هل تنبأ نصر الله باغتياله وبالحرب منذ 5 سنوات؟
في مقال بتاريخ 21 نيسان عام 2019 نشرته صحيفة “الراي” الكويتية، نسبت فيه كلاماً الى الأمين العام لـ”حزب الله” الراحل السيد حسن نصر الله خلال لقاء مع قادة المناطق يتوقع فيه نشوب حرب مفاجئة مع اسرائيل في صيف العام نفسه. وعلى الرغم من أن نصر الله نفى الكلام الوارد في الصحيفة بعد يومين من نشر المقال، إلا أن هناك تشابهاً كبيراً بين ما كتب في حينه ومجريات الحرب اليوم.
وفي المقال، يتوقع نصر الله اندلاع حرب مفاجئة مع اسرائيل، بحيث يتم اغتياله مع أكثرية قادة الصف الأول، في محاولة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لإزالة تهديد “حزب الله”.
ووفق المقال، لدى اسرائيل بنك أهداف يتراوح بين ألف وألفي هدف، ويتوقع كاتب المقال، المحلل السياسي والعسكري ايليا ج. مغناير، أن تشتعل الحرب بعد أن تعرف اسرائيل مكان نصر الله وتغتاله، بحيث يمكن أن يشكل “ثمناً” للقيادة الاسرائيلية فتستطيع إقناع الرأي العام الداخلي لديها بالكلفة التي ستدفعها الدولة العبرية في حرب مع “حزب الله”، وتساقط صواريخه بالعمق.
ورأى الكاتب حينها أن “حزب الله” يعتقد أن نتنياهو تخلى عن سياسة ديفيد بن غوريون، التي تنص على “نقل المعركة إلى أرض العدو”، واتبع سياسةً جديدة تقوم على أخذ المبادرة وإزالة كل التهديدات والقضاء عليها.
وفي ذلك الوقت، شن الطيران الاسرائيلي ضربات على مواقع للحشد الشعبي في العراق وسوريا.
وذكر المقال أن الحزب اتخذ احتياطاته تحسباً لاندلاع الحرب، لا سيما لجهة خوضها من دون قيادات، بحيث يتم تفويض القيادات الميدانية لتقاتل من دون الرجوع إلى القيادة التي قد تتعرض للشلل في حال نجحت اسرائيل في ضرب “القيادة والسيطرة”.
أما عن رد فعل ايران فيتوقع الكاتب أنها قد تطور قدراتها النووية لتكون كاسرة للتوازن، ما يمنع الحرب عليها.
وبعد يومين على نشر المقال، نفى نصر الله ما ورد فيه نفياً قاطعاً، ووضعه في إطار الحرب النفسية التي تشنها أميركا واسرائيل على لبنان، لا سيما أن المقال نشر على أبواب الموسم السياحي في لبنان، ورأى أن الخطة الاسرائيلية – الأميركية هي تجويع لبنان وبلدان “محور المقاومة” ولا حاجة للبلدين الى الحرب.
ولكن على الرغم من النفي لا يمكن إلا ملاحظة التشابه بين ما ورد في المقال وما يجري في الحرب القائمة اليوم، حيث تم بالفعل اغتيال نصر الله وأكثرية قيادات الصف الأول، واشتعلت الحرب بعدها، ويتصدى مقاتلو الحزب للجيش الاسرائيلي على الحدود، ويبدو أن القادة الميدانين تولوا زمام المبادرة.
وبالتالي هل كان لدى نصر الله والحزب معطيات عن حرب في ذلك الحين وتأجلت لأسباب معينة؟ وهل كان نفيه في سياق بث الطمأنينة في بلد كان على بعد أشهر من أزمة اقتصادية هي من الأسوأ في التاريخ؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|