من قلب متألّم وقلِق إلى معالي وزير الاتصالات المهندس جوني القرم

كتب موظف في احدى شركتي الخلوي الاتي:

أكتب إليكم بلا توقيع وحسبي أني أنطق باسم عشرات من الزملاء في شركتيّ الخليوي تاتش وألفا، ممّن فقدوا السقف الذي يأويهم، والكثير من الأمل في المستقبل. كما أكتب باسم مئات من الزملاء ممّن فتحوا منازلهم وقلوبهم لي ولكل من تشرّد في هذه الحرب الهمجية التي تأكل من عمرنا ومن ناسنا ومن شقانا، فتعثّرت بنا الحال جميعنا.

أكتب إليكم، معالي الوزير القرم، من قلب متألم فقد منزلا دافئا في الضاحية الجنوبية لبيروت، ووجد ملجأ في ثنايا زميل لي لم يتوانَ عن تقديم الغالي والنفيس على الرغم من ضيق الحال الذي نمرّ بها جميعا في هذه الظروف الصعبة.

ولأن الألم كبير، يدفعني الخوف على عائلتي الصغيرة إلى أن أعلي الصوت والنداء، فأتوجّه إليكم بالمباشر، وانتم القيمون على قطاع الخليوي، واعذروا صراحتي.

نتتظر منكم أن تلتفتوا إلينا، نحن أولوياء قطاع الخليوي، بالتفاتة أبوة وعطف لا شفقة، أن تحرّروا ما لنا في ذمّة الشركتين من مستحقات متراكمة عن سنتيّ ٢٠٢٢ و٢٠٢٣، ونحن اليوم، جميعنا، أحوج ما نكون إليها. نحن الذين فقدنا السقف الذي يأوي، وزملاؤنا الذين ما بخلوا فشاركونا السقف والمأوى ولقمة العيش.

نتتظر مبادركتم، معالي الوزير، وندرك تماما أنكم لن تردّونا خائبين. أوعزوا إلى إدارتيّ الشركتين للقيام بأقلّ الواجب تجاهنا، أن يتكرّموا فيمنحونا ما لنا في ذّمتهم من مستحقات، هي حقّنا في الأيام العادية، فكيف والحال التي هي عليه اليوم، من تشريد واختناق وقلق على المستقبل، وخوف على عائلاتنا وفلذات أكبادنا.

نسألكم، وإن كان السؤال لغير الله مذلّة، أن تبادروا، معالي الوزير، بما لكم من مروءة وعطف وحنوّ. أولادنا أولادكم، وضيقنا ضيقكم.

قال تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.