هل زار جعجع عين التينة؟

صارح رئيس مجلس النواب نبيه بري زواره الأسبوع الفائت أنه يفكّر جديا في الدعوة الى حوار وطني يُخصص لمناقشة السبل الآيلة الى انتخاب رئيس للجمهورية بحيث لا تطول مرحلة الفراغ الرئاسي، لكنه في الوقت عينه أبدى مخاوف من ألا تلقى دعوته هذه التجاوب الكامل المطلوب لانعقاد الحوار ونجاحه.

وبات واضحا أن بري لن يدعو الى الحوار قبل أن يتأكّد من أن كل الأفرقاء سيتجاوبون معه، حضورا ومشاركة ومحتوى. لذا هو في صدد تكليف نواب من كتلة التنمية والتحرير للقيام بجولة بدءا من الأسبوع المقبل على مختلف القوى السياسية والكتل النيابية بهدف جس النبض واستمزاج الآراء.

وعُلم في هذا السياق أن رئيس مجلس النواب غير مطمئن الى موقف قوى سياسية ونيابية، كحزبيّ القوات والكتائب وشخصيات نيابية سنية قد لا تتجاوب مع دعوته، ما قد يئد الحوار وهو في مهده.

وكان تردّد أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التقى الأسبوع الفائت بري في عين التينة، في زيارة بقيت بعيدا من الإعلام واشتملت على إجراءات احترازية رافقت تنقل جعجع. لكنّ أياً المصادر لم تؤكد أو تنف هذا الأمر.
ولفت في هذا السياق إعلان جعجع أمس أنه لم يرتَح بداية لدعوة رئيس مجلس النواب إلى الحوار، مضيفًا: "تخوّفًا من أي محاولة تعطيل إضافية نتجاوب مع دعوة برّي إنّما بسياق جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ونقترح أن يدعو إلى جلسة انتخاب بأسرع وقت وفي إطار هذه الجلسة تتكلّم الكتل في ما بينها ولا تنتهي الجلسة قبل انتخاب الرئيس كي نكون أمناء على الدستور والاستحقاق الرئاسي".

ورأت مصادر سياسية في كلام جعجع نعياً للصيغة الحوارية التي يفكّر بها بري الذي يفكّر بعقد طاولة حوار محددة الهدف والغاية في عين التينة أو ساحة النجمة على غرار حوار ربيع سنة ٢٠٠٦. وإذ لفتت الى ضرورة إنتظار موقف بري من كلام جعجع، أشارت الى انّ دعوة رئيس القوات غير عملية ولا يمكن تحقيقها، إذ كيف للنواب التحاور في سياق جلسة انتخاب الرئيس؟ وكيف للوكيل، أي النواب، اتخاذ القرار بغياب الأصيل أي مرجعيات هؤلاء النواب، فيما المطلوب أن تتحاور المرجعيات نفسها فيما بينها وليس بواسطة الوكلاء، والا كان في وسع النواب حسم المسألة من الجلسة الإنتخابية الأولى لو كان الأمر في يدهم فعلا.