لقاء بلينكن - ميقاتي... هل يؤدي الى وقف التّصعيد؟
مثّل مؤتمر باريس دعمًا محوريا للبنان في ظل أزمات معقدة، وذلك عبر مظلة إنسانية ودولية كان لبنان بأمسّ الحاجة إليها، خاصة مع الحرب العدوانية الاسرائيلية وتزايد الضغوط الاجتماعية والأمنية. تضمّن المؤتمر حشدا من الدول التي أبدت استعدادها لدعم لبنان في مجالات حيوية، مبرزةً حرصا دوليا على الحفاظ على استقراره.
دعم إنساني ودولي شامل
أبرز ما تحقق من هذا المؤتمر هو تعهّد الدول بدعم إنساني عاجل للبنان يشمل تزويد الغذاء والأدوية وتأمين الخدمات الأساسية للنازحين الذين يواجهون تحديات غير مسبوقة بسبب اطالة امد الحرب والتدهور المالي والمعيشي والاقتصادي. وايضا تخصيص الجيش بمساعدات مهمة لتمكينه من القيام بمهامه في منطقة جنوب الليطاني عند التوصل لوقفلا مستدام لاطلاق النار، وتعكس هذه الخطوات اهتمام المجتمع الدولي بعدم انهيار الدولة اللبنانية، حيث تسعى هذه الدول لاحتواء الأزمة الإنسانية منعا من أي زعزعة أمنية قد تتفاقم وتؤثر على كامل لبنان. كما أن هذه الالتزامات قد تسهم في تعزيز صورة لبنان كدولة تحظى برعاية دولية تسعى لحمايته من تداعيات الحرب الاسرائيلية والانهيار، ودفعه نحو الاستقرار المطلوب لتهيئة الأجواء لإصلاحات محتملة.
المظلة الدولية وأبعادها السياسية
برزت في المؤتمر مظلة دولية متعددة الأوجه، تنسجم مع الدور الدولي في دعم الاستقرار الإقليمي، حيث تسعى الدول المانحة إلى توفير الدعم المشروط بالحفاظ على سيادة لبنان وتفادي تصاعد الأزمات الأمنية، لا سيما في ظل الحرب الاسرائيلية والأزمات المحيطة، من الحرب في غزة إلى التدمير الممنهج في الجنوب اللبناني والضاحية وكل البقاع. اذ يطمح المجتمع الدولي إلى إبقاء لبنان على قيد الحياة وجعله لمرة أخيرة خارج دائرة التصعيد، عبر دبلوماسية منفتحة على مختلف الأطراف، وهذا يشير إلى أهمية دعم الجهود الحكومية اللبنانية القائمة لتعزيز دور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في حماية الجنوب وحفظ السلم الأهلي.
لقاء ميقاتي وبلينكن: دلالات وتوقعات
يشكل اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فرصة بالغة الأهمية لتوسيع نطاق الدعم الأميركي للبنان في جهوده لوقف اطلاق النار ووقف آلة القتل الاسرائيلية، وتنسيق الجهود لتخفيف تأثيرات الأزمة الاقتصادية والأمنية. يتوقع أن يسعى ميقاتي إلى الحصول على دعم إضافي يعزز الموقف الحكومي اللبناني على مختلف الصعد، لا سيما في مجالات إنسانية وأمنية، بينما قد تحرص الولايات المتحدة على إبراز دعمها للبنان كجزء من استراتيجيتها الإقليمية الهادفة لمنع التصعيد.
ويركز هذا اللقاء على البحث في سبل تحقيق استقرار موقت وربما دائم في لبنان وسط مخاوف أميركية من تداعيات الحرب على كل المنطقة. فالإدارة الأميركية تتطلّع إلى اخراج لبنان نهائيا والى غير رجعة من دوامة الحرب، وفي حال حدوث هدنة موقتة، قد تفتح المجال نحو استقرار أوسع يساعد لبنان على تخطي مرحلته الحرجة.
احتمالات وقف النار قبل الانتخابات الأميركية
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، تبدو الإدارة الأميركية مهتمة بإرساء تهدئة ولو موقتة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك للحفاظ على الاستقرار قبيل هذا الاستحقاق. وتتزايد التوقعات بأن واشنطن ستدفع نحو تحقيق هدنة بين الفصائل المسلحة في غزة وإسرائيل، وانهاء الحرب على الجبهة اللبنانية، مع التزام دولي بضبط الحدود الجنوبية للبنان لمنع أي تصعيد لاحق.
يبقى السؤال الأساسي: هل سينجح الدعم الدولي واللقاءات الثنائية في تحقيق استقرار فعلي في لبنان؟، من الممكن أن يوفر لقاء ميقاتي وبلينكن أرضية تفاهم تدفع نحو إجراءات تخفف من التوتر وتدعم قدرات الدولة اللبنانية في تخطي الأزمة الحالية.
ومع وجود مظلة دعم دولية تسعى لتعزيز صمود لبنان، فإن الرهان يبقى على مدى تماسك الإرادة الدولية والإقليمية لتحقيق وقف تصعيد شامل، يوفر للبنان وللمنطقة هدوءا مرحليا يمهد لمفاوضات دبلوماسية تؤسس لمرحلة جديدة ومديدة من الاستقرار.
داود رمال -"أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|