تحركات سرية وتحشيدات.. نُذر معركة جديدة في الساحل السوري
كشفت مصادر خاصة في الساحل السوري عن تصاعد مؤشرات التوتر في المنطقة ذات الغالبية العلوية، وذلك على خلفية معلومات تشير إلى قرب انطلاق تحرك جديد يستهدف نقاطًا ومواقع تابعة للقوات السورية، من قبل من يُوصَفون بـ "فلول النظام" السابق.
ووفقًا لمصادر متقاطعة، فقد شهد الأسبوع الأخير استنفارًا أمنيًا واسعًا، تمثّل في تعزيز قوات الأمن السورية لنقاط تمركزها، وزيادة عدد الحواجز الأمنية التي كانت قد شهدت في وقت سابق تراجعًا في أعدادها ومستوى جهوزيتها.
تحضيرات لتحرك عسكري
كشفت مصادر خاصة في الساحل السوري عن ارتفاع مؤشرات التوتر في المنطقة ذات الغالبية العلوية، إثر معلومات تفيد بقرب انطلاق تحرك جديد ضد نقاط ومواقع القوات السورية، من قبل من يوصفون بـ "فلول النظام" السابق.
وذكرت مصادر متقاطعة أن الأسبوع الأخير شهد استنفارًا كبيرًا لقوات الأمن السورية التي قامت بتعزيز نقاطها، وزيادة عدد الحواجز التي كانت قد شهدت قبل ذلك تراجعًا في أعدادها واستنفارها.
المصادر كشفت عن عدد من الأحداث التي ترتبط بقرب انطلاق تحرك عسكري جديد في الساحل السوري، وآخرها ما حدث في بلدة "عين الشرقية" بريف جبلة، حيث اختلقت دورية للأمن العام إشكالًا مع أهل البلدة، بحجة إطلاق رصاصة على سيارات تابعة للأمن العام عند عبورها أوتستراد اللاذقية - حماة، القريب من البلدة، رغم نفي الأهالي لذلك.
وأكدت المصادر أن الأمن العام استدعى عقب ذلك أرتالًا مؤللة تضم عشرات السيارات المحملة بالعناصر والمسلحة برشاشات "دوشكا"، ليقتحم البلدة بحجة البحث عن أسلحة، ويعتدي أثناء ذلك على الشباب، ويعتقل العديد منهم، ومن دون العثور على أسلحة.
المصادر أكدت أن الأمر تكرر في مدينة القرداحة، حيث تم اعتقال العديد من الشبان والرجال بدون مبررات واضحة، في مسعى لتقليص عدد الشبان القادرين على حمل السلاح ضد السلطات الجديدة، فيما لو حدث أي تحرك قريب. حسب قولها.
وتؤكد المصادر أن ما يحدث يشبه إلى حد كبير ما حصل قبيل اندلاع الأحداث في مارس/ آذار الماضي، لناحية خلق إشكال يستدرج ردًّا ويكشف المخطط المُعد للسيطرة على الساحل.
وكانت دوريات للأمن العام اقتحمت في 6 مارس/ آذار، بلدة "بيت عانا"، مسقط رأس اللواء السابق في جيش نظام الأسد سهيل الحسن، لاعتقال بعض الأشخاص؛ ما فجّر موجة تمرد واسعة وكشف عن تحضيرات غير مكتملة لشن معركة ضد السلطة السورية الحالية.
وبدأت المعركة قبل التوقيت المفترض، بسيطرة المتمردين العلويين على نقاط ومواقع عسكرية على امتداد الساحل، لتجابه السلطة هذا التمرد بدعوات للجهاد ونفير عام، واستدعاء لـ 200 ألف مقاتل من شتى أنحاء البلاد، ولتنتهي الأمور بمجازر وقع ضحيتها أكثر من 1700 مدني علوي.
معركة الساحل الثانية
تفيد مصادر مطلعة "إرم نيوز" بأن تحضيرات تجري بهدوء وبسرية تامة هذه المرة، لمعركة جديدة و"مختلفة" ضد القوات الحكومية في الساحل السوري، مشيرة إلى أن هناك قوات بأعداد كبيرة باتت جاهزة لتنفيذ مهمة الاستيلاء على الساحل وطرد قوات الجيش والأمن العام منه، تمهيدًا لإعلان "حكم ذاتي" أسوة بالسويداء وشمال شرقي سوريا.
المصادر تؤكد أن سهيل الحسن، قائد الفرقة 25 في جيش النظام السابق، هو من ينسق ويخطط للمعركة المرتقبة، بتحالف مع ابن خال الرئيس السوري رامي مخلوف، الذي يتكفل بدفع رواتب المقاتلين، وتأمين كل المتطلبات اللوجستية.
وتقول المصادر إن الآلاف من المقاتلين المدربين ينتظرون ساعة الصفر، إلا أن التحرك مرتبط بشكل أساسي، بتحديد الطرف الإقليمي أو الدولي الذي يمكن أن يساهم بالدعم الجوي، مرجحةً تعاونًا روسيًا إسرائيليًا في هذا السياق.
تركيا "على الخط"
وفقًا للمصادر، لدى تركيا معلومات مؤكدة عن التحرك المرتقب، وقد حذرت السلطات السورية مما يُحاك ضدها، حتى إن المسؤولين الأتراك خرجوا بأكثر من تصريح يحذرون فيه من أي مسعى للتقسيم أو التحضير لإقامة أقاليم حكم ذاتي، وأبدوا استعدادهم للتدخل فيما لو اتجهت الأمور نحو هذا السيناريو.
وتلفت المصادر إلى أن ما جرى قبل أسبوع، لجهة الاشتباك الجوي التركي الإسرائيلي بمراقبة روسية لصيقة، يُشير إلى أن هذا الاشتباك يندرج ضمن المخطط، حيث دخلت قوات تركية إلى ريف اللاذقية الشمالي لإنشاء نقطة مراقبة عسكرية تحت غطاء جوي تركي؛ ما استدعى تدخلًا إسرائيليًا مباشرًا واستنفارًا للطيران الروسي، انتهى بإعادة القوات التركية إلى الداخل التركي.
المصادر تؤكد أن تركيا لم تستسلم، وقامت بنقل أسلحة إلى اللواء 107 في ريف جبلة الذي تسيطر عليه قوات حكومية، في محاولة لدعمها ضد أي تحرك مرتقب، لكن الطيران الإسرائيلي سرعان ما تولّى مهمة تدمير الأسلحة الجديدة، حيث قصفت طائرات مسيّرة إسرائيلية فجر اليوم الخميس، اللواء 107. ووثّق ناشطون انفجارات ضخمة في اللواء المذكور، رغم أنه قد شهد منذ سقوط نظام الأسد العديد من الغارات الإسرائيلية التي دمّرت كل ما كان فيه سابقًا.
تحذيرات
وفي هذه الأجواء المتوترة، يتصاعد قلق المدنيين في الساحل السوري من أي تصعيد جديد قد تشهده مناطقهم، دون أن يكون لهم رأي أو يد فيما يحصل. وتتزايد التحذيرات للسكان بالتزام بيوتهم، وعدم الخروج إلا للضرورات القصوى، حيث تعبّر شرائح واسعة من أبناء الساحل عن رفضها لأي مغامرات جديدة، سيكونون هم وأبناؤهم من يدفعون ثمنها، كما حدث في مجازر مارس/ آذار الماضي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|