عربي ودولي

إسرائيل في الشرق الأوسط.. بين "نبوءة القذافي" وتحذيرات أردوغان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال في نهاية الأسبوع الماضي: “إسرائيل لن تتوقف في غزة. بعد احتلال رام الله، سترغب في أراضي سوريا ولبنان”، وأضاف: “سيوجهون عيونهم نحو وطننا، بين دجلة والفرات. يصرحون بهذا علناً في كل خريطة يظهرونها”. في الماضي أيضاً، حذر زعيم ليبيا الأسبق، معمر القذافي، العرب وقال إن الإسرائيليين يتطلعون إلى احتلال العالم العربي كله. إذا ما بحثنا سنجد تصريحات أخرى لأشخاص في بلدان عربية والعالم بعامة، بما في ذلك في مواقع أساسية، ممن يعتقدون ذلك ويحذرون من التطلعات التوسعية لإسرائيل.

وكدليل، يقولون إن إسرائيل لم ترسم حدودها قط. وهنا، في هذا الموضوع، كان ميلان متداخلان: النهج المسيحاني ونهج التوسع العلماني. نهج التوسع هذا وجد تعبيره في التيار السائد في الحركة الصهيونية.

رئيس الوزراء الأول، دافيد بن غوريون، أكثر من استخدام نصوص من “التناخ” (الكتب المقدسة) لتأكيد سياسة التوسع التي تبناها في زمننا، في الأمر العسكري اليومي الذي أصدره بصفته وزير الدفاع في حرب سيناء في 1956 كتب: “فلتسمع الشعوب الغضب، وسيحتل الجيش سكان اليشت، وسيتملك أرباب موآف الرعد، وسيذوي كل سكان كنعان، وسيقع عليهم الرعب والخوف. ستكون إيلات مرة أخرى الميناء العبري الرئيس في الجنوب، وستعود يودفات، التي تسمى تيران، لتكون جزءاً من مملكة إسرائيل الثالثة”. وفي الكنيست قال: “موقف جبل سيناء تجدد في أيامنا هذه”. في الماضي، تعاطيت باستخفاف مع تحذيرات التوسع الإسرائيلي التي أطلقها الزعماء العرب، ورأيت في أقوال بن غوريون المسيحانية ما يبعث على الشفقة لما يقال في الأيام العاصفة. كنت مقتنعاً بأن في إسرائيل قيادة علمانية، وحتى مع إرادتها القوية لاحتلال المزيد فالمزيد – “في المكان الذي ينغرس فيه المحراث اليهودي في التلم الأخير، هناك تمر حدودنا”، قال يوسف ترامبلدور – فإنها تحركها مصالح سياسية حزبية وليس مسيحانية. أما اليوم، حين تعتلي الهرم السلطوي في إسرائيل أحزاب كلها بكليلها مغروسة بالمسيحانية وتحفظ لها مكانة عليا في الجيش أيضاً، فإن تحذيرات الزعماء العرب تبدو ذات سند.

نلاحظ اليوم أنه مثلما قررت إسرائيل عدم ترسيم حدود للدولة، ففي هذه الحرب الدامية أيضاً لا توجد أهداف للحرب، فما يأتي أهلاً وسهلاً به. في هذه اللحظة، تبدو الحماسة في ذروتها. بعد حملة تفجير أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال واغتيالات لزعماء حزب الله وعلى رأسهم حسن نصر الله، واغلب الظن خليفته أيضاً هاشم صفي الدين، يظل السؤال الأكثر انتشاراً بين الجمهور هو: لماذا لا نستغل الزخم لمزيد من “الإنجازات”، كون نافذة الفرص لا تكون مفتوحة إلى الأبد.

كل وفرصته. وثمة من يطلب رأس الزعيم الأعلى في إيران، علي خامنئي، وآخر يطلب قصف منشآت النفط في إيران، وآخر يطلب سحق منشآت النووي. وثمة من يطلبون استغلال الفرصة لأهداف أقل طموحاً، مثل تظليم هنا، وقطع مياه هناك، وفي هذه الأثناء تبدو الطريق إلى التجويع قصيرة جداً. وحتى ترامب، القوة الجاذبة لليمين الإسرائيلي، لا يمد يده إلى الصحن وهو يطلب أن تكون إسرائيل، وليس أمريكا البعيدة والآمنة، هي التي تقصف منشآت النووي في إيران. وهكذا، يتبين بأنه حتى لو يتحقق جزء من هذه الأماني، فلن يتبقى عالم عربي أو شرق أوسط. وحتى أصدقاء إسرائيل العرب سيطحنون في خلاطة هذا الصراع. ها هي إيران تهدد، عبر مؤيديها في الشبكات الاجتماعية، ليس فقط إسرائيل، بل السعودية والإمارات وغيرهما. العالم في الطريق للعودة إلى البدء. أما بيروت وقطاع غزة وغلافها، فقد بدأوا يتذوقون بوادر الفوضى المتحققة.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا