محليات

هذه قصة جنبلاط مع السويداء!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وسط الأحداث الدامية التي تشهدها محافظة السويداء السورية، يقفُ الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط بين نار "الهجمة الإسرائيلية" على سوريا من جهة، ونار "تفكك الدولة السورية الجديدة" التي يدعمها، من جهةٍ أخرى.

يُدرك جنبلاط خطورة ما يجري في السويداء وموقفه واضح لا لُبس فيه وهو ضرورة ارتباط الدروز هناك بالدولة السورية التي يُطلب منها اتخاذ إجراءات صارمة لتصحيح ما حصل في السويداء بسبب مجموعات غير منضبطة تابعة لها، فيما الأمر الأهم يتصلُ برفض أي ارتباط للدروز هناك بـ"الحماية" التي تزعم إسرائيل أنها توفرها للسويداء وبسببها قصفت العمق السوري.
 
من لم يغص في عمق قرار جنبلاط الواضح تجاه سوريا، لا يمكنه أن يدرك تماماً ما يصبو إليه "زعيم المختارة" على الصعيد الوجودي. بشكل حاسم وقاطع، لا يستطيع جنبلاط إلا ضمان وحدة الدروز في سوريا وتثبيت وجودهم، ذلك أن دروز


جبل لبنان يمثلون امتداداً لدروز جبل العرب وكذلك العكس. في المقابل، لا يريد جنبلاط أن يكسرَ شوكة الدولة السورية الجديدة التي فتحَ طريقه معها، ذلك أن مصلحته الأساسية تكمنُ في الربط معها، وعدم التنازل تماماً عن حماية "المشهد السني" الجديد في سوريا.

 
في الواقع، فإن جنبلاط يسعى تاريخياً لحفظ العلاقة بين الدروز والسنة لاسيما في لبنان، فـ"التلازم" بين الطرفين قائم ومستمر وعمره مئات السنين، وما كان الدروز يوماً بعيدين عن السنة والعكس أيضاً. لهذا السبب، يحاول جنبلاط أن يحفظ الدروز تحت راية الدولة السورية من جهة، وأن ينأى بالطائفتين عن أي استهداف من قبل إسرائيل، ذلك أن قوة سوريا اليوم تكون بهذين الجناحين، الدرزي والسني، باعتبار أنهما البوابة الأساسية لحفظ باقي الطوائف الأخرى نظراً للاعتدال الذي تميزا به في العصر الحديث للبنان وسوريا.
 
إن تمّ النظر قليلاً إلى عهد الدروز في لبنان، يظهر تماماً أن جنبلاط لم يكسر أحداً من أي طائفة. كما أعطى الدروز نصيباً سياسياً كبيراً، ساهم أيضاً بحفظ نسيب السنة ومكانتهم في الجبل، والدليل الأكبر على ذلك الإنتخابات النيابية التي لا يرضى جنبلاط إلا وأن تكون الطائفة السنية ممثلة ضمن لائحة يدعمها.
 
وعليه، يرى جنبلاط أن "موزاييك التنوع" في الشوف وجبل لبنان هو الملاذ الأول والأخير لخلاص لبنان، وعلى هذا الأساس يسعى لتحفيز الدولة السورية نحو تبني هذه القاعدة، والذهاب نحو حماية الأقلية الدرزية لا الانقضاض عليها، لأن ذلك سيُخيف المسيحيين والطوائف الأخرى ويُدخل سوريا في حرب تقسيمٍ تريدها إسرائيل قبل أي طرفٍ آخر.

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا