محليات

الرئيس أولاً وقبل أي مؤتمر دولي... 6 سنوات لِلَمْلَمَة البلد والمجتمع...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رغم مساعيها المتعددة في الملف اللبناني، إلا أن هناك أسئلة كثيرة تطال "قلّة الوعي" التي تتظاهر بها فرنسا، في هذا الملف.

اجتماع دولي

فمنذ سنوات، تُظهر باريس وكأن هناك دولة مُكتمِلَة العناصر والشروط في لبنان، وأنها تعمل هي على دعم تلك الدولة، وعلى توفير كل أنواع المساعدات لها. بينما الجميع يعلم، وفي الداخل قبل الخارج، أن هذا ليس واقعاً.

واليوم أيضاً، تحضّر فرنسا لمؤتمر دولي أو لاجتماع وزاري دولي بشأن الأزمة في لبنان، يناقش آخر التطورات المتعلّقة به، ويعمل على تسريع وتكثيف وتنظيم المساعدات الإغاثية المقدمة إليه، ويهدف الى إعادة تمكين الحياة السياسية والاقتصادية فيه.

ومن أهداف المؤتمر بحسب بعض ما بدأ يتمّ التداول به، هو تمكين حكومة تصريف الأعمال في لبنان من القيام بواجباتها، وحثّها على الجلوس إلى طاولة حوار بين الأطراف المتنازعة من أجل اختيار رئيس جديد، وتجنّب المزيد من الصراعات.

"قحط" داخلي...

في الشكل، أقلّ ما يُقال في كل ما سبق ذكره هو أنه ممتاز. وأما بالغوص في القليل من المضمون، نقول إن فرنسا مُدرِكَة تماماً أن حكومة تصريف الأعمال التي ترغب بتمكينها، والتي تدعوها الى فعل كذا وكذا، هي ليست حكومة بالمعنى الفعلي للكلمة، وأنها لا تصلح أصلاً لاعتبارها حكومة، ولا لطلب أي شيء منها، ولا للاتّكال عليها في شيء.

كما أن فرنسا تدرك تماماً أن لبنان هو عملياً من دون سياسة، ومن دون ديبلوماسية، ومن دون أي إطار حقيقي يسمح باعتباره دولة فعلية، وأن اللبنانيين الذين سيجلسون على أي طاولة مؤتمر دعم له، لا يمكنهم عملياً أن يمثّلوا دولة، لأن لا دولة في لبنان اليوم أصلاً، ولأنهم لا يتصرّفون بما يوحي بأنهم يعتبرون هم أنفسهم أن هناك دولة في لبنان.


في أي حال، نعلم جيّداً أن الفرنسيين يُدركون كل ذلك، وأنهم يتظاهرون بالعكس. ولكن رغم كل شيء، لا يمكن للشعب اللبناني سوى أن يشكر فرنسا على جهودها، خصوصاً أن في "الحركة بركة"، فيما تبقى المحاولات الخارجية أفضل من لا شيء، في زمن "القحط" الداخلي الشديد على المستويات كافة.

انتخاب رئيس

رأى النائب السابق فارس سعيد أن "لا أعتقد أنه سيُعقَد مؤتمر دعم للبنان قبل انتخاب رئيس للجمهورية. فهناك مساعٍ جدية لطرح أسماء والتداول بها مع الرئيس بري والمعنيّين من أجل التوصل الى رئيس معقول، بمعنى أن يكون رئيساً يمرّر المرحلة بالعناصر الموجودة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "في هذا السياق، لا أعتقد أن دوائر القرار الخارجية غائبة عن هذا التوجّه، لا بل على العكس، هي في صُلبه، على قاعدة أن لبنان لا يمكن أن يقوم بغلبة فريق على آخر، ولا بهزيمة فريق لآخر. من هنا، أرجّح بأن لا مؤتمر دعم للبنان قبل انتخاب رئيس وتشكيل حكومة، أي لا مؤتمر دعم في ظلّ غياب هيكلية دستورية في البلد. فمن دون انتخاب رئيس، ستنحصر الجهود بكل ما يتعلّق بالمساعدات الطبية والإنسانية".

الدعم الخارجي

ورداً على سؤال حول ما إذا كان "الرئيس المعقول" الذي يمرّر المرحلة بالعناصر الموجودة، يعني أنه لن يكون رئيساً لـ 6 سنوات بالضرورة، أجاب سعيد:"لا، ليس هذا المقصود، بل سيُنتَخَب لـ 6 سنوات. فمرحلة إعادة لمْلَمَة البلد والمجتمع تحتاج الى 6 سنوات بالحدّ الأدنى".

وأضاف:"يقال إن لبنان وصل الى خسائر بقيمة 20 مليار دولار، منذ 8 تشرين الأول 2023 وحتى اليوم. وهذا الرقم هو تقديرات التخريب الذي حصل في البلد على مستوى المنازل والمدن والبلدات، ومن دون احتساب الكلفة المادية للإصابات البشرية على مستوى الجرحى والخسائر بالأرواح. وانطلاقاً من ذلك، يظهر أن فاتورة لبنان مرتفعة جداً، ولا يمكنه أن يتحملها من دون دعم خارجي".

وختم:"لا يمكن للدعم الخارجي أن يأتينا على طريقة المنظمات غير الحكومية، أي على طريقة أننا نعرف هذا أو ذاك فنعطيه، أو ندعم هذه الجهة أو تلك، بل يحتاج الى دولة مُكتملة الأوصاف للتعاطي معها. ومن هنا، أرجّح أن يتمّ إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل أي شيء".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 


 

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا