من الخسائر "الموجعة" إلى الخسائر "الصادمة"

انقلب المشهد العسكري الميداني بسرعة على الحدود الجنوبية ودخلت الجبهة مرحلةً جديدة مع انتقال المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل من الجو إلى الأرض ومن مسافة صفر، بحيث تغيرت المعادلة من الخسائر الموجعة للحزب إلى الخسائر "الصادمة" في صفوف الجيش الإسرائيلي مع سقوط 9 قتلى وأكثر من خمسين جريحاً وفق حصيلة غير نهائية.

ويؤكد خبراء، أن ما حصل في الميدان الجنوبي كان متوقعاً على المستوى العسكري، في ظل الإعلان والتوجه نحو تنفيذ عملية توغل بري، وعبر عملية محدودة كما وصفتها إسرائيل وفي منطقة قريبة جداً من الحدود مع لبنان، إلاّ أنهم يكشفون ، أن صمود الحزب بعد نحو عام من فتحه جبهة الجنوب لإسناد غزة، كان واضحاً وقد تكرّس منذ المعركة الأولى.

ووفق الخبراء، فإن المواجهة على مسافة قريبة هي امتحان دفاعات بمعنى أن العملية التي حصلت بالأمس، هي بعنوان مرحلة اختبار واستطلاع تقوم بها القوات الخاصة، وذلك لمدى وحجم قوة الدفاع لدى الحزب وذلك على مستوى الوجود والجهوزية والعتاد والأسلحة التي سيتمّ استخدامها في المعارك المرتقبة، وذلك قبل التوغل عبر الدبابات.

وعن المؤشرات التي برزت نتيجة هذه المواجهات الأولية، يجد الخبراء أن قدرة وصمود الحزب في القتال المباشر، كنتيجة مباشرة، سيدفعان نعو إعادة النظر بخطط الدخول البري، حيث أن تنفيذ أي توغل في المرحلة المقبلة، سيحصل بشكلٍ حذر للغاية، وقد يستمر على هذا النحو، وإن كان من المتوقع من الناحية العملية، أن لا يتقدم الجيش الإسرائيلي كثيراً، نظراً للأثمان المرتفعة التي سيدفعها، خصوصاً بعد ضربة الأمس.