باريس على خط التهدئة... مؤتمر ٢٤ تشرين يُطلق مسار الحلّ والتهدئة
بانسداد الأفق الديبلوماسي والمساعي لإيجاد حلول للحرب الدائرة، تتجه الأنظار الى المؤتمر المنوي عقده في باريس في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، عل هذا الموعد يحمل مشروعا او طرحا ما، يوقف آلة الحرب "الإسرائيلية" المدمرة. وقد صار واضحا ان المؤتمر الذي تشارك فيه "اللجنة الخماسية" والدول المانحة، يهدف الى إقناع لبنان أولا بوقف حرب المساندة لغزة، واطلاق مسار الحل السياسي الذي يتضمن انتزاع موافقة لبنان على تطبيق القرار ١٧٠١.
المسعى الفرنسي لوقف الحرب ليس جديدا، فباريس دانت العدوان على لبنان، وشكلت المواقف الصادرة عنها في الفترة الأخيرة صدمة سلبية للدول الغربية، المؤيدة للعدوان على لبنان والقضاء على حزب الله. فمن خارج السياق الأوروبي أتى الموقف الفرنسي لإدانة الحرب والمطالبة بوقف التصعيد.
فمنذ بداية الحرب تقول مصادر سياسية، برز الدور الفرنسي من خلال "فيديو" التضامن مع لبنان، الذي وجهه الرئيس ايمانويل ماكرون حيث أبرز فيه الاهتمام بلبنان والاستعداد لمساندة اللبنانيين في المحنة الحالية، وتلاه ما قام به ماكرون في قمة نيويورك بمساع مع الرئيس الإيراني من اجل التهدئة في المنطقة، ومطالبة "اسرائيل" بوقف التصعيد في لبنان وعدم توسيع نطاق عملياتها.
وتقول المصادر ان الديبلوماسية الفرنسية تسعى لأن يكون لها بصمة ودور خاص لحماية لبنان وإبقاء الوضع آمنا، وكانت التحذيرات الفرنسية سبقت العدوان، ونقلها ديبلوماسيون زاروا لبنان وحذروا من الوقوع في فخ الاستدراج الى الحرب، وضرورة الانتباه الى المخططات "الإسرائيلية" لأخذ المنطقة الى الحرب الشاملة.
من الواضح، تضيف المصادر ان باريس حريصة على لبنان، وتدين العدوان بقوة، وتحمّل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية التصعيد، وظهر ذلك بوضوح في الهجوم الصادم لماكرون ودعوته لوقف امداد "إسرائيل" بالاسلحة، مما تسبب بتوتر في العلاقة بين فرنسا و "إسرائيل"، الى حد وصف نتنياهو دعوة ماكرون "بالعار". هذا التوتر دفع ماكرون الى محاولة تجميل الموقف في ذكرى ٧ تشرين بقوله "لا يزال الألم قائما... الم الشعب "الإسرائيلي" والإنسانية الجريحة"، ليتبعه باتصال من الاليزية لتوضيح الموقف الفرنسي والمصارحة بين الطرفين.
بالطبع، لا ترغب باريس بالتصعيد وقطع العلاقة مع "اسرائيل"، ولا تتمنى تعريض امن الكيان للاهتزاز، لكن الديبلوماسية الفرنسية تتطلع، كما تقول المصادر لوقف الحرب، ومن هنا جائت مطالبتها بوقف توريد الاسلحة "لإسرائيل" لفرض السلام لمصلحتها وعلى صعيد المنطقة.
فالتوتر الفرنسي – "الاسرائيلي" فرض نفسه على اجندة زيارة وزير الخارجية جان نويل بارو "لإسرائيل"، حيث شدد على المعالجة السياسية بدل الحرب، واستخدام القوة وإطلاق المفاوضات لحرب غزة، وتنفيذ هدنة ا٢ يوما .
وتؤكد المصادر ان مسارعة باريس لاسترضاء "اسرائيل"، جاء بناء على حسابات فرنسية خاصة، فالإدارة الفرنسية لا تريد الدخول في نزاع سياسي مع "اسرائيل"، يسبب مشاكل في الداخل الفرنسي مع الجهات الداعمة "لاسرائيل"، بالمقابل لا تريد ان تفقد اوراق قوتها في الشرق الاوسط، وتسعى لعلاقة جيدة مع لبنان من اجل القيام بأدوار استثنائية، فماكرون يتطلع الى استنساخ تجربة الرئيس السابق جاك شيراك في الحرب، التي انتهت الى صياغة اتفاقات نهاية الحرب بين لبنان و "اسرائيل".
مؤتمر باريس بعد أسبوعين يعبر عن الاهتمام الفرنسي بالملف اللبناني، والتي من المؤكد انها ستسعى للقيام بأدوار في بلد له مكانته الخاصة لفرنسا، ربطا بموقعه الاستراتيجي والحيوي في المنطقة. ووفق المصادر السياسية تحرص الإدارة الفرنسية كل فترة على تجديد حضورها وإبقاء الملف اللبناني تحت السيطرة والمتابعة، على الرغم من منافسة اللاعبين الدوليين الآخرين .
ابتسام شديد -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|