حقيقة جديدة عن الحملة على mtv... وإعلامي يكشف: هذا ما قاله لي الحريري
مع استمرار الحرب الدامية على لبنان، تستمرُّ فصول الحملة على قناة mtv وتتكشّف الحقائق تباعاً لتوضح النيات الخبيثة التي تهدف لزرع بذور الفتنة بين اللّبنانيّين عبر مهاجمة mtv وتصويرها على أنها هي "العدو"، في وقتٍ يبدو أنّ أعداء لبنان هم كثرٌ في الداخل قبل الخارج.
حقيقةٌ جديدة تتكشف كان موقع mtv قد سلّط الضوء عليها منذ أيام، فبعد أن انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للرئيس الشهيد رفيق الحريري يتحدّث فيه عن قناة NTV المعروفة بـ"الجديد" بوضوح تامّ، زعم ناشرو الفيديو أنه يقصد بكلامه mtv، وهي كذبة واضحة بشكلٍ لا لبس فيه.
وفي تأكيد جديد على كذب وافتراء من وراء هذه الحملة، كتب الإعلامي سعيد الغريّب الذي حاور الرئيس الشهيد في المقتطف المنشور الآتي:
"تداولت صفحات التواصل الاجتماعي أخيرا بكثافة لقطة قصيرة للرئيس الشهيد رفيق الحريري، من ضمن مقابلة اجريتها معه، قبل اكثر من عشرين عاما. وقد حملت في عناوينها مغالطة كبيرة حيث كشفت نقصا في تحديد الاطار الصحيح لما تضمّنته. والصحيح ان الرئيس الحريري تحدث عن قناة NTV المعروفة بالجديد، في وقت كانت محطة mtv حينها مقفلة بقرار من رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود.
يومها قال لي الرئيس الحريري بعد انتهاء الحلقة، ضاربا على الطاولة بحدّة، علما ان الغضب كان نادرا في حياة الحريري: "اذا استمرّ هذا الوضع وبقيت الـ mtv مقفلة سأذهب وأفتحها بيدي". وللأمانة، اقتضى التصويب والتوضيح، أمام هذا التداول الواسع لهذه اللقطة. وهي تشكّل نموذجا حيّا لما يطلق عليه تسمية الاعلام الجديد مع ما حمله من قلب للمعادلات والمفاهيم.
الواقع ان الاعلام الجديد بات سلطة جهنّمية تكاد تبتلع كل السلطات. ففي لحظة واحدة، وبمجرد كبسة تطوف المعلومة او الصورة أنحاء العالم وتتوزّع على ملايين البشر. وقد حطّم الاعلام الرقمي القيود، وألغى الحدود، وأتاح لكل فرد أن يكون اعلاميا ومصدرا للمعلومات المكتوبة او المصوّرة، وأفسح المجال أمام كلّ مجموعة، مهما اختلفت أهدافها، أن تبثّ ما طاب لها من أخبار وأفكار ومواقف وصور وأفلام. انّه ينشر كلّ رأي ويعبّر عن جلّا لمواقف ويسهّل البثّ المجاني للاخبار وان كانت مفبركة، وللفيديوهات والأفلام والصور وان كانت مقتطعة وجرى التلاعب بمضامينها وأهدافها، وان كانت هدّامة.
انّ هذا الهامش من الحرية المجانية المطلقة الذي تطرحه وسائل الاعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي تمثل سيفا ذا حدين، ولا سيما في زمن الحرب، حيث الاتساع في شبكة الانترنت ونشوء الاعلام الجديد يقعان في مرحلة امنية دقيقة وخطيرة، سمتها الاساسية الارهاب الفكري والعملي. أمّا الاستحقاق الأكثر دقّة والذي يلقي بظلاله على وسائل الاعلام الجديدة وكيفية استخدامها فيتمثل بالتطورات الدراماتيكية التي تشهدها ساحتا غزة ولبنان.
كما ان الصحافيين المحترفين باتوا في سباق غير متكافئ مع ما يسمى "الصحافي المواطن" الذي لديه حرية البث والنشر، من دون أن يمتلك، في الحد الأدنى، القدرات الاحترافية والمهارات الصحافية. وأصبح هؤلاء يجدون أنفسهم أمام كمّ من المعلومات التي يجدر التدقيق بها. فكم بالحري اذا كان مصدر المعلومة في موقع استغلال لهذه الوسائل لأهداف مشبوهة!
وعند كل خطر أمنيّ تعود الى الصدارة اشكاليّة المواجهة بين الحريّة كقيمة اساسيّة في العمل الاعلامي من جهة، والأمن كضرورة للحفاظ على الأفراد والمجتمعات والأمن القومي من جهة ثانية. الحقيقة المرة أنّ لبنان استطاع الخلاص من متاعب الحريّة الصحافيّة عندما قّرر المغامرة بالخلاص من حسناتها.
ولا بدّ ان نناشد الطارئين على مهنة المتاعب، من موقع الخبرة الطويلة والباع الطويل، أن يرحموا الضحايا والشهداء وآخرهم المصوّرون الثلاثة الذين استهدفوا وهم في فراشهم. واريحونا نحن المواطنين وراعوا الشعور العام بممارسة ثقافة السكوت وقت يتطلّب الامر قلّة الكلام لأنّ السكوت في معظم الأحيان أبلغ من الكلام، ولانّ قلّة الكلام تشكّل قمّة التهذيب واللياقة وقمّة التعبير وقمّة الحضارة الانسانية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|