علم وخبر يومي للشعب اللبناني... دولة لا تريد أن تتعوّد على أن تكون موجودة...
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
عندما يتحدث أحد أبرز المسؤولين اللبنانيين عن ضمانات أميركية لخفض التصعيد في بيروت وضاحيتها الجنوبية، وتتجدّد الغارات على تلك المنطقة قبل مرور 24 ساعة على كلامه.
وعندما يتحدث أحد أبرز المؤثرين في السياسة والدولة اللبنانية عن أن لا منطقة آمنة في لبنان حالياً، وذلك قبل أن تصدر بعض التوضيحات حول كلامه في هذا الشأن.
دور الدولة
وعندما يتحول الحديث عن تطبيق القرار 1701 الى لغة محلية يومية، من دون أي إجراء تحضيري داخلي لتمكين الجيش اللبناني من الانتشار على كامل أرض الوطن، (عندما يكون لدينا كل ما سبق ذكره بين أيدينا) يمكننا أن نخرج بمحصّلة نهائية، تُفيد بأننا كشعب لبناني، نأخذ علماً وخبراً يومياً بأن الدولة غير موجودة في لبنان، وبأنها لا تريد أن تتعوّد على أن تكون موجودة، كما يبدو.
فما الذي يمنعها؟ وهل من الصّعب عليها جداً أن تلعب دورها كدولة؟
ساعي بريد...
أوضح الصحافي والكاتب السياسي أسعد بشارة أن "الدولة اللبنانية تلعب حتى الساعة دور ساعي البريد بين "حزب الله" من جهة، وبين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، من جهة أخرى. ودور ساعي البريد هذا لا يمكّنها من أن تكون لاعباً مستقلاً وصاحب قرار. وبالتالي، يتوجب عليها الانتقال لأن تكون صاحب قرار".
وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "التمسّك المبدئي بالقرار 1701 يعني الذهاب الى تطبيق هذا القرار، وليس الحديث عن تعزيز الجيش في الجنوب فقط. فتعزيز الجيش في الجنوب ليس هو القرار 1701، بل هو أحد أدوات تطبيق هذا القرار. فالتطبيق يتطلّب إقامة منطقة خالية من السلاح والمسلّحين، وانسحاب "حزب الله" الى شمال الليطاني، وضمان هذا الأمر بطريقة لا لُبس فيها بواسطة الجيش، وقوات الطوارىء الدولية. هذا فضلاً عن أن تطبيق القرار 1701 يعني تطبيق القرار 1680 الذي يضمن أمن الحدود، وعدم دخول وانتقال السلاح وأي شيء غير شرعي الى لبنان. وتطبيق القرار 1701 يعني تطبيق القرار 1559 أيضاً، أي تجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من السلاح".
بين إيران والتصعيد
وأشار بشارة الى "أنهم يتمسّكون بالقرار 1701 كعنوان، في حين أن الأمور تخطّت التحايُل المبدئي على الألفاظ. وبالتالي، إما أن يكون لدى الحكومة اللبنانية القدرة والهامش لاتخاذ قرار بالتفاوض من موقع مستقلّ، نيابةً عن جميع اللبنانيين ومصلحة لبنان، وإما لا. والى الآن، لا يمكن القول إن هذا الأمر متوفّر".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت إيران لا تزال تحتفظ بسيطرة كبيرة على لبنان، أم ان الأطراف الداخلية لم تتعوّد بعد على أن تتحمّل المسؤولية، أجاب:"لو وجد الرئيس (رئيس مجلس النواب نبيه) بري والرئيس (رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب) ميقاتي هوامش أوسع، لكانا استغلاها في العلاقة مع إيران. لكن من الواضح أن الموقف الإيراني تُرجم في زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي أعطى التوجيه وتمّ الالتزام به. والدليل هو أن الرئيس بري الذي كان يتحدث عن مبادرة لانتخاب رئيس، عاد وجمّد الملف الرئاسي، وربطه بحصول وقف إطلاق نار. وهذا يعني أن الضغط الإيراني لا يزال فعالاً جداً".
وعن الآمال بأن يكون هناك أي خطاب سياسي جديد يساهم بوقف الحرب خلال وقت قريب، أضاف:"في اللحظة الحالية، لا تتوفر عناصر تسمح بالقول إن هناك وقفاً قريباً لإطلاق النار، لأن المواقف متباعدة، واللغة الآن هي لغة تصعيد عسكري".
وختم:"التصعيد الإسرائيلي يقابله تمسّك "حزب الله" بشروطه. وهذا التصعيد مرشّح لأن يؤدي الى إطالة أمد الحرب بشكل يشبه نموذج غزة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|