جعجع رسّخ ترشيحه وأزاح الوسطيين: الرئاسة تنتظر الميدان
مُستبعدٌ أن يجد انتخاب الرئيس طريقه إلى البرلمان، ويحصل التوافق على رئيس للجمهورية بينما الحرب لم تضع أوزارها بعد. فالميدان العسكري، الذي يخوض فيه حزب الله عملياته متصدياً للتوغل الإسرائيلي باتجاه الجنوب، بات هو المقرر. وعليه، يتوقف اسم المرشح الرئاسي لأي فريق انتمى. مرحلة وجود مرشحين هما سليمان فرنجية مقابل جهاد أزعور صارت من الماضي. فرزت الحرب على ضراوتها السياسية، وليس العسكرية فحسب، المرشحين وحددت معالمهم بقوة.
خطابان انتخابيان لمرشحين رئاسيين خرجا إلى العلن مؤخراً. واحد لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وآخر لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وإن لم يعلنا ترشيحهما صراحة. على هامش هذين الترشّحين، ترشيح مستمر لفرنجية، وآخر مضمر لقائد الجيش جوزف عون كمرشح وسطي.
في خطابه، عقب مؤتمر معراب الأخير، حدد جعجع مواصفات الرئيس المفترض من قبله. قال إن مهمته مرتبطة بتنفيذ القرار 1559. وقدم نفسه المرشح المؤهل لهذه المهمة. ما فسر على أنه ازاحة للمرشحين الوسطيين، ممن يتجنبون الانحياز كي لا يحسبون على جهة سياسية معينة. بإزاحتم، حمى حظوظ قائد الجيش.
موافقة السعودية
واستناداً إلى تأكيد باسيل، رغم خطاباته، أنه غير مرشح، فالمعركة الانتخابية يمكن أن تصبح محصورة بين مرشحين، هما جعجع وفرنجية. يستلزم انتخاب الأول، أن تتبنى السعودية ترشيحه، ويحظى بأصوات النواب السنّة في البرلمان. قالها في إطلالاته المتلفزة مؤخراً. يتأمن فوزه بأصوات السنّة (متى طلبت السعودية منهم ذلك)، وأصوات المعتدلين والتغييريين وبعض النواب المسيحيين، ليتأمن فوزه، ويربح الرئاسة مقابل فرنجية، وتخسر إيران.
لكن، حتى الساعة، لم تحرك المملكة ساكناً في الرئاسة. سفيرها غادر من دون إنذار مسبق. النواب السنّة مضعضعون.
وانتخاب جعجع يتطلب توافر عامل ثان وأساسي، وهو الميدان ومصير حرب إسرائيل، وما ستنتهي اليه هذه الحرب من نتائج. اذا تدهورت الأوضاع، ولم يخرج حزب الله منتصراً، يعني خروج إيران من حلبة الرئاسة. ودخول السعودية للطلب من السنّة التصويت لجعجع. لكنها في غير الوارد حالياً. تبنيها قائد الجيش، يندرج في باب الدعم لشخصه وليس لانتخابه رئيساً، لأنها لم تحسم خيارها النهائي بعد. وإلى دعم السعودية، فإن رئاسة جعجع يلزمها أيضاً ميثاقية شيعية. فهل يتأمن حضورهم للجلسة تحت الضغط؟ الوجهة التي تستعرض مثل هذا السيناريو تقول إن حضورهم يصبح ممكناً تحت الضغط.
وجهة نظر مقابلة تقول إن إيران أيضاً لا تريد رئيساً. ترهن انتخابه بالميدان. وزير خارجيتها سحب الموضوع من التداول ناصحاً رئيس مجلس النواب البحث عن وقف لإطلاق النار، وترك الرئاسة إلى أن يحين وقتها.
قلب المعادلة
فوز حزب الله يعزز حظوظ فرنجية، أو يمهد لانتخاب جوزف عون باتفاق أميركي إيراني. يجعل انتخابه بـ86 صوتاً أمراً ممكنا في الدورة الثانية. هذه كلها تبقى احتمالات. مصير الرئاسة معلق على الميدان.. وانتخابات الرئاسة الأميركية. فوز حزب الله سيقلب المعادلة. نتائج الميدان مصيرية بالنسبة له. وعليها تتوقف هوية الرئيس.
لكن تقديرات المطلعين على دائرة القرار تقول إن أمد هذه الحرب سيكون طويلاً، إلى ما بعد انتخاب رئيس في الولايات المتحدة الأميركية. فوز المرشح دونالد ترامب يعزز فرضيات استمرارها حتى نهاية العام إن لم يكن أبعد، بينما يحتم فوز باميلا هاريس احتمال توقفها قبل ذلك.
حتى الساعة، لم تنجح مفاوضات وقف النار. تقول المعلومات إن كل الصيغ المتداولة، والمساعي لا ترقى إلى مستوى من الجدية المطلوبة. ورئاسياً، وإن حصرت المعركة عدد المرشحين، لكن الانتخاب مستبعد قبل نهاية الحرب. وعلى الرغم من ذلك، تحدثت مصادر سياسية عن أن الاجتماع بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس التيار الوطني الحر في عين التينة كان مثمراً جدّاً، وأن الرجلين دخلا في صلب الاستحقاق الرئاسي، حين استعرضا وللمرة الأولى أسماء المرشحين، واتفقا على مواصلة البحث قريباً. ربما هي محاولات في الوقت الضائع ريثما تتوضح الرؤية، وتشرع الدول المعنية أبوابها أمام البحث الرئاسي جدياً. خصوصاً وأن سفراء دول "الخماسية" علقوا البحث في الاستحقاق إلى أن يقضي الله أمراً.
غادة حلاوي - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|