محليات

تجدد الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية بعد مسيّرة "قيسارية"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

شهدت المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل تصعيداً نوعياً، مع نجاح ««حزب الله» في استهداف منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في قيسارية، وإطلاق كثيف للصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، فيما عاد القصف إلى الضاحية الجنوبية للمرة الأولى بعد أربعة أيام.

وفي حين نقلت «القناة الـ12» الإسرائيلية عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية قوله إن إيران حاولت اغتيال نتنياهو، أعلن مكتب الأخير أن مسيرة أطلقت من لبنان استهدفت مقر إقامة بنيامين نتنياهو في قيسارية، بعدما أفاد الجيش الإسرائيلي بـ«إصابة منشأة» في هذه المدينة الساحلية الواقعة بوسط إسرائيل بنيران مسيرة. وأعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق ثلاث مسيرات من لبنان، السبت، مشيراً إلى اعتراض اثنتين منها. ويأتي هذا الاستهداف بعد يومين على إعلان ««حزب الله» عن إطلاق مرحلة جديدة من التصعيد في المواجهات مع إسرائيل

وكتبت" الاخبار": رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي اعتاد قضاء عطلة السبت في منزله الخاصّ في مدينة قيساريا، لم يكن موجوداً هناك لحظة استهدافه، أمس، سُجّل ما تقدّم باعتباره ربما المحاولة الأولى تاريخياً لاغتيال رئيس وزراء إسرائيلي، خصوصاً بهذه الطريقة. وقد تكون هذه المحاولة بنداً ضمن «المرحلة الجديدة» التي هدّدت خلالها المقاومة بالتصعيد في الأيام القريبة.

ويُرجح أن نتنياهو تخلى عن قضاء السبت في قيساريا، واستبدله بالبقاء في المقر الرسمي في القدس منذ تسللت مُسيّرة تجسسية فوق منزله قبل أكثر من شهرين، أرسلها حزب الله، لتصويره. ورغم المحاولة الإسرائيلية للتقليل من حجم الإحراج من خلال القول إن الاستهداف فشل لأن نتنياهو لم يكن هناك أساساً، فإن عبور المُسيّرة بحد ذاته، ونجاحها في قطع مسافة نحو 70 كم، وإصابتها للمقر، من دون أن تفلح المنظومات الدفاعية في اعتراضها، يشكل ضربة قاسية لا يمكن التقليل من شأنها. وقد لفتت صحيفة «معاريف» إلى أن الاعتقاد السائد لدى المسؤولين في المنظومة الأمنية الى أنّ ما حدث ينطوي على «فشلٍ أمنيٍ خطيرٍ للغاية»، وعدم وجود نتنياهو في المنزل «لا يقلّل من حجم الإخفاق». وكشفت «القناة 12» العبرية، أن «المؤسّسة الأمنية والعسكرية كانت تخشى هذا السيناريو بالضبط، وقد تحقّق أمام أعينها، حيث ومن دون إنذار أصيبت قيساريا، وهي أحد أكثر الأماكن حمايةً في إسرائيل».

اصافت" الاخبار": بدأ العدو حربه بضربات قاسية تستند إلى برنامج عمل الاستخبارات الفعّالة. وأظهرت الأحداث أن معلوماته كانت دقيقة جداً حول تفاصيل حسّاسة تخص المقاومة وآلية عملها وحركة قادتها. لكنّ غاراته المجنونة دلّت أيضاً على أنه لا يعلم كل ما يحتاج إلى معرفته. ومع ذلك، فقد باشرت أجهزة المقاومة عملية تدقيق واسعة ودقيقة، وهي عملية مستمرة حتى اللحظة، وهدفها ليس معرفة مصادر العدو فقط، أو التمييز بين البشري منها والتقني، بل أيضاً معرفة آلية عمل العدو، بما يعطّل ما تبقّى في برنامج عدوانه القائم على أساس استخباراتي. وقد قطعت المقاومة شوطاً كبيراً في التحقيقات، مكّنها من الحصول على إجابات حول أسئلة شديدة التعقيد. لكنّ أحداً لا يعرف هذه النتائج، وسيكون من الصعب توقع إعلانها في وقت قريب. غير أن الدرس الأول والأهم، هو أن آليات العمل انقلبت رأساً على عقب، خصوصاً على صعيد الوحدات الجهادية، وبات واضحاً أن هناك تغييراً نوعياً، فرض تغييرات هائلة على صعيد بناء عناصر القرار وآليات تنفيذه.

ثبّتت المقاومة المرحلة الجديدة التي أعلن عنها بيان «غرفة عمليات المقاومة الإسلامية» قبل يومين، بعملية تكتيكية على المستوى العسكري، استراتيجية على المستويين السياسي والمعنوي، عبر استهداف مقرّ إقامة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مدينة قيساريا الساحلية شمال فلسطين المحتلة، على بعد نحو 70 كم من الحدود مع لبنان، بواسطة طائرة مُسيّرة انقضاضية. ورغم عدم وجود نتنياهو في المنزل الذي عادة ما يقيم فيه في الإجازات والأعياد، إلا أن الصور التي سُمح بنشرها أظهرت إصابة زجاج المنزل وجدرانه بشظايا المُسيّرة. ومن الواضح أن أحد العناوين الأساسية للمرحلة الجديدة التصاعدية، بالنسبة إلى المقاومة، هو الاستخدام الفعّال والدقيق لسلاح المُسيّرات، فضلاً عن الصواريخ النوعية. ويمكن اعتبار استهداف قاعدة التدريب التابعة للواء «غولاني» بالمُسيّرات، قبل نحو أسبوع، وقتل 4 جنود وإصابة العشرات، نقطة انطلاق مسار جديد ونوعي على مستوى الهجمات بالمُسيّرات المفخّخة.

وينطوي هذا المسار على رسائل متنوّعة تطلقها المقاومة، أبرزها أن قدراتها النوعية والاستراتيجية، سواء على مستوى التسليح أو التشغيل، لا تزال بخير، وتعمل وفق الخطط والبرامج الموضوعة لإدارة الحرب، وبطريقة تصاعدية وتناسبية. وكل ذلك يجري بالتوازي مع التصدي لمحاولات التوغّل الإسرائيلية في قرى الحافة الحدودية في الجنوب، حيث لم يتمكّن العدو بعد، من إعلان سيطرته على أي بلدة حدودية، حتى تلك التي تقع مباشرة على الحدود، وهي قرى صغيرة ويتمتّع العدو بسيطرة نارية واستخبارية عليها. وربما يكون مفيداً هنا، الاستدلال بكلام المتحدّث السابق باسم جيش العدو رونين مانليس، الذي اعتبر أن «القول عن حزب الله إنه في مسار تعافٍ لأنه ضرب اليوم بشكل مباشر في محيط منزل رئيس الحكومة في قيساريا، هو تقليل من شأن حزب الله»، حيث «قتل حزب الله لنا فقط في الأيام الأخيرة الكثير من الجنود، وأنا لست مع التقليل من شأنه». وأضاف الضابط السابق، أن ««حزب الله تلقّى الكثير من الضربات، لكنه ينجح في تنفيذ الكثير من العمليات». ورأى أن «النفق الذي عُرضت صوره في كفركلا، يوجد مثله 100 ضعف في بعلبك، والمواقع المحفورة في عيتا الشعب ورميش يوجد مثلها 6 آلاف في النبطية، والمخرّبون الذين يحلّون محلّ قائد القطاع وقائد قوة الرضوان، يوجد منهم عدد لا نهائي للأسف»، وخلُصَ إلى التساؤل «إذا كنا سنخوض حرب المئة عام». فيما رأى نائب رئيس مجلس «الأمن القومي» سابقاً، العقيد في الاحتياط إيتمار ياعر، أن «سكّان إسرائيل تحت تهديد المُسيّرات والصواريخ التي يمتلك حزب الله الآلاف منها».

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا