى خارجي أو داخلي للجم كرة نار الحرب الكبرى، وأجّجتها أكثر تصفية الحسابات الإيرانية-الإسرائيلية التي باتت جزءاً أساسيّاً من استراتيجية الحلّ من غزة إلى بيروت.

مهما كان شكل التوغّل البرّي الإسرائيلي ونطاقه ومدّته يمكن التسليم بأنّ النزاع العسكري سيطول استناداً إلى معادلة واضحة المعالم: سعي العدوّ الإسرائيلي بقوّة النار لفرض منطقة عازلة جنوب الليطاني ومحاولة تدمير قدرات الحزب العسكرية والقتالية في مقابل سعي الحزب بعد استشهاد أمينه العام لتثبيت قدراته العسكرية والصاروخية، هجوماً ودفاعاً، وتحسين شروط التفاوض حتّى حدّه الأقصى عبر “حفر المقابر” في حال توغّل الإسرائيلي جنوباً واحتمال تمدّده نحو شمال نهر الأوّلي.

أول الغيث وقوع ثمانية قتلى إسرائيليين بينهم ضبّاط من وحدة النخبة “إيغوز” وجرح العشرات بكمين لعناصر الحزب بعد محاولة التوغّل نحو بلدة العديسة الحدودية من جهة خلة المحافر، وهو أول إعلان بتكبّد العدو الإسرائيلي خسائر بشرية ضمن عملياته “المحدودة” التي بدأ بتنفيذها، كما قال، بدءًا من فجر الثلاثاء داخل الحدود اللبنانية. ثم إعلان الحزب أمس عن تصدّي المقاومة لتسلّل باتّجاه مارون الرأس من الجهة الشرقية وبلدة يارون ووقوع اشتباكات بين الجانبين.

تولّى المسؤول الإعلامي للحزب محمد عفيف تأكيد هذه الوقائع، إضافة إلى الهجوم بالمسيّرات والصواريخ على مسكافعام ووقوع قتلى في صفوف العدوّ، وذلك خلال الجولة الإعلامية الأولى التي نظّمها الحزب للصحافة المحلّية والأجنبية، مؤكّداً أنّ “منظومة القيادة والسيطرة في الحزب بخير”.

من جهته أكّد الجيش اللبناني “اختراق العدوّ الإسرائيلي الخطّ الأزرق 400 متر تقريباً في منطقتي خربة يارون وبوّابة العديسة ثمّ انسحابه بعد مدّة قصيرة”.

إنذارات مستمرّة بالإخلاء

في السياق نفسه، تتوالى إنذارات العدوّ الإسرائيلي بإخلاء مزيد من القرى جنوب الليطاني ليصل العدد في يومين إلى نحو 55 بلدة، و”اصطياد” المزيد من قادة الحزب داخل الشقق وإغراق الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب بحمّام دم ودمار شامل أوقع منذ بدء المواجهات العسكرية نحو ألفَي شهيد بعضهم لا يزال تحت الركام، وفق تقديرات لجنة طوارئ الأزمة. ولليوم الثاني على التوالي يحظر العدوّ التوجّه جنوباً، وهو ما يشمل مساحة بعمق نحو 60 كلم سيحاول الجيش الإسرائيلي اقتطاع جزء منها ليحوّله إلى No man’s Land كبقعة فاصلة تضمن عودة المستوطنين إلى الحدود الشمالية.

أخبار الرّئاسة

لم تحجب معطيات الأرض المُقلِقة والخطيرة الحراك الداخلي للتأسيس لحلّ يبدأ “بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن وفصل الرئاسة عن الحرب”، كما نقل أمس نائب كتلة الاعتدال سجيع عطية عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي. من جهته ثبّت النائب الياس بوصعب ما سبق أن أعلنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من عين التينة عن “مرونة لدى الرئيس برّي من خلال عدم التمسّك بالحوار كشرط إلزامي قبل التئام مجلس النواب لانتخاب الرئيس، وهذه خطوة إيجابية ومُسهّلة، لذلك لا بدّ من التفاهم لأنّ لغة الفرض مرفوضة”. أمّا زبدة كلام برّي فشرط توافر الـ 86 نائباً ينتخبون الرئيس وهذا المعنى الأهمّ للتوافق”، بتأكيد برّي.

حراك أمس توّج بلقاء عين التينة الثلاثي بين برّي وميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط والذي سيتفرّع إلى لقاءات متعدّدة لإعطاء المشاورات طابعاً شاملاً.

لكن على الرغم من هذا الحراك الرئاسي المتجدّد بكلّ الاتّجاهات الذي قاد باسيل للقاء ميقاتي أمس وحوّل عين التينة إلى غرفة عمليات سياسية، تجزم مصادر موثوقة لـ “أساس” أن “لا أحد فاتح الحزب حتى الآن بالملفّ الرئاسي ولا بالأسماء، مع التسليم بأنّ نواب الحزب لن يقاطعوا أيّ جلسة نيابية قد يدعو إليها برّي، لكنّ هذه النقطة تحديداً ترتبط بشكل وثيق بمسار وقف إطلاق النار، ولذلك تبدو بعيدة حتّى الآن”، فيما نقل عن أحد نواب الحزب قوله: “المرحلة الآن لا تتحمّل أيّ جدال سياسي، والأولوية لصدّ العدوان الإسرائيلي ومعالجة أزمة النازحين”.

المفارقة وسط حالة الحرب تبلور التحرّك العلني الأول لـ “اللقاء التشاوري” الذي يجمع بين النواب المفصولين والمستقيلين من التيار الوطني الحرّ وعدد من النواب المستّقلين حيث قام “اللقاء” بزيارة برّي أمس عقب زيارة النائب جبران باسيل لبرّي يوم الثلاثاء.

ملاك عقيل - اساس ميديا

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا

فيديو إعلاني