الأبيض عقد اجتماعات لتنسيق المساعدات للنازحين نتيجة الأحداث السورية: العيادات النقالة بدأت العمل
"عراقجي شاهد ما شاف حاجة!"
يبدو أن وزير خارجية إيران عباس عراقجي جاء بيروت في ذروة العدوان الصهيوني على حزب لله، ليبلّغ من يعنيهم الأمر، بأن بلاده تُعارض وقف النار في لبنان، وكأنها تريد أن يستمر القتال حتى آخر عضو لبناني في حزب لله.
لم يكد يتسلم الوزير الإيراني مهامه رسمياً خلفاً لسلفه حسين أمير عبد للهيان، حتى باشر إلى نقض صورته التي إشتهر بها، والتي تحمل ملامح شخصية ليبرالية إلى حد ما، من النخبة المعتدلة والتي تنادى بإصلاح نظام العمائم، وإعطاء مساحات أكبر لحرية الرأي، وإحترام الحقوق الفردية، والكرامات الإنسانية للمعارضين، والتعامل المقبول مع المعارضة التي تيقى تحت سقف النظام الديني، ولا تسعى إلى تغييره، أو الإنقلاب عليه، تجاوباً مع نظرية المؤامرة الخارجية.
كلام عراقجي عن معارضته البحث بوقف إطلاق النار بمعزل عن الحرب في غزة، وعدم الإستعجال بإنتخاب رئيس الجمهورية قبل توقف العدوان الإسرائيلي، يُبيّن إنه لم يطلّع كفاية على نتائج الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية، بما في ذلك إغتيال الأمين العام لحزب لله السيد حسن نصرلله، والدمار الذي يصيب الضاحية والمناطق الأخرى من بيئات الحزب، وما يُسفر عنها من جموع النازحين، الذين تجاوز عددهم المليون نازح، مازال عشرات الآلاف منهم يفترشون الأرصفة والساحات العامة، والذين وصلوا مراكز الإيواء لا يحصلون على حاجياتهم الضرورية.
المفارقة الغريبة، أن المسؤولين في طهران، وفي مقدمتهم وزير الخارجية نفسه، يؤكدون ليل نهار عدم رغبة إيران الدخول في حرب مباشرة مع الكيان الصهيوني. وسارعوا فور إنتهاء هجوم المسيّرات والصواريخ على الفضاء الصهيوني قبل أيام، إلى أن الرد الإيراني إنتهى عند هذا الحد، وغداً يوم آخر.
كلام الوزير الإيراني لم يستفز الخصوم السياسيين التقليديين للسياسة والتدخلات الإيرانية في لبنان وحسب، بل وأيضاً أطراف مقربة من طهران، حيث إعتبر بعضها أن كلام عراقجي جاء بمثابة رد سلبي، وطعن لمضمون البيان الثلاثي الذي أعلنه ألرئيس ميقاتي من عين التينة بموافقة وتأييد من ألرئيس برّي، والذي يدعو لوقف النار فوراً، والذهاب إلى انتخاب رئيس توافقي. وإرسال الجيش إلى جنوب الليطاني في إطار تطبيق القرار الأممي ١٧٠١.
الغارات الإسرائيلية الوحشية مستمرة في تدميرها المنهجي للضاحية الجنوبية، ولقرى الجنوب والبقاع الحاضنة للسياسة الإيرانية، ومع ذلك لم نسمع كلمة إدانة واحدة من طهران، حول هذا النهج الإجرامي الذي يحصد عشرات الضحايا كل يوم، ويقضي على مقومات الحياة في البلدات الشيعية، التي كانت ترفع صور الخامنئي في ساحاتها.
يبدو أن الوزير الإيراني من نوع «شاهد ما شاف حاجة»!!
صلاح سلام - اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|