دولة غنّت "القصايد" في أوان "الحصايد" وها هي تسقط الآن بشرور أعمالها...
ها هي الدولة التي غنّت "القصايد" في أوقات كان يجب أن تنصرف فيها الى "الحصايد"، خلال السنوات القليلة الماضية، (ها هي) ترقص الآن على أنغام الحرب، والدمار، وإفقار شعبها.
فدولة الكذب على الناس بإيجابيات غير موجودة، وبالتسويق للسياحة الداخلية وحملاتها، وللسهر، ولوقفات العزّ. ودولة التركيز على أعداد المغتربين القادمين سنوياً الى لبنان، ومحاولة الإيحاء بأن قدوم السيّاح الأجانب الى البلد لا يزال بألف خير... بموازاة التغافُل عن أوجاع آلاف المرضى الذين ماتوا خلال السنوات الأخيرة من جراء قطع الأدوية والعلاجات المقصود عنهم، و(التغافل) عن بكاء آلاف المرضى الذين يتعذّبون بسبب تلك الحالة، (كل ما سبق ذكره) أوصل دولة "العزّ" هذه، الى الحرب اليوم، والى مزيد من الانهيار المعيشي، والاجتماعي، والى مزيد من الانهيارات على المستويات كافة.
نعم، هذه هي دولة الكذب على الناس. دولة الإيحاء بأن 4 أو 5 أو 6 مليارات دولار، هي أرباح مواسم سياحية صيفية أو شتوية، تعني أن البلد بألف خير.
هذه هي دولة الكذب على الناس، عبر الإيحاء بأن تحويل القطاع الصحي والاستشفائي الى "امتياز" للميسورين فقط، هو مسألة طبيعية يجب السكوت عنها.
هذه هي دولة الكذب على الناس، من خلال خداعهم بأن ضياع العام الدراسي أو الجامعي للطلاب غير الميسورين، هو مسألة عادية.
هذه هي دولة الكذب على الناس، بالقول إن البلد بألف خير، رغم أن آلاف الناس باتت جائعة، إما على شكل جوع تقليدي ملموس، أو من خلال استحالة الحصول على الكمية والنوعية اللازمة من الغذاء والماء بفعل ارتفاع الأسعار، وارتفاع كلفة العيش بشكل عام.
هذه هي دولة الكذب على الناس، بالقول إن البلد بألف خير، وذلك رغم فقدان الأمن والحماية، وتحويل الدولة "لناس وناس"، واستخدامها كأداة لمحاربة أضعف الشرائح الاجتماعية، بدلاً من إرساء العدالة.
نعم. هذه هي دولة الكذب على الناس، دولة السهر، والسياحة الداخلية وحملاتها، دولة التركيز على مشاهد المغتربين الوافدين، دولة التلهّي "بالقصايد" في أوان وجوب العمل على "الحصايد"، أي على إصلاح بنيان الدولة، ومكافحة كلّ الشوائب فيها، والعمل لجعلها دولة عدالة اجتماعية، ودولة حقيقية.
هذه هي دولة الكذب على الناس التي تتفرّج عليهم يتعذّبون بحرب أوصلتهم هي إليها بفسادها، وبعدم رغبتها بأن تكون دولة، وأعدّت لها الإعداد اللازم بغناء "القصايد" في أوقات "الحصايد".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|