عربي ودولي

"انقلاب ناعم".. ماذا يعني استبدال حماس لمنصب رئيس الحركة بمجلس قيادي؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كشفت مصادر مطلعة، عن توجه حركة حماس لاستبدال منصب رئيس المكتب السياسي للحركة بمجلس قيادي يتولى إدارتها، وذلك بعد مقتل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار ، والذي جاء بعد أشهر قليلة من اغتيال سلفه اسماعيل هنية . وهو ما رأى فيه محللون نوعاً من "الانقلاب الناعم" في الحركة، والذي قد يفضي إلى تغيير جذري في بنيتها.

ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن مصدرين مطلعين بالحركة أن "لجنة خماسية شكلت بعد اغتيال هنية لتسهيل اتخاذ القرارات المتعلقة بالحركة في ظل صعوبة الاتصال مع السنوار".

وتتكون اللجنة من خليل الحية، وخالد مشعل، ومحمد درويش، وزاهر جبارين، وشخصية لم يفصح عن اسمها لأسباب أمنية.

وحسب مصدر آخر، فإن "قيادة حماس ناقشت مقترحًا يتعلق بتعيين رئيس لمكتبها السياسي العام من دون الإعلان عن اسمه؛ لكن أعضاء المكتب السياسي للحركة فضلوا الإبقاء على اللجنة الخماسية لتتولى القيادة"، بحسب "فرانس برس".

وقال لـ"إرم نيوز"، إن "خطة حماس تتمثل في إرباك إسرائيل ومنعها من استهداف أي من القادة السياسيين للحركة، خاصة وأن الاغتيالات الأخيرة أثرت بشكل كبير على حماس، وأربكت صفوفها الداخلية على المستويين السياسي والعسكري".

وأوضح هواش أن "حماس تعمل أيضًا على نقل القرارات الاستراتيجية المتعلقة بالتهدئة مع إسرائيل من داخل غزة للخارج، مستغلة وجود خليل الحية، الذي يعتبر أحد قيادات الحركة من القطاع لهذا الغرض، خاصة مع تعنت قادة الجناح المسلح بشروطهم للتهدئة".

وأشار إلى أن "ذلك سيجبر القادة العسكريين والسياسيين داخل غزة للقبول بقرارات المجلس الجديد، خاصة وأنه يضم جميع أماكن وجود الحركة سواء في الداخل أو الخارج"، مبينًا أن ذلك سيعجل في أي قرار يتعلق بالتهدئة.

وبين هواش أن "حماس تدخل بهذا القرار مرحلة جديدة من مراحل العمل السياسي، وتتحرر من خلال هذه المرحلة من أي تأثير لجناحها المسلح على القرارات المصيرية"، مشددًا على أن الحركة تتجه لاتخاذ قرارات مصيرية في بنيتها السياسية والعسكرية.

انقلاب ناعم

وقال المحلل السياسي، أسعد غانم، إن "مثل هذا القرار يمثل إشارة قوية لرغبة الحركة في تحجيم دور قادة الجناح المسلح، وعدم تكرار ما حدث في هجوم السابع من أكتوبر، فيما يتعلق باتخاذ قرار منفرد من بعض قادة الحركة للهجوم على إسرائيل".

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "هذا القرار يعتبر انقلابًا ناعمًا من بعض القيادات السياسية الجديدة، وقيادات الصف الأول على النظام الداخلي للحركة، بما يمكنها المجلس المشكل حديثًا من اتخاذ قرارات جريئة وغير مسبوقة".

ودعا أحمد صالح القيادي السابق في الحركة، والمستشار السياسي لرئيس مكتبها السياسي السابق إسماعيل هنية، الحركة لتجاوز لائحة الانتخاب  التقليدية لرئيس الحركة، والاتفاق على قيادة جماعية للمرحلة القادمة حتى انتهاء الحرب، بحسب ما كتب في تدوينة عبر حسابه على "فيسبوك".

 خطة حماس
ورأى الخبير في الشأن الفلسطيني، محمد هواش، أن "توجه حماس لتشكيل مجلس قيادي يأتي في إطار سعيها لحماية قيادتها السياسية، والحيلولة دون استهداف إسرائيل لأي منهم"، لافتًا إلى أنه سبق لحماس أن أقدمت على مثل هذا الخيار عقب اغتيال مؤسسها أحمد ياسين وخلفه عبد العزيز الرنتيسي.

وأضاف غانم أن "حماس أمام تحولات جذرية وغير مسبوقة في حال اعتمدت تشكيل مجلس قيادي بدلًا من رئاسة المكتب السياسي"، لافتًا إلى أن ذلك يمثل أول خطوة لتحول الحركة لحزب سياسي، ويمكن أن يكون تمهيدًا لتخليها عن سلاحها بشكل تدريجي.

وأشار إلى أن "القادة الحاليين يحاولون تحقيق مكاسب شخصية، وتجنب استهداف إسرائيل لهم، علاوة على أن هناك خلافات كبيرة بشأن الشخصية التي ستتولى قيادة الحركة بالمرحلة المقبلة"، مبينًا أن استمرار هذه الخلافات ينذر بانقسامات داخل الحركة.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا