محليات

هل نجح الحزب في تجاوز أزمة ضرب قيادته؟.. 3 مؤشرات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع اشتداد العدوان الإسرائيلي على لبنان، والذي يستهدف ضرب حزب الله وحاضنته الشعبية، خصوصا بعد سلسلة استهدافات طالت عددا كبيرا من قيادته العسكرية والتاريخية، تثار تساؤلات حول مدى امتصاص الحزب للصدمة، وإمكانية امتلاكه زمام المبادرة من جديد، ومستقبل المواجهة الحالية مع الاحتلال، وانعكاساتها المحتملة على ما يجري في قطاع غزة.


ومجيبا على هذه التساؤلات، قال الخبير العسكري، نضال أبو زيد، إن طبيعة الهيكل التنظيمي لحزب الله، تسمح له بتجاوز صدمة اغتيال قيادته، وإعادة التوازن إلى بنيته العسكرية والسياسية.

3 مؤشرات على نجاح الحزب

ولفت أبو زيد في حديث خاص لـ"عربي21" على أن الهيكل التنظيمي لحزب الله "أفقي وليس عمودي والاتصال بين القيادات اتصال خيطي، مما يعطي الحزب مرونة أكبر لإعادة إنتاج نفسه، رغم الضربات القاسية التي تعرض لها".

وكشف الخبير العسكري عن مؤشرات توحي أن الحزب نجح باستعادة التوازن، وهي أن الخطاب الإعلامي أصبح منتظما، فهناك بيانات تصدر باستمرار من الناطق الإعلامي باسم الحزب محمد عفيف، ثانيا: أن الصليات الصاروخية تبدو أكثر انضباطية وتضرب أهدافا انتقائية وليست عشوائية، ثالثا: أن شكل القتال البري أخذ معادلة التخطيط المركزي والتنفيذ اللا مركزي، مما يوحي بأن الحزب قد نجح في تجاوز أزمة القيادة وإعادة ترميم سلسلة القرار.

"تنفيذ لا مركزي"



وشرح أبو زيد حول المؤشر الثالث قائلا: "يبدو أن هناك معادلة جديدة فرضها حزب الله على شكل القتال حتى يخرج من أزمة الاتصالات وأزمة فقدان الثقة بين عناصر الحزب، والتسلسل القيادي، بحيث أصبح التخطيط مركزيا والتنفيذ لا مركزي، بمعنى أن الخطة العامة وُضعت للمجموعات المقاتلة، وتُركت طريقة التنفيذ لهذه المجموعات، مع المحافظة على تحقيق الهدف من الدفاع، وهو القتال على الحافة الأمامية لمنطقة المعركة وهي الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة".

وحول سير المعارك في الجنوب اللبناني، قال الخبير، إن الاحتلال لم ينجح في تحقيق أي تقدم يذكر، بل إن كل ما يحصل هو توغل لمسافات لا تزيد عن 400 متر وليس تقدما، مشيرا إلى أن فرقة المظليبن 98 والفرقة المدرعة 7 تقاتلان من منطقة الوزاني إلى المطلة، وتريدان الوصول إلى كفر كلا ثم إلى نهر الليطاني الذي لايبعد عن هذا المحور أكثر من 12 كم، وبعد فشل الاحتلال في تحقيق اختراق في هذا المحور، دفع بلواء غولاني وفرقة المدرعات 36 ولواء مشاة باتجاه مارون الراس جنوبا، وهنا أوقعت المقاومة قوات هذا المحور بكمين قتل وجرح على ثره نحو 35 بين ضابط وجندي".

هل يعيد الاحتلال حساباته بعد الخسائر؟

ومن خلال مطابقة الجغرافيا بحركة القوات، يقول أبو زيد، إن الاحتلال يريد الوصول إلى الطريق الممتد من الناقورة إلى مارون الراس ثم إلى كفر كلا بعمق 2-4 كم عن الشريط الحدودي، وذلك للسيطرة عليها كمرحلة أولى، لكن حتى الآن يبدو أن تعثر الاحتلال وخسائره قد تعيد حساباته حول شكل ومسار العملية العسكرية.



كيف جرى اختراق حزب الله؟

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد، إن الاختراقات التي حصلت في بنية الهيكل التنظيمي لحزب الله أدت إلى خلل في سلسلة القرار، مشيرا إلى أن الاختراق على مايبدو بدأ من حدثين بارزين، الأول: عندما بدأت لجنة التحقيق الدولية بحادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بجمع كم هائل من المعلومات والبيانات والاتصالات من لبنان والضاحية الجنوبية، مما أدى إلى انكشاف الكثير من البيانات أمام جهات دولية، ويبدو أن الاستخبارات الإسرائيلية حصلت على هذه البيانات بطريقة أو بأخرى ، والحدث الثاني: مشاركة حزب الله في القتال في سورية وهنا يبدو أن الكثير من البيانات والأسماء أصبحت بمتناول الأجهزة الأمنية السورية و الروسية بحكم طبيعية توزيع القتال والمهام في الساحة السورية، ويبدو أن البيئة الأمنية المغلقة للحزب انكشفت فيها.

وشدد على أنه إذا ما تتبعنا جغرافيا المناطق التي تم استهداف قيادة حزب الله فيها، نجد أن استهداف قيادة الرضوان تم في حارة حريك، في الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهداف الأمين العام حسن نصر الله تم بالقرب من حارة حريك أيضا، واستهداف المرشح لخلافة نصرالله هاشم صفي الدين الذي لم يتضح مصيره بعد تم في الضاحية الجنوبية، وبالتالي يبدو أن العقدة الأمنية تتراوح بين من "بعبدا إلى الليلكي إلى برج البراجنة ورأس المثلث في حارة حريك". وفق قوله.


ما انعكاسات نتائج معارك الحزب على غزة؟

وشدد أبو زيد على أن هناك ارتباط معنوي وليس مادي بين ما يجري في جبهة جنوب لبنان وما يجري في جبهة غزة، حيث أن نقل الثقل العسكري للاحتلال شمالا؛ أعطى نوع من الأريحية للمقاومة في غزة، ذلك أن أولوية الاسناد الناري باتت للشمال مما خفف الضغط على المقاومة في غزة.

ولفت إلى وجود "جهد استخباري عالي يجري في غزة من خلال عدة مؤشرات أبرزها زيادة إطلاق سراح المعتقلين الذين قد يكون الاحتلال قد قام بتجنيد عدد منهم، بالإضافة إلى التصريحات الإعلامية المتكرر حول المطلوب رقم واحد في غزة يحيى السنوار"، ورغم ذلك يشير الخبير إلى أن استخبارات الاحتلال تنجح شمالا مع حزب الله، و تفشل جنوبا مع المقاومة في غزة على الأقل لغاية الآن".

عربي 21

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا